تعد مشاكل النقل الجوى والبحرى ومعاناة صغار المصدرين فى التعامل مع الضرائب من أبرز معوقات زيادة صادراتنا الزراعية للخارج.
قال على عيسى، رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية ورئيس مجلس إدارة شركة «نهضة مصر» إن هذه المعوقات تأتى على قائمة أولوياتى، إن حجم صادراتنا من الخضار والفاكهة انخفض من 9.3 مليار جنيه خلال الشهور العشرة الأولى من عام 2011 إلى 8.3 مليار جنيه خلال نفس الفترة من عام 2012.
أرجع السبب إلى إلغاء الدولة للدعم الذى كانت تحصل عليه شركة مصر للطيران فى الشحن الجوى بمعدل 200 دولار للطن، إذا تم الشحن على طائرات الركاب و400 دولار إذا تم بواسطة طائرات شحن متخصصة، على أن تلتزم بأن يكون سعر شحن الطن 800 دولار للاتحاد الأوروبى و850 دولاراً لإنجلترا، موضحاً أن تراجع معدلات السياحة أدى إلى استبدال شركات الطيران، وطائرات الركاب ذات السعة الكبيرة والتى كانت تستوعب 13 طناً فى الرحلة الواحدة بأخرى صغيرة حمولتها أقل من 2 طن.
قال إن وقف الدعم الذى كانت تدفعه الدولة لشركة الطيران، أدى إلى زيادة نولون الشحن الجوى إلى 1300 دولار للطن للاتحاد الأوروبى، و1500 دولار لإنجلترا بزيادة وصلت إلى 60% على السعر العادى.
قال إن المجلس حصل على وعد من وزير الصناعة والتجارة بعودة دعم الشحن الجوى خلال شهر نوفمبر الجارى، موضحاً أن المجلس التصديرى عمل كوسيط بين وزارتى الصناعة والتجارة الخارجية، والطيران المدنى لتوقيع اتفاقية تعيد بمقتضاها الأولى دفع الدعم لشركة مصر للطيران.
أشار إلى اتجاه المصدرين إلى تأجير طائرات شحن جوى للوفاء بعقودهم التصديرية إلا أنها كلها حلول مؤقتة، وأن المجلس التصديرى يسعى لإعادة التعاقد مع الشركة الإيطالية لاستئناف تشغيل ما يسمى «Corridor Green» الذى كان يسمح بنقل السلع المصرية للموانئ الإيطالية خلال 60 ساعة من خلال خط نقل بحرى سريع بواسطة العبارة «الرورو» بين الإسكندرية وفينيسيا والتى كانت الدولة تدعمها حتى تضمن لها حجم اشغال جيد على مدار العام، مؤكداً أنها حققت ربحية عالية خلال فترة عامين منذ تشغيله.
أشار إلى تحقيق المصدرين أعلى نسبة خسائر بسبب إيقاف هذه العبارة، خاصة المحاصيل سريعة التلف مثل الفراولة والبصل الأخضر والعنب والبسلة والفلفل والخس والزهور للأسواق الأوروبية.
أوضح أن كثرة اضطرابات عمال الموانئ، واضطراب سيارات النقل الثقيل عن العمل، أديا إلى عدم التزام المصدرين بالوفاء بعقودهم فى موعدها.
قال إن فتح باب تصدير الأرز سيحقق سيولة قدرها 500 مليون جنيه للدولة، نظراً لأننا نستهدف تصدير 500 ألف طن، بحيث يلتزم المصدر بتوريد ألف جنيه عن كل طن لوزارة المالية كرسوم تصدير، بخلاف 250 جنيهاً أخرى رسوم مزايدة لوزارة الصناعة وكلاهما يصب فى خزانة الدولة وأن الدولة رصدت نحو 250 مليون جنيه لصندوق موازنة الأسعار.
أبدى عيسى تفاؤله بالموسم التصديرى للحاصلات الزراعية عام 2013 خاصة محصول البطاطس الذى سيبدأ فى يناير القادم تصديره للأسواق الأوروبية وروسيا بعد أن فتحت الأخيرة أسواقها مع نهاية الموسم الماضى، بعد حل مشكلة العفن البنى بالبطاطس المصرية المصدرة لروسيا.
أوضح أن السوق الروسى يستحوذ على 60 إلى 80 ألف طن من إجمالى الصادرات المصرية من البطاطس، مشيراً إلى أن السعودية أوقفت صادراتها من البطاطس بسبب قلة المياه، ولذلك نأمل أن يصل حجم صادراتنا من البطاطس إلى 300 ألف طن.
قال إن تركيا وإسبانيا ودول المغرب العربى أهم الدول التى تنافس مصر فى تصدير الحاصلات الزراعية إضافة لدخول بلاد أخرى وهى بنجلاديش والهند والصين ودول جنوب شرق آسيا، وكلها تمثل أسواقاً منافسة للسوق المحلى مما أوجد صعوبة فى المنافسة العالمية.
قال إن موسم تصدير البرتقال الذى بدأ مؤخراً إلى بعض الدول العربية سيكون مبشراً، موضحاً أن إجمالى محصول البرتقال بلغ مليوناً و50 ألف طن لهذا العام مقابل 1998 ألف طن العام الماضى.
أشار عيسى إلى دعم المجلس لصغار المصدرين لمحصول البصل بتوقيع اتفاق مع مصلحة الضرائب، لأن حجم صادراتهم يتراوح بين 50 و100 طن ولا يستطيع معظمهم أن يمسك بدفاتر منتظمة للتعامل معها.
أكد عيسى ضرورة تحرى المصدرين الدقة فى عمليات التصدير وعدم التنافس داخل الأسواق العالمية حتى لا تضيع الأسعار وسط هذه المنافسة، مشيراً إلى أنهم يجلسون مع بعض ويتفقون على ألا يتفقوا.
وعن شركة نهضة مصر للحاصلات الزراعية قال عيسى إن الشركة تستهدف الوصول بحجم صادراتها من الخضر والفاكهة موسم 2012-2013 إلى 150 مليون جنيه مقابل 130 مليوناً موسم 2011-2012.
أوضح أن الشركة متخصصة فى تصدير الموالح والبطاطس والرمان والبصل والعنب إلى دول الاتحاد الأوروبى خاصة انجلترا وألمانيا وأوكرانيا إضافة إلى روسيا ودول السعودية والإمارات والكويت وإيران فى منطقة الخليج العربى.
كتبت – رانا فتحى








