يبدو أن القرن الحادى والعشرين سيشهد تحولاً فى موازين القوى الاقتصادية العالمية بعد أن نجح عدد من الدول الناشئة على مدار العقد الماضى فى الحفاظ على معدلات نمو مرتفعة للغاية، مقارنة بما حققته الدول المتقدمة.
وبعد أزمة انهيار البورصات العالمية فى 1997 تعلمت هذه الدول الدرس جيداً، وقررت أن تجعل زمام المبادرة فى أسواقها بيديها لا بيد المستثمرين الأجانب، ومنذ ذلك الحين بدأت رحلة طويلة من الإصلاحات الهيكلية خاصة فى القطاع المالى.
وتوقع تقرير منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية أن تتفوق الصين على الولايات المتحدة خلال الأربع سنوات المقبلة، لتصبح أكبر اقتصاد فى العالم، رغم تباطؤ معدلات النمو فى الاقتصاد الصينى مؤخراً لأدنى من 8% بعد أن تمتعت بكين بمتوسط نمو بلغ 10% خلال العقد الماضى.
ورغم هذا التباطؤ فإن الركود الذى قد يكون أعمق خلال السنوات المقبلة فى الولايات المتحدة سيعطى فرصة للعملاق الصينى، ليصبح على قمة الاقتصاد العالمى فى غضون السنوات القليلة المقبلة.
وقالت المنظمة إن الاقتصاد الصينى سوف يكون أكبر من اقتصادات منطقة اليورو مجتمعة نهاية هذا العام، وسوف تتجاوز الولايات المتحدة بنهاية 2016.
وأضافت المنظمة أن الناتج المحلى الإجمالى العالمى سوف ينمو بنسبة 3% سنوياً على مدار الخمسين عاماً المقبلة، بينما ستتباين النسب بين الدول والمناطق تبايناً كبيراً.
وأشار التقرير إلى أنه بحلول 2025، سوف يكون الناتج المحلى الإجمالى للصين والهند أكبر من فرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا مجتمعة.
وفى الإطار نفسه، صرحت آيسا جوانسون، خبيرة اقتصادية فى المنظمة لجريدة الجارديان البريطانية بأن العالم سوف يشهد تغيراً جذرياً فى ميزان القوة الاقتصادية فى المستقبلة.
وذكرت المنظمة أن عدم المساواة فى الدخل سوف يستمر رغم أن دخل الأفراد فى أفقر الدول سوف يتضاعف أربعة أضعاف بحلول 2060، بينما ستشهد الشعوب فى الصين والهند زيادة تتعدى سبعة أضعاف.
وتوقع تقرير منظمة التعاون الاقتصادى أن يظل مستوى المعيشة فى الدول الناشئة فى عام 2060 يتراوح بين 25% و60% من مستوى المعيشة فى الولايات المتحدة، وأن تستمر وتتوسع الاختلالات العالمية التى تسببت فى انهيار 2007 لكنها ستعود إلى مستويات ما قبل الأزمة بحلول 2030، وأن تتسبب ثانية فى تقويض النمو، إلا إذا قامت الدول بإصلاحات أكثر طموحاً فيما يتعلق بالعمالة والإنتاج، فقد تكون الآثار أقل حدة.
اعداد – رحمة عبد العزيز







