منذ 4 سنوات تقريباً انهارت صخرة ضخمة على عدد من المساكن بمنطقة الدويقة ما أودى بحياة العشرات وأعيد فتح ملف العشوائيات ثم توارى الأمر وما عاد يظهر إلا عندما تحدث الكارثة.
أكد أهالى الدويقة أن محافظة القاهرة لم تتخذ أى إجراءات فعلية لنقلهم من المناطق شديدة الخطورة التى يقطنونها وقال الأهالى إن مسئولى حى منشية ناصر يقومون بجولات كل عدة أشهر لحصر السكان مع وعود بسرعة نقلهم إلى المساكن التى تم تخصيصها لهم فى مساكن الأسر الأولى بالرعاية فى مدينة 6 اكتوبر ولكن شيئا لم يحدث حتى الآن.
فى منطقة الحرفيين الواقعة تحت جبل المقطم توجه انهيارت صخرية وتصدعات فى عدد كبير من المساكن الملاصقة للجبل كان آخرها منذ شهر تقريباً حيث انهار أحد جدران حجرة تقطنها عائلة مكونة من ستة أفراد وعندما ذهب الأهالى إلى الحى طلبوا منهم تصوير التصدعات فوتوغرافيا وعرضها على لجنة هندسية من الحى.
قال محسن عبدالله الذى يسكن فى منطقة الشهبة بمساكن الحرفيين، إن منزله متصدع، سقفه مصقول بالعروق الخشبية وتم حصره أكثر من خمس مرات من قبل مسئولى الحى خلال العامين الماضيين وتأتى لجنة كل 4 أشهر وتطلب صورة بطاقته وشهادات ميلاد أولاده وعندما يسألهم عن موعد تسليمه الشقة يكون الرد بأن الورق لم يأت من المحافظة بعد.
أضاف أن ثلاثة منازل مجاورة له حدثت بها تصدعات وشروخ فتم نقل أسرة واحدة وتركوا باقى السكان واتهم مسئولى الحى بالفساد وتسليم بعض الشقق فى مساكن سوزان مبارك التى أقيمت بعد انهيار صخرة الدويقة لسكان من خارج المنطقة قاموا بدفع رشاوى لمسئولى الحى.
وأشار إلى أنه منذ شهرين وعدهم مسئولو الحى بتسليمهم 450 شقة بمعدل 50 شقة كل أسبوع وحتى الآن لم يتم تسليم شقة واحدة وقال إنه ذهب إلى الحى ليستعلم عن شقته فاشتكى الموظفون من تضارب قرارات محافظة القاهرة ووعدوه بحل الأمر مع المحافظة.
وداخل إحدى الحارات الضيقة بالشهبة كان يجلس «عيد حسين» موظف بقسم شرطة شبرا قال إنه يسكن فى المنزل الذى اشتراه والده منذ 20 عاماً ويتكون من غرفتين وصالة وسقفه خشبى. وأضاف انه يملك عداد مياه وعداد كهرباء ولكن المياه لاتصل الا ساعات معدودة فى الشهر ويضطرون إلى الحصول عليها من الخزان العمومى الموجود فى مدخل الحرفيين.
ورفض الانتقال إلى المساكن المخصصة لأهالى الدويقة فى اكتوبر لأن عمله فى القاهرة وأولاده فى مدارس قريبة من منزله وطلب من الدولة تمليكه الأرض المقام عليها منزله وتطوير المنطقة أو إعطائهم وحدات سكنية فى مدينة حلوان القريبة منهم أو بناء وحدات جديدة فى مساكن سوزان مبارك.
وفى منزل متصدع مقام فى حضن الجبل دخلنا عبر ممر ضيق يضم عشر غرف على الجانبين تسكنها عشر أسر مختلفة يشتركون جميعاً فى حمام واحد ووسيلة التنقل بين حجرات المنزل هى الصعود على سلالم حجرية منحوتة فى الجبل والصفة المشتركة هى تداخل الصخور مع حوائط الغرف ووجود شروخ كبيرة أدت إلى سقوط جدار احدى الحجرات فى اليوم الذى ذهبنا فيه.
مجدى عثمان، خراط معادن قال إنه يسكن فى هذا البيت منذ سبع سنوات ويستأجر الحجرة بـ70 جنيهاً شهريا. وأضاف أن مسئولى حى منشأة ناصر عاينوا المنزل منذ ثلاثة أشهر ووعدوهم بتوفير سكن بديل ولكن لم يحدث شىء.
أضاف انهم فوجئوا فى الساعة السادسة صباحاً بانهيار جدار إحدى الغرف وذهبوا إلى الحى فطلبوا منهم تصوير التصدعات فوتوغرافياً لعرضها على لجنة ثلاثية من مهندسى الحى لبحث ازالة البيت، وأشار إلى انهم ذهبوا اليهم بأسطوانة مدمجة عليها صور التصدعات فرفضوا تسلمها وقالوا انهم لا يعترفون الا بالصور الفوتوغرافية.
محمود عبدالمنعم، فنى صيانة بمصنع ملابس يسكن فى إحدى حجرات المنزل قال انه يعيش مع زوجته وأولاده الثلاثة فى غرفة واحدة وتم حصرهم من قبل مسئولى الحى عدة مرات ولم يحصلوا على مسكن حتى الآن.
قال ان ما يهمه هو إبعاد أولاده عن الخطر لأنه يذهب إلى عمله متوقعا أن يعود ويجد المنزل منهاراً، وأضاف انه لا يعقل أن تستخدم عشر أسر حماماً واحداً ولا توجد به مياه.
أما مصطفى شحاتة، نقاش فسكن فى إحدى الغرف مع والده وأشقائه الأربعة فقال ان الحى اعطى شققاً كثيرة فى مساكن سوزان مبارك لسكان من خارج الدويقة بعد انهيار الصخرة، وأضاف أن المحافظة أزالت مناطق مجاورة لهم ولم تكن على نفس درجة الخطورة التى يعيشون فيها حيث تتساقط الحجارة من أعلى الجبل وتخترق الصخور حوائط المنزل.
وأضاف أنه يقبل الانتقال إلى اكتوبر رغم أن مساحة الشقة لاتتجاوز الـ40 متراً الا أنها أفضل من الموت فى أى لحظة.
ومن داخل الحجرة التى تسكنها مع اولادها الثلاثة قالت «خضرة إبراهيم» انها تدفع 80 جنيها إيجاراً شهرىاً للغرفة ولا يوجد فى المنطقة سوى حنفية مياه واحدة تبعد عن منزلها أكثر من 2 كيلو متر، وأضافت انها تقدمت بشكاوى لحى منشية ناصر ومحافظة القاهرة ولم تتم الاستجابة لها حتى الآن.
خاص البورصة