الكأس المقدسة لقطاع الاتصالات هى شبكة تعمل بكامل طاقتها ودائما موجودة فى كل مكان وهذا قد يبدو خياليا لمن يستخدم اتصال الهاتف المحمول أو نطاق البث العريض فى المنزل لكنه قد يكون أقرب مما يتخيل الكثيرون، حيث سيكون على الجميع الذهاب إلى ما بعد المستقبل أو التحول إلى جزء من تاريخ مضى.
ونقلت صحيفة فاينانشال تايمز عن ماركوس ويلدون، كبير مسئولى التكنولوجيا فى نوكيا ورئيس مختبرات بيل قوله إنه يعتقد أن الشركات تقف حاليا عند نقطة، حيث هناك اضطراب كبير قادم فقد شهدت شبكات الاتصالات بالفعل زيادة فى السرعات، لكن الخبراء يقولون إن هناك حاجة لتغيير أكبر من أجل ربط المليارات من الأجهزة فى المنازل وأماكن العمل والأماكن العامة.
وأضاف ويلدون أن العقبة المقبلة أمام الشركات هى مخازن افتراضية (السحب الافتراضية) للبيانات اعتمادا على الشبكات، والتى يمكن من خلالها الوصول إلى البيانات على الفور.
وتحتاج شبكات المحمول لأن تكون قادرة على مواكبة تطور استخدامات الهواتف المحمولة مثل التلفزيونات فائقة الوضوح والخدمات المصرفية عبر الإنترنت، والرعاية الصحية عن بعد والواقع الافتراضى ولن يتحقق لها ذلك بالتاكيد الا بالاعتماد بشكل متزايد على جودة الشبكة شبه المثالية. فالسيارة المتصلة بالانترنت لا طائل منها دون تحقيق الاتصال، وهذا الاتصال يجب أن يكون لا تشوبه شائبة لأن تعطله يعنى وقوع الحوادث.
وكما يقول ويلدون فإن المستقبل القادم سيكون فيه كل جهاز وكل وسائل الإعلام وكل شخص متصلون ببعضهم البعض وستجرى المهام الحياتية بعيدا عن تقنية الخوارزميات، التى يمكن من خلالها تحويل أجزاء كبيرة من الحياة اليومية إلى النمط الآلى.
وتتوقع شركة إريكسون مجموعة الاتصالات السويدية أن يكون هناك 28 مليار جهاز متصل بحلول عام 2021، وسيكون منهم فقط 9 مليارات من مشتركى الهواتف المحمولة التقليدية والباقى تطبيقات تشغيل لأجهزة منزلية ومدن مرتبطة ببعضها البعض.
لكن هناك حاجة إلى بنية جديدة للشبكة فقد بلغت الشركات الاستخدام الأقصى للخدمات المتاحة من خلال التكنولوجيا الحالية فقد تاسست الشبكة للناس ولكن فى المستقبل سوف يكون لكل شخص 100 شىء متصل.
وتقدر هواوى أنه بحلول عام 2020 فإن حركة مرور الشبكة سوف تنمو ثلاثة أضعاف، وسوف تزيد حركة مرور الاتصالات المحمولة ثمانية أضعاف.
وسوف يكون هناك حاجة ملحة لتوسيع شبكات الألياف القادرة على حمل كميات كبيرة من البيانات عبر البلدان وتقلل شركات الاتصالات من الاعتماد على الكابلات النحاسية القديمة ليحل محلها تقنيات مثل G.Fast أو vectoring والتى يمكن أن تحقق سرعة 500 ميجابت فى الثانية ولكن العديد من المحللين يرون فى هذه التكنولوجيات مسألة مؤقت.
وأكدت ريما قريشى، الرئيس التنفيذى للاستراتيجية فى إريكسون إن تطوير التكنولوجيا لما هو أبعد من الجيل الخامس وهو الجيل القادم من سرعة المحمول أيضا فى غاية الأهمية مشيرة إلى أنه ليس الهدف فقط هو تحقيق سرعات عالية لنقل البيانات لكن سرعة رد الفعل أو الاستجابة هى الاكثر أهمية بالنسبة لسيارة متصلة بالانترنت أو لعمر بطارية أو من أجل تطبيق زراعى لقياس الرطوبة.
ويرى ريان دينج، رئيس المنتجات والحلول فى هواوى أن ارتفاع تكلفة تطوير ونشر البنية التحتية للجيل الجديد مشكلة كبيرة موضحاً ان تقاسم البنية التحتية يعد أحد الحلول المطروحة ففى سنغافورة، على سبيل المثال، شجعت الحكومة شركات الكهرباء وشركات الاتصالات على تبادل خطوط الأنابيب، والتى خفضت تكلفة توصيل شبكة الألياف للمنازل إلى 100 دولار للفرد، وهى ثُمن متوسط التكلفة فى أوروبا.
