بقلم: بايدج فورتنا
اتفق كل من الحكومة السورية والجيش السورى الحر والعناصر الثورية الاخري، اوائل الاسبوع الماضي، على وقف اطلاق النار مؤقتا اثناء عطلة عيد الاضحي، فما هى تداعيات هذا الاتفاق وما هى احتمالات وقف اطلاق النار بشكل دائم فى سوريا؟
يجلب وقف اطلاق النار المؤقت راحة مؤقتة بعد حرب تزداد شراستها يوما بعد يوم وبالنسبة للمقيمين فى المدن التى تتعرض للضرب مثل حلب، فان وقف اطلاق النار حتى لو كان لايام قليلة سوف يكون مرحبا به، كما ان هذه الاتفاقية من الممكن ان تجلب بعض الراحة للشعب السورى حتى فى حالة عدم احترام اتفاقية وقف اطلاق النار وذلك بمجرد انخفاض مستوى العنف بشكل ملحوظ.
وفوق كل ذلك، من الممكن ان يكون وقف اطلاق النار المؤقت بمثابة بريق امل حيال وضع حد نهائى للاعمال العدائية بسوريا، اذا كان الجانبان جادين فى ابرام اتفاقية، يمكن ان يفتح هذا الهدوء المؤقت فى اعمال العنف بابا للمفاوضات.
وقد اثار خرق وقف اطلاق النار بالفعل إثر الاشتباكات التى وقعت بين الثوار والحكومة صباح يوم الجمعة العديد من الاستفهامات حول مدى احتمالية التوصل إلى اتفاقية سلام اخرى اكثر استدامة حيث تنتهى الحروب باتفاقيات بعد جولات من المفاوضات عندما تفوق تكاليف الاستمرار فى القتال احتمالات النصر، وقد اثبتت الحرب فى سوريا انها مكلفة جدا بالنسبة لكل من الثوار والحكومة، تم عزل حكومة بشار الاسد دوليا ومن غير المرجح ان يتمكن الجيش السورى من قمع الثوار دون تدابير قاسية يصعب على حلفاء الاسد الدوليين تحملها، كما ان الثوار بعيدون كل البعد عن اى احتمال لاسقاط النظام، يجب ان يكون الجانبان على دراية بانهما دون اتفاقية سلام يسيران فى طريق مليء بالاشواك نحو نصر غير مؤكد.
فى مثل هذه الظروف العصيبة بالنسبة للطرفين، ووفقا لنظرية المساومة، يكون التفاوض هو الحل الامثل لاستمرار العنف، ولكن التوصل الى اتفاقية والالتزام بها ليست بالمهمة السهلة، ولكن حتى لو اخذ الطرفان التفاوض على اتفاقية السلام على محمل الجد وهناك بريق من الامل حيال التغلب على مشكلة الالتزام، فهل سيساعد وقف اطلاق النار المؤقت لمدة اربعة ايام على دفع عملية السلام الى الامام؟ اذا هدأت اعمال العنف الحالية والتزمت الاطراف الرئيسية بوقف اطلاق النار، فسوف يسهم ذلك فى بناء الثقة بين الطرفين ولكن اذا تم خرق وقف اطلاق النار واستئنف القتال على نطاق واسع، فسوف تدفع تلك الاتفاقية المؤقتة عملية السلام خطوات الى الوراء.
تتسم جميع اتفاقيات وقف اطلاق النار بضعفها الا ان الاتفاقيات المؤقتة تواجه مشاكل هيكلية تجعلها اكثر هشاشة، ولكن هذا لا يعنى استحالة كونها دائمة، فكل من مشكلتى الالتزام بالاتفاقية ونقضها يمكن التغلب عليهما من خلال عمليات حفظ السلام الدولية، ولكن لسوء الحظ لم تكن هناك فرصة لوجود قوات حفظ الامن فى سوريا لمراقبة هدنة عيد الاضحى الهشة حيث ان نشر قوات حفظ السلام يستغرق وقتا اطول من عطلة نهاية الاسبوع، حيث يتطلب ذلك موافقة مجلس الامن حتى هذه الموافقة مرهونة على كون عملية حفظ السلام جزءاً من اتفاقية السلام وتمت الموافقة عليها من قبل طرفى النزاع، ولكن الحكومة السورية كغيرها من الدول ستتردد فى السماح بنشر قوات حفظ السلام حتى لا يتم انتهاك السيادة السورية، ولكن مما لا شك فيه ان اى عملية سلام دون تلك القوات محكوم عليها بالفشل.
إعداد: نهى مكرم
المصدر: فورين بوليسى








