بقلم- حسن المستكاوي
●●أرسى الأهلى على مدى تاريخه قواعد ومبادئ. فلا خروج عن الروح الرياضية، والفريق قبل اللاعب. والمجموع قبل الفرد. والعطاء قبل الأخذ. والوطن قبل النادى. والأهلى فوق الجميع. وهذا الشعار الأخير مازال يفهم خطأ. فعندما أعلنه الراحل صالح سليم كان ذلك بمناسبة الانتخابات. ولم يكن يعنى أبدا أن الأهلى فوق جميع الأندية، وإنما هو فوق جميع أشخاصه.. وكان عدم الاحتجاج وعدم الاعتراض على حكام المباريات من أهم القواعد التى أرساها الأهلى.. إلا أن بعض القواعد يندثر وتموت على مايبدو..
●● منذ فترة بدأ جهاز الكرة بالاهلى فى إعلان رفضه لحكام بعينهم فى الدورى المحلى. ورافضا لحكام فى الدورى الأفريقى. وأخذ الأمر أخيرا ظاهرة إسقاطات وإشارات للتونسى طارق بوشماوى رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الأفريقى، وأنه سوف يجامل الفرق التونسية. ولم يطرح ذلك نصا أو بصراحة، ولكنها إسقاطات بطريقة: «نخشى من الحكم الفلانى».. ويكفى هذا النص من الشكوى، ليكون رسالة لمن يعين الحكام. وفى بعض الأحيان تكون الرسالة مباشرة إلى بوشماوى. وهذا يعنى أنه كان من حق جميع الفرق الأفريقية أن تشكو سابقا من مصطفى فهمى سكرتير عام الاتحاد الأفريقى بإشارات عن الحكام المصريين والفرق المصرية لمجرد أن مصطفى مصرى.. وهذا بالقطع غير صحيح ومرفوض بقدر مانرفضه بالنسبة لرئيس لجنة الحكام التونسى.
●● أضطر اليوم للخوض فى هذا الموضوع، بعد أن تحدثت قبل أسابيع فى الأهلى مع من يعنيهم الأمر، وطلبت عدم الشكوى من الحكام. مع إدراكى الكامل أن أخطاء التحكيم واردة، ومنها هدف إينرامو الشهير بيده لكن قبله كان هناك هدف محمد فضل الشهير بيده ولم يكن ذلك فى عهد بوشماوى، إذن يمكن أن يظلم الأهلى ويمكن أيضا أن يظلم الترجى، كما ظلمت أيرلندا وانجلترا وهولندا والبرازيل وألمانيا وكل فرق العالم. وقد قلنا ألف مرة أن حكم اليوم يحاكم بعشرين كاميرا فى المباراة، وهو مايجسد الأخطاء التى يقع فيها.. لكن الحكام سيظلون الرجال الذين يحب أن يكرههم الجمهور.. بلاسبب؟
●● الاعتراض مسبقا على حكام بعينهم لعبة تمارسها أندية، فى إطار حرب الأعصاب والتهديد، والتشكيك، والضغط حتى يكون الحكم عادلا فى حسابات المعترض بظلم الفريق الآخر. كما تمارس أجهزة فنية بفرق تلك اللعبة ضمن أساليب مخاطبة الجمهور بأن الخسارة ليس بيدنا، ولكنها بيد الحكم الذى شكونا منه.. ولعبة الحكام من أسباب الاحتقان الذى ساد شارع الكرة المصرية فى السنوات الأخيرة. وأكرر أن هناك أخطاء قاتلة لحكام، ومنها ماهو غير مقصود يقع تحت سوء التقدير، ومنها مايكون متعمدا، وهى جريمة فى جميع الأحوال. لكننى أظن أن الأهلى أكبر من أن يخوض فى تلك اللعبة، لأسباب تتعلق بدوره ورسالته الرياضية فى محيطه العربى.








