أضاف ارتفاع أسعار العائد على أذون الخزانة الفترة الماضية ليقترب من 16% عائقاً جديداً أمام اصدار الشركات للسندات، لاسيما وأن هناك ارتفاعاً فعلياً فى تكلفة إصدارها والدراسات الخاصة بها.
تراجع عدد من الشركات عن إصدارها لسندات جديدة خلال الشهور الماضية ابرزها شركة كوربليس للتأجير التمويلى وكونتكت لتجارة السيارات، نظراً لارتفاع مخاطر السوق وسيطرة حالة الركود على اغلب القطاعات وتوقف عمليات العرض والطلب، ليأتى ارتفاع أسعار العائد على اذون الخزانة ليقضى على طموحات تلك الشركات قصيرة الأجل فى الاصدار.
قال محمود السقا، مدير عام الائتمان بالبنك العربى الافريقى ان منافسة سندات الشركات لنظيرتها الحكومية بها ظلم للاولى، نظرا لكون الاولى الاكثر ضمانة لدى العملاء على الرغم من الاوضاع السلبية التى تمر بها الدولة، فلاتزال ادوات الدين الحكومى مصدر الاستثمار الموثوق فى ظل الاضطرابات والمخاطر المرتفعة التى تسيطر على جميع اشكال وانواع الاقتصاد.
اضاف ان العائد يمثل عنصر جذب مهماً لدى سندات الشركات ولكنها حاليا لا تستطيع التكيف مع ارتفاع التكاليف التى وصفها بالخرافية، مشيرا إلى أنه على الاقل لابد ان تتعدى اسعار العائد على السندات الخاصة نظيرتها الحكومية بمعدل يتراوح بين 1.5% و2%.
واكد السقا ان عودة اقبال الشركات مرة اخرى على اصدار سندات جديدة أياً كان نوعها يتوقف على تراجع اسعار العائد على ادوات الدين الحكومى التى تفاقمت بوضوح حتى تستطيع عمل توازن فى تكلفة الاموال.
ومن جانبها، قالت مسئولة خزانة باحد البنوك العامة ان ارتفاع اسعار العائد على اذون الخزانة مؤخرا عاد سلبا على عدة امور ابرزها تسعير عائد السندات الخاصة التى لابد ان ترتفع لتفوق العائد على الاذون الحكومية، وكذلك تسعير عمليات الاقراض التى ايضا ارتفعت، خاصة على بعض القطاعات الاكثر مخاطر كالعقارات والسياحة.
اضافت ان هناك معوقات اخرى حاليا تواجه اصدارات السندات منها حالة الحذر والترقب التى تسيطر على المستثمرين وارتفاع تكاليف الإدارة والترويج، كما ان توسعات الشركات نفسها اغلبها توقف ما ساهم فى تدنى الطلب على عمليات الإصدار.
وتوقعت عودة الطلب على اصدارات السندات مرة اخرى مع بداية العام القادم كى تكون الاوضاع الاقتصادية والسياسية أكثر استقرارا، فضلا عن احتمالية تراجع العائد على اذون الخزانة فى ظل توجه الحكومة لاصدار اذون خزانة بعملات اجنبية بجانب العملة المحلية.
ويرى إيهاب محمد، مسئول خزانة باحد البنوك الخاصة ان ارتفاع العائد على اذون الخزانة حاليا يرفع تكلفة اصدار الشركات لسندات خاصة، مشيرا إلى ان ادوات الدين الحكومى مازالت حصن الامان للمستثمرين.
اضاف ان الدراسات التى تقوم بها الشركات حاليا ستنطوى على مخاطر اعلى وفقا لظروف السوق مما سيقلل من فرص تغطيتها بشكل اصعب وبالتالى يزيد من اتعاب شركات الإدارة.
وتوقع تزايد طلب الشركات على اصدار السندات مع بداية العام فى ضوء تحسن الاوضاع واستئناف التوسعات راهنا ذلك باستمرار حالة الاستقرار السياسى الذى تعيشه الدولة حاليا.
خاص البورصة






