يتعلق المستثمرون بآمال تواصل النمو الاقتصادى فى الأسواق الناشئة بعد حالة الإحباط جراء تردى الأوضاع فى أوروبا والولايات المتحدة وضعف فرص تحقيق الأرباح المستهدفة.
ويعتقد إيون كاميرون وات، مدير الاستثمار الاستراتيجى فى صندوق «بلاك روك» أنه من المؤكد أن نسبة الأصول المتداولة فى آسيا سوف ترتفع، مقارنة بباقى العالم، كما يحدث عادة فى أوقات الأزمات.
وقال أنطونى فاسو، مدير تنفيذى فى شركة «AMP» لإدارة الاستثمار فى هونج كونج إن الكثير من الشركات تمتلك خبرة استثمارية كبيرة فى الأسواق المتقدمة بينما تكون أقل فى الأسواق الناشئة، وأنه لا يمكن تجاهل النمو الاقتصادى المتوقع فى الدول النامية خلال العقدين المقبلين بفضل نمو عدد السكان الذى يتزامن مع نمو متوسط دخول الأفراد.
وذكر فاسو أنه من الطبيعى أن ترغب الشركات فى تأسيس مقرات فى الأسواق مرتفعة النمو مثل شمال آسيا والصين وكوريا الجنوبية واليابان وإلى حد ما فى الهند.
وتتوقع الشركات تخصيص قدر أكبر بقليل من الأصول فى دول جنوب شرق آسيا من دول مجموعة البريك التى تضم البرازيل وروسيا والهند والصين، ويرجع هذا إلى وجود استثمارات كبيرة بالفعل فى هذه المجموعة.
وتبقى الصين وآسيا نجوم نتائج مسح مجلة «ذا بانكر» لعام 2012 والخاص بإدارة الاستثمار، وقال مارتين كول، شريك فى صندوق «فيتش» لإدارة الاستثمارات فى زيوريخ إن تخفيف السياسة فى الصين ـ حالياً ـ يعد دليلاً مبكراً ومهماً على الاتجاه الإيجابى نحو آسيا وأن استثماراتهم فى آسيا تصل إلى 25% من إجمالى الاستثمارات وأنهم سوف يواصلون التواجد فى هذه المنطقة.
كما تفوقت سنغافورة على هونج كونج كأثر مركز مالى جاذبية، وأرجعت مجلة «ذا بانكر» السبب وراء الإقبال على سنغافورة إلى القوانين التنظيمية القوية والبيئة المشجعة على الأعمال ومع ذلك لم يمدح الجميع سنغافورة، فإحدى شركات إدارة الأصول فى لندن اشتكت من أن عدم المرونة فى القوانين أعاق الإبداع حتى إن هونج كونج القوية عانت انتكاسات فى المناخ المالى العالمى الحالى.
وقال صندوق متخصص فى الأسواق الناشئة الذى يتخذ من لندن مقراً له إن قطاع الاستثمارات يمر بعملية تخفيض نفقات وتقليص فى الحجم، ولكن هذا لا ينفى جاذبية الأسواق النامية مثل آسيا ولا التقليدية مثل لندن.
ولم يتحمس المستجيبون للمسح لدول أوروبا الناشئة مثلما حدث العام الماضى، حيث يعتزم عدد أقل من الشركات زيادة الاستثمار فى هذه المنطقة، ويعزى أحد المستثمرين أسباب ذلك إلى الاتجاه التشاؤمى المسيطر نتيجة مديونية البنوك وتأثير ذلك على السيولة فى المنطقة، بالإضافة إلى أسعار الأصول.
وأضاف المستثمر أنهم خفضوا مخصصاتهم فى أوروبا الناشئة بشكل كبير، حيث تعتمد المنطقة بشدة على رأس المال من البنوك الأجنبية التى سوف تقلص الفترة المقبلة المديونية.
ومن ناحية أخرى، يضخ العديد من المستثمرين استثمارات طويلة فى أوروبا الناشئة، وتأتى وارسو فى الثانية بعد لندن كمركز لإدارة الأصول فى المنطقة، كما أنها أسست سمعة طيبة فى مجال دعم الخدمات.
اعداد – رحمة عبد العزيز








