رئيس الشركة لـ«البورصة»:
250 ألف طن إجمالى إنتاج مصر سنويًا من الجلوكوز
20% ارتفاعًا فى تكلفة الإنتاج بسبب الدولار و50% انخفاضًا فى المبيعات
15 ألف طن «كسر أرز» حجم احتياجات الشركة سنويًا
تدرس شركة طيبة للجلوكوز إنشاء خط جديد لتصنيع النشا من الأرز باستثمارات تقدر بحوالى 35 مليون جنيه.
قال هشام الغرورى، رئيس مجلس إدارة الشركة، إن خطة إنشاء خط إنتاج النشا من الأرز تتوقف على وضوح الرؤية بمنع أو السماح بتصدير كسر الأرز الذى تستخدمه الشركة كمادة خام.
وأضاف فى حوار لـ«البورصة»، أن حجم الإنتاج المستهدف من النشا 20 ألف طن، على أن يبدأ بطاقة 70% والوصول للطاقة القصوى خلال ثلاث سنوات، وسوف يخصص الإنتاج للتصدير.
وأوضح أن «طيبة» فاضلت بين عرضين لاستيراد الخط، أحدهما من الصين بقيمة 35 مليون جنيه والآخر أوروبى بنحو 60 مليونا، ووقع اختيار الشركة على الأول، خاصة أن الاختلاف ليس فى جودة الإنتاج، ولكن يعتمد الخط الصينى على اعماله أكبر.
وأشار إلى أن الشركة تتفاوض مع أحد البنوك للمشاركة فى تمويل المشروع بنسبة تتراوح من 75% إلى 80%، ويوفر خط الإنتاج الجديد 100 فرصة عمل.
وقال إن الشركات الأجنبية المنتجة للنشا من الأرز على استعداد للاستيراد مع «طيبة»، بدلا من استيراد كسر الأرز وتصنيعه، ومنها شركة «ريمى» البلجيكية التى تعد أكبر مصنع للنشا فى العالم.
وأضاف أن الميزة التنافسية للأرز المصرى تتمثل فى أنه النوع الوحيد المنافس الأمريكى وغير معدل وراثيًا ويخضع للزراعة العضوية، بالإضافة إلى أن الشركات المنتجة للنشا فى حالة عدم توافر كسر الأرز المصرى تضطر لاستيراد التايلاندى الذى لا يحمل نفس جودة المصرى.
وتعمل شركة طيبة فى السوق المصرى منذ 16 عاما وتبلغ استثماراتها 40 مليون جنيه، وتحقق سنويا مبيعات بقيمة 50 مليون جنيه، وتعتبر المصنع الوحيد للنشا من كسر الأرز فى مصر.
وقال الغرورى، إن الشركة لديها خط إنتاج الجلوكوز السائل وخط للجلوكوز البودرة المستخدمة فى البسكويت والكريم شانتيه والكريمة، وتبلغ الطاقة الإنتاجية من الجلوكوز 5 آلاف طن سنويًا، والبودرة 6 آلاف طن، ويصل حجم الإنتاج المحلى من الجلوكوز 250 ألف طن سنويًا.
وأضاف أن شركات إنتاج الجلوكوز الأخرى تستخدم الذرة، نظرا لارتفاع تكلفة المنتج من الأرز الذى تستخدمه «طيبة» لأنه صحى وغير معدل وراثيًا، وكانت الشركة تمتلك مضربا للأرز ولكن نتيجة صعوبة المنافسة ومشاكل الأرز توقف عن العمل.
وأوضح أن الشركة كانت تدرس تغيير المادة الخام من كسر الأرز إلى الذرة، إلا أن بعد منع التصدير عدلت عن ذلك.
وتشارك شركة طيبة للجلوكوز فى معرض سيال المقام بفرنسا، وتسعى من خلاله للدخول إلى الأسواق التصديرية، ولفت الغرورى إلى إعداد بيانات عن الشركة والأسواق المستوردة بالتعاون مع مكتب متخصص للتوسع فى أسواق جديدة لتوفير العملة الصعبة.
وقال إن الشركة خططت للتصدير بعد ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه، مشيرا إلى أن أول شحنة تصدير كانت لدولة اليمن قبل عيد الأضحى الماضى من الجلوكوز والبودرة، بالإضافة إلى تلقى الشركة طلبات من بروتين الأرز الذى تسوق له حاليًا تمهيدًا لتصديره.
واعتبر أن عدم وجود مناخ مستقر يمكن الشركات من حساب التكلفة، أهم معوقات الصناعة، مشيرًا إلى أن الدراسات أصبحت تستغرق عامًا بدلًا من 6 أشهر على الأكثر نتيجة التغيرات التى تطرأ على القوانين.
وأشار إلى صعوبة الحصول على التراخيص والموافقات لتشغيل خطوط الإنتاج.
وتابع: أن الشركة طلبت ترخيص لوحدة إنتاج امتداد للخط الحالى بارتفاع 27 مترا بعد الموافقات من جهات متعددة، واستغرق الترخيص 6 أشهر نتيجة أن هيئة التنمية الصناعية تناقش حالة واحد فقط كل شهر.
ولفت إلى تحرير مخالفة العمل بالسولار رغم إدراج ذلك فى رخصة التشغيل، ووزارة التموين، ووقعت المخالفة نتيجة حصول الشركة على السولار من السوق بدلًا من شركة مصر البترول.
وقال إن الشركة لجأت لذلك نتيجة تأخير رد «مصر للبترول» حول الموافقة على توريد السولار على مدار سنة، رغم أن الشركة استعانت بلجنة من كلية الهندسة لإثبات أحقيتها فى الحصول على السولار.
وأضاف أن «طيبة» تشترى السولار من السوق بأسعار مضاعفة وتحتاج 10 آلاف لتر يوميًا، حيث تمتلك غلايتين واحدة 4 أطنان والثانية 6 أطنان بخار فى الساعة.
وأضاف أن أزمة الدولار أثرت على تكاليف الإنتاج بنسبة 20% بسبب ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج المستوردة فى ظل عدم قدرة الشركة على رفع الأسعار.
وأوضح أن الشركة تستورد إنزيمات من الدنمارك وألمانيا وفحم كربونى من السويد، وفى حالة عدم وجود أرز تلجأ إلى استيراد 10 آلاف طن ذرة بقيمة 2 مليون دولار، فيما تستهلك 15 ألف طن كسر أرز سنويًا.
وأشار إلى أن الشركة استوردت وحدة مجففة فى أغسطس 2015 بقيمة 15 مليون جنيه لزيادة الإنتاج إلى 6 أطنان بودرة، وفرض غرامة تأخير 400 ألف جنيه نتيجة أزمة الدولار واضطرت الشركة الموردة لإرسال وفد لعاينة الميناء للموافقة على تقسيط قيمة الوحدة.
وقال إن 2016 يعد العام الأصعب حيث عانت الشركة من أزمة الأرز خلال الفترة من يناير حتى أغسطس الماضى، ولا توقف إنتاج الذرة خلال آخر 3 شهور، ولا يتوافر دولار للاستيراد الخامات اللازمة للإنتاج، وهو ما أدى إلى توقف الشركة عن العمل 4 أشهر.
وأضاف أن سعر طن الأرز ارتفع من 2000 إلى 4 آلاف جنيه، وكانت الشركة تسعى لتشغيل الخط الجديد خلال تلك الفترة حفاظا على 130 عاملا.
وتوقع انخفاض مبيعات الشركة بنهاية العام الحالى 50% نتيجة المنافسة الشديدة، بالإضافة إلى انخفاض إنتاج مصانع الحلوى التى أثرت على مبيعات الشركة بشكل مباشر.
وأوضح أن سعر طن الجلوكوز عام 2011 كان 3900 جنيه، تراجع فى 2016 إلى 3600 جنيه رغم ارتفاع التكاليف، بالإضافة إلى تراكم الإنتاج فى السوق المحلى.
وقال إن الدولة تسهم فى زيادة المعوقات من خلال فرض ضريبة مبيعات إضافية على الشركة لاستخدامها الأرز فى التصنيع وتحويل الهوالك لعلف، فى حين أن المصانع التى تعمل بالذرة لا يفرض عليها ضريبة، مشيرا إلى فرض غرامة بقيمة 1.5 مليون جنيه على الشركة.
وأضاف أن «طيبة» تورد منتجات للشركات الأجنبية العاملة فى مصر مثل «سيترينج» و«دانون»، خاصة أننا الشركة الوحيدة التى تعمل فى منتجات غير معدلة وراثيًا وهى أحد اشتراطات الشركات العالمية.
وطالب الغرورى بمنع تصدير كسر الأرز، لأنه يعد مادة خام يمكن تصنيعها وتصدير المنتج تام.
