“المجنون والشجاع، هما فقط من ينالان الفوز العظيم” المتوفر في مكتبة (بن بيلا) هو الكتاب الوحيد الذي ينشر أسرار صناعة ويلي، ويعطي أمثلة ملموسة عن بعض من أكبر الأسماء في مجال الأعمال التجارية، بدءا من ستيف جوبز إلى شون كومبس”بي. ديدي”.
وتبدو رسالة الكتاب صريحة وواضحة تماما: جازف وتحمل المخاطرة، لأنك نادرا ما تفعل أشياء مثلها في حياتك، فأولئك الذين حققوا النجاح هم في الغالب من اختاروا المخاطرة في كثير من الأحيان، ولربما أقدموا على أمور يعد القيام بها ضربا من الجنون، وهذا ما يميزهم عن غيرهم. بالتأكيد، قد تكون لديك فرصة للعمل في 5 إلى 9 وظائف مريحة، كذلك ربما تمت ترقيتك مؤخرا (تهانينا)، ومع ذلك فهذا ليس هو السقف الأعلى للنجاح. ووفقا لـكتاب “الفوز الكبير” لديك خياران: أن تبقى حبيس العيش في سجن روتين عملك، أو أن تصبح كسمكة قرش تتحرك باستمرار. ابدأ بالحل عن طريق إبقاء عينيك مفتوحتين دائما على الفرصة الكبرى القادمة، الخيار لك.
يحرص ويلي على توجيهك بعناية، لإتقان كيفية وضع حصيلة واقعية لعملك ووضع خطة استراتيجية، وليس عن كيفية وضع تصورات، لكنه أيضا يعلمك كيفية تفعيل ذلك بالتواصل والتسويق ومعرفة أساليب التعامل مع ظروف لم تكن متصورة وبعيدة الخيال. كل فصل من فصول الكتاب يقدم قصصا حقيقية من مختلف القطاعات والصناعات، كما يضمن ويلي بعض الأمثلة من فئات مختلفة مثل: السياسيين والشخصيات التاريخية ورجال الأعمال.
الفصل الرابع مثير للاهتمام على نحو خاص، وفيه يسلط الكاتب الضوء على موضوع أساسي في هذا الكتاب، وهو الحاجة الدائمة إلى التغيير: “التقدم ضد التيار، وترك البيئة التي تشعر فيها بالراحة، والتغيير من أجل التغيير في حد ذاته، وعدم الاعتراف بالأمور المسلمة. كل هذه العبارات المألوفة هي وصف للحظات عدم الخوف والجنون”، يشير ويلي: “عندما تعتقد أنهم يعرفونك، وعندما يعتقدون أنك لا تشكل منافسا حقيقيا لهم، جازف وقم بخطوتك التي كنت تنتظرها وأرهم ما يمكنك فعله”.
وللتأكيد على آرائه، يمضي المؤلف إلى أبعد من ذلك بتسليط الضوء على عدد من المشاهير؛ إذ يذكر أن ريتشارد نيكسون قرر مواجهة التيار باختياره زيارة الصين في العام 1972 على الرغم من كونه سياسيا من الجناح اليميني المحافظ، ووفقا للمليونير الشاب، كان هذا تغييرا في قواعد اللعبة بالنسبة للولايات المتحدة والسياسة العالمية كلها.
ولاحظ ويلي أن كارلوس سليم- أغنى رجل في العالم- يسير ضد التيار أيضا، وعلى عكس أصدقائه بيل غيتس ووارن بوفيت اللذين تعهدا بمنح ما لا يقل عن نصف ثرواتهما للأعمال الخيرية حال وفاتهما، فقد كان لسليم قرار آخر بإصراره على محاربة الفقر من خلال الأعمال الخيرية، إذ يمكن للمرء أن يفعل مثل هذا لحل المشاكل على الصعيد الاجتماعي مع ربطها بالذكاء الاستثماري.
الفصل السادس يتطرق في مجمله إلى التفكير الإبداعي الخلاق أو ما يعرف بـ(التفكير خارج الصندوق)، يقول ويلي: “في بعض الأحيان تكون الخيارات والقرارات ببساطة جريئة ومجنونة لمجرد أنها أكبر وأجرأ” ويضيف: “غالبا ما تصبو أعيننا إلى أمور وأشياء هي أقل من طموحنا وقدراتنا الحقيقية”. الشيء الذي وجدته لافتا بوجه خاص في هذا الفصل بين الصفحات 120-126، حيث يقدم الكتاب 6 خطوات حاسمة لتصبح “فنان الصفقات”، سواء أكان ذلك إبرام اتفاق أم أي شيء بسيط مثل تأجير السيارات، أو كنت تمثل منظمة عالمية أو تقوم بذلك لملكيتك الخاصة وحسب، فإن “الفوز الكبير” يمهد الطريق لخطواتك.
الخطوة الأولى: اعرف منتجك
يبذل ويلي جهودا كبيرة لإقناع القارئ بأن الاستعداد على نحو صحيح هو على القدر نفسه من أهمية الهواء الذي نتنفسه؛ فقبل أن تخطو إلى أي اجتماع تأكد من امتلاكك معلومات كبيرة، وسيناريوهات افتراضية وبحوثا متوفرة، على سبيل المثال: إذا كنت تتعامل مع صناديق الاستثمار المشتركة، فالكتاب ينصح بالاطلاع على تاريخ المؤسسة التي تدير الصندوق، وإنجازاتها، ورؤيتها، واستراتيجية المبيعات والسيرة الذاتية للسلطة التنفيذية. وأضف طابعا شخصيا على التجربة بمعرفة بعض الأمور عن العاملين في الإدارة وموظفي المبيعات في المؤسسة.
الخطوة الثانية: قم بعرض الفرصة
بناء علاقة يمكن الاعتماد عليها مع الإدارة أمر ضروري لإثبات من تكون، وماذا تنوي وما تستطيع القيام به، وبذلك “ستتعرف أنت إليهم، وهم سيتعرفون إليك” حسب ويلي. وفي حال تم ذلك، فإن تفاعلا ديناميكيا سيحدث، وستصبح العلاقة المهنية هي الأساس لما سيأتي. قم بابتكار علامة تجارية قوية، ابن سمعتك، وأبرم الاتفاقات.
الخطوة الثالثة: امتلك القبول من خلال رؤيتك
يؤكد “الفوز الكبير” أهمية تطوير شراكة من شأنها أن تكون مفيدة لكلا الطرفين؛ لك ولهم. يجب عليك في البداية أن تجد شخصا ما يثق برؤيتك عن طريق القيام بأمر ما لكسب ثقته في البداية، وعندئذ فقط ستكون قادرا على ضمان الاستقرار المالي، وتنويع مصادر الدخل الخاص بك، كما أن فهم اللعبة له دور مهم في إتمام الصفقة سواء أكان على نطاق واسع أم على مستوى أصغر من ذلك
الخطوة الرابعة: كن متواضعا
“عليك أن تكون متواضعا دون أن تكون متساهلا في الوقت نفسه، للتوصل إلى اتفاق على نحو فعال”. يقول ويلي: “من الصعب قبول ذلك في عالم الأعمال التجارية، لا سيما عند أولئك الذين تمكنوا من إثبات أنفسهم. ومع ذلك، إذا تمكنت من وضع غرورك جانبا، واحترام مكانة الطرف الآخر أو سلطته، فسوف يخدمك ذلك كثيرا، فهناك خيط رفيع يفصل بين التواضع والبطولة، تعلم كيف تميز الواحدة عن الأخرى، وسوف تكون مفضلا جدا في عالم الأعمال”.
الخطوة الخامسة: الجودة
وفقا لـ”الفوز الكبير” فإن الجودة تكون حيث تلتقي المهارة بالإبداع؛ فالشخص الذي يمتلك الإبداع يعتمد كثيرا على شخصيته، إذ يمتلك قدرة طبيعية لعرض ما لديه، والإبداع يسمح لك أن تكون غريب الأطوار، مجنونا ولا تعرف الخوف. إنه حل للمشاكل عبر نهج غير تقليدي، فإذا لم يكن لديك الإبداع؛ فإنه لا يمكنك التطور مع مرور الوقت.
الخطوة السادسة: الأناقة
هذه خطوتي الأخيرة والمفضلة؛ لأنها تشبه كثيرا الخطوة الخامسة التي تتطرق للإبداع. تبدو الأناقة كأنها الشقيق الأكبر للإبداع؛ فالأناقة تتعلق بالثقة بالنفس والسلوك لكنها متداخلة مع الفهم الذاتي، ويمكنك تحقيق أهدافك دون تنازلك عن من تكون، أو الأشياء التي تعجبك. أنت تمشي إلى غرفة ستضيء بسبب التفاني الذي لا يتزعزع لرؤيتك وسياستك وقيمك. إنه يتمحور حوال النزاهة. الأناقة تتيح للناس السير على نهجك عبر سلوك معين، وفي أحيان كثيرة من خلال الفطنة التي تتطلب الاحترام. وعلى الرغم من محاولة ويلي ليكون المؤلف الأكثر مبيعا، إلا أن كتابه لا يقدم أي شيء جديد لم يسمع به، ولكن ومن باب الإنصاف، فقد قدم بعض النقاط الممتازة، وأعطى أمثلة عظيمة فيما يتعلق بروح المبادرة، لكن في النهاية هذا ليس كافيا لجعل المرء يشعر بالاستنارة. وباعترافي، فإن القصص في “الفوز الكبير” تقدم حوافز متواصلة لكنها لا تزال تفتقر من حيث الجوهر في جانب مهم منها، وهو “كيفية القيام بذلك”.
على الرغم من نجاح ويلي في القيام بعمل ممتاز في الإجابة عن سؤال تبدو الإجابة عنه مراوغة على ما يبدو، إلا أنه فشل في تقديم أسرار حقيقية ليحصل منها قراؤه على مليون دولار. وفي أحسن الأحوال، يعطي الكتاب تلميحات وقرائن قد تقودك أو لا تفعل، إلى العثور على إجابات حقيقية لما تبحث عنه.
بقلم : جورجيوس كويرو / ترجمة: أسامة موسى
تنشر بالاتفاق مع فوربس الشرق الاوسط







