يوسف: التوترات السياسية تدفع الخام لأدنى مستوى منذ 11 عاماً
استمرت أسعار النفط فى الهبوط إلى 33.3 دولار للبرميل نهاية تعاملات الأسبوع الماضى مقارنة بمتوسط 38 دولارا خلال الشهر الماضى، نتيجة زيادة التوترات السياسية فى المنطقة العربية التى تستحوذ على 40% من إنتاج النفط عالمياً، بالإضافة إلى زيادة المعروض من الزيت الخام بالأسواق.
وقال مصدر حكومى لـ”البورصة”: إن مصر تحقق فائدة كبيرة من انهيار سعر برنت بالاسواق العالمية، وجارٍ دراسة تجميد خطة تحرير أسعار الوقود بالسوق المحلى لسنة مالية جديدة.
وأضاف أن سعر الوقود الحالى بالسوق المحلى يقترب كثيراً من الأسعار العالمية، وفر ما لا يقل عن 40% من دعم الطاقة خلال النصف الأول من العام المالى الجارى.
وأوضح المسئول أن فاتورة دعم الوقود التى خصصتها الموازنة العام للدولة 61 مليار جنيه وفقاً لسعر 70 دولارا للبرميل.
وأشار الى استمرار تأجيل طرح مزايدات للبحث والتنقيب عن الزيت الخام فى ظل انهيار سعر برنت، لأنها لن تلاقى إقبالا من قبل الشركات الأجنبية العاملة فى مصر.
وقال مدحت يوسف، نائب رئيس الهيئة العامة للبترول الأسبق، إن هبوط سعر برنت نتج عن زيادة المعروض من البترول وتراجع الطلب بالأسواق واستمرار الدول المصدرة فى زيادة انتاجها وظهور إيران بسوق النفط بقوة بعد رفع الحذر عنها.
وأضاف أن التوترات السياسية بالمنطقة هى المتحكمة فى صعود وهبوط برنت فى ظل منافسة الدول المصدرة فى زيادة الإنتاج حتى تستمر فى الصدارة مما يمثل القوة فى تحكمها بسوق الطاقة عالمياً.
وتوقع يوسف أن يعود السعر للاستقرار مرة أخرى بحلول فصل الصيف المقبل مع زيادة الطلب على الخام والمشتقات البترولية.
وأوضح أن سعر برنت اقترب من أدنى مستوياته خلال 11 عاما ماضية، ولقد ساهمت التوترات الأخيرة بين إيران والدول العربية فى استمرار التراجع.
تكبد خام برنت أكبر خسارة أسبوعية فى أكثر من عام وسجل 33.3 دولار للبرميل بعد أن حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن تخمة المعروض العالمى ستقود لهبوط الأسعار أكبر خلال العام المقبل.
وتوقع يوسف، إلا يزيد سعر برنت عن 45 دولاراً للبرميل حتى نهاية عام 2016، نتيجة استمرار زيادة الكميات المطروحة بالاسواق عن الطلب العالمى بكثير.
وأشار يوسف إلى أن ليس فى صالح مصر حالياً طرح مزايدات للبحث والتنقيب عن الزيت الخام فى ظل تدنى سعره بالاسواق العالمية، ومن الأفضل استيراد الخام وتكريره بالمعامل المصرية وضخ انتاجه من الوقود بالسوق المحلى أو تصديره للخارج فى حالة وجود فائض عن احتياجنا، مما يحقق وفرا فى مخصصات الدعم للعام المالى الجارى.
وقال يوسف: إن الدول العربية تقود حربا شرسة فى تصدير النفط فى ظل تمسكها بعدم تخفيض انتاجها من الخام، وذلك من اجل تحقيق غايات سياسية تكمن فى المنافسة للسيطرة على سوق البترول مهما كلفهم الأمر من خسائر مالية كبيرة.
وأضاف أن الدول النامية حققت وفرة كبيرة فى انفاقها على استيراد الزيت الخام والمواد البترولية، مما حقق انتعاشة قى اقتصادها، وعلى النقيض تراجعت أرباح الدول المصدرة طمعاً فى الهيمنة على السوق.
وأدى استمرار الدول المصدرة فى زيادة انتاجها من الخام إلى فائض 2 مليون برميل خام يومياً بين الانتاج والاستهلاك العالمى، وسيزيد الفائض مع بدء دخول إيران سوق التصدير بعد رفع عقوبات الحظر عنها.
وفى وقت سابق رفع بنك “جى بى مورجان تشيس” توقعاته لأسعار النفط خلال عامى 2015 و2016، مع تحسن الطلب الذى سيؤدى إلى خفض كمية الخام المعروض بالأسواق العالمية.
وتوقع “جى بى مورجان” أن يبلغ متوسط سعر الخام الأمريكى 55 دولارا للبرميل خلال العام الجاري، و64 دولارا خلال عام 2016، وسيصل متوسط سعر خام برنت إلى 62 دولارا فى 2015، و72 دولارا للبرميل فى عام 2016.
وبلغ إجمالى الإنتاج العالمى للزيت الخام 95.66 مليون برميل خام يومياً، مقارنة بنحو 93.62 مليون استهلاك يومى، وذلك بحسب تقرير صادر عن منظمة الأوبك.








