اتجهت بعض البنوك مؤخرا لآليات أقل تكلفة لجذب السيولة طويلة الأجل بخلاف الاعتماد على أسعار العائد، ومن أبرز تلك البنوك بنك المشرق الذى يتيح هدية ألماظ لمستثمرى الشهادات الخماسية ذات العائد التراكمى، كما يتيح البنك التجارى الدولى آلية لجذب السيولة طويلة الأجل من خلال مضاعفة قيمة شهادة الاستثمار بشرط أن تصل قيمتها إلى 100 ألف جنيه ولأجل 10 سنوات تراكمياً.
قال أسامة المنيلاوى، رئيس قطاع الخزانة ببنك الشركة المصرفية إن ارتفاع تكلفة الأموال بالبنوك وصعوبة رفع أسعار العائد فى ظل حالة الركود التى يعانى منه الاقتصاد بشكل عام ساهم فى اتجاه البنوك إلى توفير آليات أكثر جذباً للسيولة طويلة الأجل من خلال الهديا وتجميع العائد بشكل تراكمى يكون أكثر جذباً للعملاء بالإضافة إلى المميزات الأخرى التى يوفرها البنك لعملائه لجذب استثماراتهم كبطاقات الائتمان ذات الحد المرتفع أو السماح لهم بالإقتراض بنسب تفوق المائة بالمائة من قيمة شهاداتهم.
أكد المنيلاوى أن لكل بنك سياساته ومتطلباته التى تدفعه لاتخاذ القرارات المناسبة لحالته، مشيرا إلى أن هناك بنوكاً تحتاج سيولة طويلة الأجل لتلبية طلبات المشاركة فى تمويلات مشتركة أو الاستثمار فى سندات طويلة الاجل للشركات أو لأدوات الدين الحكومى.
ومن جانبه، قال طه عطية، مسئول خزانة بأحد البنوك إن هناك آليات جديدة أصبحت أكثر جذبا لعملاء البنوك بخلاف أسعار العائد كسهولة الإجراءات والحوافز التى تمنحها البنوك لعملائها خاصة قدامى العملاء، مدللاً على ذلك بقيام أحد البنوك الأجنبية بالإعلان عن سحوبات للفوز بسيارة بشرط ان تتعدى استثمارات العميل 100 ألف جنيه بشهادات الادخار طويلة الأجل التى تتيحها لهم.
ويرى عطية أن تلك العروض والهديا التى تحفز بها البنوك عملاءها للاكتتاب فى منتجاتها الإدخارية طويلة الاجل تكون أكثر جذباً للعملاء التى لا يهتم جزءاً كبيراً منها بفروقات التسعير بين البنوك التى لا تتعدى ربع نقطة مئوية.
وأشار عبد الرحمن عبد الباسط، مسئول عمليات مصرفية بأحد البنوك إلى أن بعض البنوك اعتمدت مؤخرا على وسائل مختلفة لجذب السيولة لاسيما طويلة الأجل بخلاف أسعار العائد التى أصبحت تمثل عبئاً كبيراً على تكلفة الأموال بالبنوك، مشيرا إلى ان تلك الوسائل اصبحت أكثر جدوى فى استقطاب شريحة معينة وهى كبار العملاء، فضلاً عن أن فروق أسعار العائد بين البنوك غير جاذبة بالشكل الكافى للبنوك، كما أن الاستثمار طويل الأجل أصبح يستلزم قدرة أكبر على الاقناع، نظراً لأن الأحداث الراهنة تشجع العملاء على الإدخار قصير الأجل وغالبا ما يكون فى الودائع.
وقع عبد الرحمن أن يكون هناك تغيرات وعمليات هيكلة جديدة من جانب البنوك بشهادات الاستثمار طويل الأجل خاصة عقب إتاحتها مرة أخرى للشركات وذلك عقب إلغاء البنك المركزى إتاحتها للشركات منذ ثلاث أعوام.
كتبت – اسماء نبيل






