أدى تفاقم أزمة البنزين والسولار إلى قيام أصحاب المحطات بغلقها والتوقف عن العمل وتعليق يافطة «لا يوجد بنزين» ويرفع العمال الحواجز أمام المحطة دليلاً على انها لا تعمل.. أصبح هذا هو المشهد المعتاد ـ حالياً ـ فى أزمة البنزين.. فالمحطات لا تحصل على كامل حصتها.. وبالتالى فإنها لا تعمل إلا فى حدود الحصة التى تصل إليها وعادة ما تنتهى خلال وقت قصير.. إذ بمجرد دخول الشاحنة المحملة بالبنزين تزدحم المحطة بالسيارات وحاملى الجراكن وتبدأ المشاحنات كل يريد الحصول على أى كمية قبل ان تنتهى المحطة من حصتها.
فانتشرت السوق السوداء لبيع البنزين بالجراجات ومواقف السيارات وبدأت بعض شركات التوزيع فى استغلال الأزمة بالزام أصحاب المحطات بالحصول على كميات من عبوات زيوت السيارات كشرط لتوريد حصتهم من البنزين.
قال كريم سامي، عضو شعبة المواد البترولية بالاتحاد العام للغرف التجارية ان أزمة البنزين تفاقمت خلال اليومين الماضيين على الرغم من انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية وانتهاء سفر الناخبين إلى محافظاتهم، مشيراً إلى ان بعض الشركات الأجنبية قامت بوضع شروط مجحفة لحصول أصحاب المحطات على البنزين أهمها اشتراط الحصول على كميات معينة من الزيوت كشرط للحصول على البنزين بالرغم من ان بعض المحطات خاصة محطات الطريق الصحراوى لا تشهد إقبالاً على شراء الزيوت.
أضاف سامى ان محطته كانت تحصل على 15 ألف لتر كل ثلاثة أيام ولكنها لا تحصل سوى على 50% من هذه الكمية فى الوقت الحالي.
قال محمد خميس، عضو شعبة المواد البترولية بالبحيرة إن أزمة البنزين عادت بصورة واضحة لتزداد يوماً بعد يوم وتظهر من جديد بوادر ومشاهد المشاحنات أمام محطات الوقود للعثور على بعض اللترات من البنزين الذى أصبح اشبه بالمعجزة.
وقال محمد سعد، مفتش بمصر للبترول ان الأمر لا يختلف كثيراً فى الإسكندرية عنه فى المحافظات الأخرى، حيث تشهد مدن الإسكندرية عجزاً بين الحين والآخر، مشيراً إلى ان مستودع المكس بالإسكندرية يشهد عجزاً كبيراً وهو ما تسبب فى أزمات البنزين فى الوجه البحرى فى الفترة الأخيرة وأدى إلى تكدس السيارات أمام محطات البنزين.
قال محمد عبدالمنعم، عضو شعبة المواد البترولية وصاحب محطة بنزين بطريق مصر ـ إسكندرية الزراعى انه على الرغم من ان الكميات التى ترد إلى محطة البنزين تعد فى نفس معدلاتها، حيث إن الكمية التى ترد إلى المحطة تقدر بنحو 2 مليون لتر من البنزين بأنواعها المختلفة و2.3 مليون لتر سولار يومياً الا ان هناك زحاماً هائلاً من السيارات أمام محطات البنزين.
قال امام بركة، عضو شعب المواد البترولية بمحافظة الفيوم إن نسبة العجز بداخل المحافظة بجميع أنواع البنزين 80 و92 و90 لافتاً إلى نسبة العجز داخل المحافظة 35%، أضاف بركة ان شركات المواد البترولية لا تقوم بضخ البنزين والسولار إلى المحطات بصفة منتظمة، ما أدى إلى توقف كثير من سيارات الأجرة عن العمل.
اضاف بركة ان هناك محطات للبنزين تظل خالية من البنزين والسولار بنحو يومين فى ظل عدم توافر المنتج، لافتا إلى ان أصحاب السيارات يلجأون فى الوقت الحالى إلى السفر خارج محافظة الفيوم خاصة إلى محافظة الجيزة لتمويل سياراتهم.
كتب – انعام العدوي وبسمة ثروت