“جورج”: 2.8 مليار جنيه صادرات مستهدفة للقارة السمراء العام الجارى
“المجلس التصديرى” يعد دراسة لإنشاء مراكز لوجيستية بـ12 دولة أفريقية حتى عام 2030
يراهن المجلس التصديرى للصناعات الدوائية على زيادة صادرات الشركات الأعضاء به لدول أفريقيا خلال 2016، لتكون بديلًا للأسواق العربية التى تشهد اضطرابات أمنية وسياسية منذ سنوات.
وتعلق شركات الأدوية والمستلزمات الطبية ومستحضرات التجميل، آمالًا على اتفاقية التكتلات الإفريقية التى تضم الدول الأعضاء فى (الكوميسا والسادك وشرق أفريقيا)، لتحقيق مستهدفاتها التصديرية خلال السنوات المقبلة.
وفقد قطاع الدواء والمستلزمات الطبية كثيرا من مبيعاته بعد تراجع صادراته إلى الدول العربية، خاصة دول العراق واليمن وليبيا وسوريا، التى كانت تستحوذ على نسبة كبيرة من الأدوية ومستحضرات التجميل السنوات الماضية.
قال ماجد جورج، رئيس المجلس التصديرى للصناعات الطبية، أن المجلس يعد دراسة جديدة للصادرات الطبية خلال الفترة من 2016 إلى 2030 بالتعاون مع أحد المكاتب الاستشارية لرفع الصادرات الطبية خاصة فى الأسواق الأفريقية، الذى يعتبر فرس الرهان المرحلة المقبلة.
وأضاف جورج لـ”البورصة”: أن المجلس يسعى لرفع مبيعاته التصديرية 7.2 مليار جنيه خلال العام الجارى، مقابل 6 مليارات جنيه العام الماضى، وتوقع أن يستحوذ السوق الأفريقى على نحو 2.8 مليار جنيه من إجمالى الصادرات، تعادل %40 من إجمالى المستهدف.
وأوضح أن خطة المجلس تتضمن اختيار أفضل 12 دولة أفريقية يمكن التوسع بالصادرات الطبية فيها على مدار عمر الدراسة التى يمتد تطبيقها لعام 2030، بحيث يتم التوسع فى الأسواق الأكثر استيرادًا للأدوية والمستلزمات الطبية ومستحضرات التجميل.
وتتضمن الخطة التى يشترك فيها مركز تحديث الصناعة، إنشاء 12 مركزًا لوجيستيًا بتكلفة استثمارية 60 مليون جنيه، خلال 3 سنوات، تم الاتفاق على إنشاء 3 مراكز خلال السنة الأولى للخطة بدول كينيا وموزمبيق وإحدى دول غرب أفريقيا (غانا ونيجيريا) بتكلفة استثمارية 15 مليون جنيه.
وقال جورج إن الخطة تستهدف استحواذ الشركات الدواء المصرية على نسبة تتراوح ما بين 12 و%15 من إجمالى صادرات مصر إلى أفريقيا.
وأضاف جورج إن إنشاء المراكز اللوجيستية فى عدد من الدول التى ترتبط معها مصر باتفاقيات تجارية،يساعد على زيادة الصادرات بشكل كبير خلال الفترة المقبلة.
ويسعى المجلس التصديرى إلى تحويل المراكز اللوجيستية لكيانات رابحة خلال السنة الرابعة ووقف الدعم الحكومى نهائيًا، ومن المقرر أن تخدم المراكز جميع الشركات المصرية وليست مختصة بالصناعات الطبية فقط.
واستوردت 37 دولة أفريقية منتجات طبية مصرية تشمل أدوية ومستحضرات تجميل ومستلزمات طبية بقيمة 991.66 مليون جنيه خلال عام 2014، وجاءت السودان فى المركز الأول بين الدول الأفريقية المستقبلة لصادرات الأدوية المصرية بحصة %36.72 من إجمالى الصادرات الدوائية، تليها المغرب، ثم كينيا.
واحتلت الجزائر المركز الرابع بقائمة دول القارة السمراء الأعلى استيرادًا للصناعات الطبية المصرية، متفوقة على ليبيا وتونس، ثم السنغال فى المركز السابع، وبعدها الصومال وأثيوبيا ونيجيريا.
ولم يقتصر الاتجاه للسوق الأفريقى على التبادل التجارى فقط، بل أصبحت القارة محل أنظار عدد من الشركات الدوائية، الراغبة فى غزو الأسواق الإفريقية.
وبدأت شركة جلوبال نابى للصناعات الدوائية، إنشاء مصنع فى إثيوبيا باستثمارات 160 مليون جنيه على مساحة 30 ألف متر مربع وتخطط الشركة تشغيل المصنع منتصف عام 2017، ويضم خطى إنتاج لتصنيع الكبسول والأقراص، وتساهم جلوبال نابى مصر بنسبة %51 من ملكية المصنع مقابل %49 لرجل أعمال إثيوبى.
وتدرس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات تكوين تحالف يضم شركات مصرية لإنشاء مصنع أدوية بدولة الجابون “إحدى دول غرب وسط أفريقيا”.
وقال أحمد العزبى، رئيس غرفة صناعة الدواء، إن الغرفة التقت وفدا من جمهورية الجابون يناير الماضي، لبحث فرص الاستثمار داخل السوق الجابونى، وطلب الوفد من الغرفة إنشاء مصنع دواء بالجابون للاستفادة من الخبرة المصرية فى قطاع الأدوية.
وأضاف “العزبى” لـ”البورصة”: إن دولة الجابون عرضت تقديم تسهيلات فى الحصول على الأرض، وتسجيل الأدوية، والمشاركة فى التمويل لسرعة تنفيذ المشروع.
وتابع أن الغرفة ستعد دراسة جدوى المشروع خلال 3 أسابيع، ليتم عرضها خلال زيارة رئيس جمهورية الجابون لمصر الفترة المقبلة.
وذكر “العزبى” الغرفة تعد دراسة عن حجم سوق الجابون، وأكثر الأدوية المتداولة، واحتياجات دول غرب إفريقيا، لزيادة تصديرها.
وقال يسرى الشيخ، مدير التصدير لأفريقيا بالشركة المصرية الدولية للصناعات الدوائية “إيبيكو” أبرز شركات الأدوية المصدرة للسوق الأفريقى، إن أفريقيا من الأسواق الواعدة ويوجد عدد من المشروعات المقترحة من شركات الدواء للاستثمار فيها.
وأوضح الشيخ أن معدلات استهلاك الدواء فى أفريقيا من أعلى المعدلات عالميًا، خاصة أن الإنتاج المحلى لا يحقق اكتفاءً ذاتيًا، وتعتمد على استيراد احتياجاتها من دول شرق آسيا وتركيا.
واضاف أن مصر يمكنها الاستفادة من اتفاقية التكتلات الأفريقية “الكوميسا والسادك وشرق إفريقيا”، فى زيادة الصادرات الطبية لأفريقيا، خاصة أن الاتفاقية تمنح تيسيرات جمركية مرتفعة.
وأشار إلى أن خطة المجلس التصديرى للأدوية، لإنشاء مراكز لوجيتسية فى القارة، ستعمل على تذليل العقبات الاساسية أمام الشركات فى نقل البضائع الخاصة بها لأفريقيا وتقليل تكاليف الشحن وبالتالى توفير الدواء فى تلك الدول بأسعار منخفضة.
وتستهدف “إيبيكو” دخول أسواق جنوب إفريقيا، زامبيا، إنجولا، الكاميرون، ساحل العاج، النيجر، وإندونيسيا، خلال الفترة المقبلة.
ويسعى قطاع الرعاية الصحية والمستشفيات للاستفادة من التقارب المصرى الإفريقى، لجذب مواطنين أفارقة للعلاج فى المستشفيات المصرية، ضمن خطة الغرفة لجذب السياحة العلاجية.
و قالت غادة الجنزورى، عضو مجلس ادارة غرفة الرعاية الصحية باتحاد الصناعات، ان الغرفة تستهدف جذب المواطنين من الدول الافريقية خاصة نيجيريا وإثيوبيا لضعف الخدمات الطبية المقدمة فى تلك الدول.
واضافت الجنزورى لـ”البورصة”: ان مواطنى السودان من أكثر المواطنين لجوء للسياحة العلاجية فى مصر، وأن الغرفة خاطبت اتحاد الصناعات لإعداد برنامج لزيادة جذب الأفارقة.
وترسل وزارة الصحة المصرية العديد من القوافل الطبية إلى الدول الأفريقية، وتساهم القوافل فى تحسين العلاقات، بجانب فتح أسواق جديدة للمنتجات الدوائية المصرية والمستلزمات الطبية فى أفريقيا.
وقال الدكتور هشام عطا، رئيس قطاع الطب العلاجى بوزارة الصحة والسكان فى تصريحات صحفية سابقة إن صندوق الدعم الفنى لدول أفريقيا قام بتمويل 12 قافلة طبية لدول حوض النيل فى جنوب السودان وتشاد وإثيوبيا وغينيا الاستوائية وجنوب أفريقيا بتكلفة 120 مليون جنيه خلال العام الماضى .