تهيمن عودة الذهب على 2016، ويعد المعدن الثمين الأصل الرئيسى الأفضل أداءً، وارتفاعه بنسبة 15% منذ بداية العام حتى الآن جعله يتفوق على المؤشرات التى تتبع السندات ذات الدرجة الاستثمارية، وسندات الخزانة، وجميع الأسهم، وأيضاً على جميع مؤشرات الأسهم الرئيسية فى العالم النامى والناشئ.
وتقول وكالة أنباء «بلومبرج»، إن التقلبات عبر أسواق الأسهم والعملات العالمية أشعلت الطلب على هذا الملاذ، ورفع المتداولون استثماراتهم طويلة الأجل فى الذهب لأعلى مستوى منذ عام، وجذب صندوق «إس بى دى آر جولد شيرز»، أكبر صندوق مؤشرات يستثمر فى الذهب فى العالم، 4.5 مليار دولار أموالاً جديدة فى 2016، وهى التدفقات الأعلى وسط جميع صناديق المؤشرات الأمريكية، وفقاً لبيانات «بلومبرج».
وقال دان دينباو، مدير محفظة فى صندوق «يو إس إيه إيه» للمعادن الثمينة، إن الذهب هو القصة الأكبر العام الجاري، مضيفاً أن الناس كانوا يلقبونه الصيف الماضى بالرفات القديم، ولم يكترث أحد به، أما العام الجارى فهو يولد ببطء المزيد والمزيد من الشراء.
وارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 9.3% منذ نهاية يناير إلى 1222.40 دولار للأوقية، ويستعد لتحقيق أعلى ربح فى فبراير منذ عام 1979.
ويأتى هذا الأداء القوى للذهب، فى الوقت الذى ارتفعت فيه سندات الخزانة الأمريكية بنسبة 2.9%، وصعد فيه الين، أفضل العملات أداء فى 2016، بنسبة 5.5% أمام الدولار، فى حين انخفض فيه مؤشر مورجان ستانلى لكل دول العالم بنسبة 6.5%.
وارتفعت الاستثمارات الصافية طويلة الأجل فى العقود الآجلة والخيارات للذهب بنسبة 32% إلى 123.566 عقد فى الأسبوع المنتهى فى 23 فبراير، وفق بيانات اللجنة الأمريكية لتداول العقود الآجلة للسلع، وبذلك تكون الرهانات طويلة الأجل قد صعدت للأسبوع الثامن على التوالي، وهى أطول فترة من الارتفاع منذ 2012.
وارتفعت الاستثمارات العالمية فى صناديق المؤشرات المستثمرة فى الذهب بنسبة 15% فى 2016 إلى 1678.7 طن متري، وهى النسبة الأعلى فى عام، كما أن الأصول فى طريقها لأكبر زيادة ربعية منذ 2010.
وأدى تغير الصورة الاقتصادية إلى تعديل بعض المحللين لنهجهم تجاه الذهب، وكانت جورجيت باول، استراتيجية فى مجموعة «إيه بى إن»، متشائمة بشأنه، والآن عكست نظرتها السلبية، وعززت توقعاتها لنهاية العام الجارى إلى 1300 دولار للاوقية بدلاً من 900 دولار.
وبعد انخفاض المعدن الأصفر بنسبة 10% فى 2015 إلى مستوى 1060.20 دولار للأوقية، سيمثل الارتفاع العام الجارى أول صعود سنوى منذ 2012.
وقال الاقتصادي، بارباس جان، لدى المجموعة المصرفية الخارجية الصينية، الذى أطلقت عليه بلومبرج العام الماضى «المتوقع الأكثر دقة للذهب»، إن الذهب هو «البطل الخارق» لهذا العام، مضيفاً أن الأسعار قد تصل إلى 1400 دولار فى حال تزايد اتجاه المستثمرين لتجنب المخاطر.
ومع ذلك هناك من حافظ على توقعاته السلبية، مثل روبين بار، محلل فى «سوسيتيه جنرال»، الذى يتوقع أن يتراجع الذهب فى الربع الرابع من 2016 إلى 955 دولاراً للأوقية.
كما أكد المحللون فى جولدمان ساكس توقعاتهم يوم 15 فبراير بأن الذهب سيتراجع فى ديسمبر المقبل إلى مستوى 1000 دولار للأوقية.







