انعكست ضبابية المشهد السياسى على تعاملات المستثمرين بالبورصة اليوم الخميس – نهاية تداولات الاسبوع- ……حيث استمرت الاشتباكات بشارع محمد محمود و توالت الدعوات من قبل عدد من الاحزاب السياسية الى مليونية غدا الجمعة اطلقو عليها “جمعة الغضب الثانية” …….. وسط غياب موقف حكومى معلن من تلك الاحداث طوال الاسبوع . واغلق المؤشر الرئيسى للبورصة اجى اكس 30 على انخفاض بـ 0.78 % عند مستوى 5439.29 نقطة .
وجاءت احجام التداول عند مستويات متدنية بأجمالى قيمة بلغت 887,190,701 جنيه من خلال تنفيذ 17867 عملية بتداول 139,902,388 سهم. وقال محمد ثابت -مدير التداول فى التوفيق لتداول الاوراق المالية- “ان اداء السوق كان ضعيف بشكل عام منذ بداية الجلسة و تأثر بحدة بمنتصف الجلسة عقب الاعلان عن تأجيل صفقة استحواذ الوطنى القطرى على الاهلى سوستيه جنرال “.
وقالت الهيئة العامة للرقابة المالية انه ليس لديها مانع من مد مهلة تقديم اعلان عرض الشراء المقدم من قبل البنك الوطنى القطرى لشراء جميع اسهم البنك الاهلي سوستية جنرال لمدة ستين يوما اخرى. وشهد قطاع البنوك تراجع ملحوظ بعدد من الاسهم على اثر ذلك الخبر ,على حد قول ثابت , حيث تراجع سهم البنك الاهلى سوستيه جنرال بـ 5.08 % الى 39.25 جنيه للسهم و سهم البنك التجارى الدولى –مصر بـ 1.21 الى 37.44 جنيه.
وعزى ثابت تدنى احجام التداول الى تضارب تصريحات الحكومة و انتظار المستثمرين لصدور بيان صحفى مساء اليوم من رئاسة الجمهورية بشان القرارت التى تمخض عنها الاجتماع الذى عقده مرسى صباحا, مع عدد من مستشاريه وقيادات تنفيذية بالدولة , و هل ستشمل على قرارت تخص المستثمرين و طمأنتهم بشأن المناخ الاستثمارى بمصر . و اتجهت تعاملات المستثمرين العرب و الاجانب الى الشراء على مدار الجلسة ,فيما اتجهت تعاملات المصريين الى البيع ……وسط سيطرة من الافراد و غياب المؤسسات. ونوه ثابت الى ان ضببية المشهد السياسى تؤدى الى عزوف المستثمرين الاجانب عن الدخول فى السوق …… فحتى ارقام تعاملات الاجانب بالسوق التى تظهر على شاشات التداول لا تعكس الصورة الحقيقة لضائلة مشاركتهم بالسوق التى لا تتعدى 10% بجانب ان اى مستثمر مصرى يمتلك جواز سفر اجنبى يستطيع التكويد كأجنبى .
واضاف ” تعزف المؤسسات عن سوق الاسهم و تفضل سوق الادوات الحكومية مثل اذون الخزانة نظرا للأرتفاع العائد عليها وقصر مدة الاستثمار”. و عن اتجاهات السوق الاسبوع القادم اشار الى انها تعتمد على نتائج مليونية الغد و تصريحات الرئيس …..فأذا استقرت الاوضاع قد يتجاوز المؤشر حاجز 6000 نقطة , اما اذا استمرت او ساءت فقد يواصل السوق بشكل عرضى او ينخفض الى مستويات سيئة. وعن القطاعات المرشحة للصعود , فيتصدرها قطاع العقارات حيث انه الاكثر امان خلال تلك الفترة بجانب ان مصر فى مرحلة اعادة بناء شاملة حتى للقطاع العقارى.
واعلنت عدد من شركات القطاع العقارى عن نتائج اعمال ربع سنوية بمؤشرات ايجابية مثل سوديك و اوراسكوم للانشاء و التعمير وعن الاسهم المرشحة للصعود …. فقال ثابت ان سهم بايونيرز يجىء فى مقدمتها ,عقب تصريحات الشركة فى قمة رويترز باستهدافها لمبيعات بـ 1.8 مليار جنيه فى 2012″ و يليه سهم اوراسكوم للانشاء و الصناعة حيث انه من اقوى الاسهم على الصعيد المالى . واشار ثابت فى معرض حديثه الى ان , الحكومة غير منتبه الى ان المتحكم فى السوق سواء بورصة او غيره من الاستثمارات فى المرتبة الاولى هو الوضع السياسى للبلد و يليه الاقتصادى….. لذا نجد انه على الرغم من اعلان الشركات عن نتائج اعمال ايجابية خلال تلك الفترة الا ان اثرها ضئيل بشدة عل السوق. وقال ياسر المصرى نائب رئيس العربى الافريقى الدولى لتداول الاوراق المالية ” ان غياب قانون يتيح التصالح مع رجال الاعمال حتى الان يعد من القيود المفروضة على رجال الاعمال و استمرارها قد يؤدى الى ازدياد عزوف المستثمرين عن ضخ استثمارات بالسوق مثل مشكلة اوراسكوم للانشاء و الصناعة مع الضرائب …… الى جانب تلويح الحكومة بأنه سيتم فتح المزيد من الملفات الضريبة القديمة تخص شركات اخرى و تردد اخبار بأنه سيتم فرض المزيد من الضرائب على القطاع الاستثمارى”.
وتواجه اوراسكوم للانشاء منذ مطلع الشهر الماضى مشاكل مع مصلحة الضرائب حيث وجهت اتهامات لها بالتهرب من دفع 14 مليار جنيه ضرائب مستحقة للدولة و لم يتم الفصل فيها الى الان .
ولفت المصرى الى وجود المادة (39) في دستور و التى تنص على “لا يجوز التأميم إلا لاعتبارات الصالح العام وبقانون ومقابل تعويض” و هو ما يوجد احتمالية ان يتعرض احد المستثمرين تحت ظروف ما للتأميم و حرمانه من ثمرة جهده و عمله …..و ان وجود مثل تلك المادة يسهم فى زيادة المخاوف لدى المستثمرين.
واعتبر المصرى ان التخبط الذى تشهده قررات الحكومة بشأن عدد من القضايا و الملفات الهامة مثل رفع الدعم عن اسعار البنزين و كيفية تنفيذها و ما ستحمله من تداعيات على مختلف القطاعات الاجتماعية و الصناعية …. واستمرار المظاهرات الفئوية حتى فى ظل وجود حكومة و رئيس منتخب و نجاحها فى الضغط المستمر على الحكومة و تحقيق مطالبها …. بالرغم من حدة اثارها االسلبية على الاقتصاد …..كل ذلك له اثر بالغ و سيىء على الاقتصاد و الذى تعكسه البورصة بأعتبارها مرءة السوق. واوضح ان الحل للخروج من تلك الاذمة هو ان يكون هناك رؤية واضحة من قبل الحكومة بالنسبة لخطة الاستثمار بمصر و العمل على توفير مناخ استثمارى مشجع بجانب اعادة بناء البنية الادارية للدولة.
اعداد:شيماء السركى