كشفت منظمة “أوكسفام” الخيرية البريطانية اليوم الخميس عن أن 50 شركة أمريكية كبرى أخفت تريليونات الدولارات فى الشركات الخارجية بقيمة تتجاوز الناتج المحلى الإجمالى لإسبانيا والمكسيك وأستراليا.
وأشارت المنظمة فى تقريرها الذى يسلط الضوء على خلل نظام الضرائب الأمريكى إلى أن الشركات الأمريكية التى حققت 4 تريليونات دولار بين عامى 2008 و2014، حصلت على دعم “هائل” مقداره 11 تريليون دولار من حكومة الولايات المتحدة خلال الفترة ذاتها.
وقدرت “أوكسفام” أنه خلال هذه الفترة، حصلت هذه الشركات مجتمعة على حوالى 27 دولارا فى صورة دعم حكومى لكل دولار واحد دفعته كضرائب فيدرالية.
وأضافت المنظمة أن الشركات الأمريكية، التى تتضمن علامات تجارية عالمية مثل شركة “فايزر” و”جولدمان ساكس” وشركة “داو للكيماويات”، وشركة “شيفرون”، “وول مارت”، “آى بى إم”، وشركة “بروكتر آند جامبل”، لديهم أكثر من 1600 شركة تابعة فى الملاذات الضريبية، وتشير التقديرات إلى أن التهرب الضريبى من قبل الشركات متعددة الجنسيات يكلف بلدان العالم ما يصل إلى 240 مليار دولار سنويًا.
وتأتى تلك البيانات فى أعقاب فضيحة “وثائق بنما” التى كشفت بوضوح كيف يمكن لمسئولين بارزين وشركات رائدة أن تستخدم الملاذات الضريبية لإخفاء ثرواتها وتفادى دفع ضرائبها.
وقال كبير مستشارى الشئون الضريبية لدى منظمة أوكسفام، روبى سيلفرمان، فى بيان: “لدينا أدلة على إساءة استخدام منهجية واسعة النطاق للنظام الضريبى العالمى، ونحن لا يمكن أن نسمح باستمرار هذا الوضع فى الوقت الذى لا يدفع الأغنياء نصيبهم العادل من الضرائب، وهو ما يجعل بقيتنا يتحمل دفع فاتورة الضرائب بدلاً منهما، ويجب على الحكومات فى جميع أنحاء العالم العمل معا الآن لإنهاء حقبة الملاذات الضريبية”.
ووصل التهرب الضريبى ذروته فى جميع أنحاء العالم؛ حيث تشير تقديرات “أوكسفام” إلى أن 90% من أكبر 200 شركة عالمية تستخدم الملاذات الضريبية.
وأضاف سيلفرمان قائلاً: “إن نفس الحيل والآليات المستخدمة من قبل شركات متعددة الجنسيات بهدف التهرب الضريبى فى الولايات المتحدة هى ذاتها التى تستخدمها نظيرتها فى جميع أنحاء العالم، والأمر ينذر بعواقب وخيمة بالنسبة للبلدان الفقيرة، إذ إنها تخسر ما يقدر بحوالى 100 مليار دولار سنويًا بفضل تهرب الشركات من دفع ضرائبها، وهذا المبلغ يعد كفيلاً لتوفير المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحى إلى أكثر من 2.2 مليار نسمة”.







