بقلم – عماد الدين أديب- الوطن
أعرف عن فضيلة الدكتور محمد بديع، مرشد جماعة الإخوان، الحكمة والخبرة فى التعامل مع الأزمات والملفات الساخنة.
لذلك تعجبت وظللت أفكر ملياً، ما الذى دعا الدكتور بديع إلى إطلاق تصريحه الخاص بالجيش وأفراده وقياداته فى هذا التوقيت بالذات؟
قبل مناقشة محتوى التصريح الرسمى الأسبوعى الذى يصدر عن فصيلة المرشد، تعالوا نناقش أربعة أمور:
1- إن التصريح يأتى عقب واقعة ما قيل عن ضغوط من الجماعة على الرئاسة لإلغاء دعوة القوات المسلحة الخاصة للأطياف السياسية من أجل «لم الشمل»، والتى حازت موافقة من جميع القوى فى ذات الوقت الذى لم تستجب إلى الدعوات المتكررة من الجمعية التأسيسية للدستور من أجل أى مشاركة أو أى حوار.
2- إن التصريح يأتى فى وقت يوجد فيه أكثر من 120 ألفاً من جنود وضباط القوات المسلحة على خارطة الوطن كله من أجل تأمين الاستفتاء الدستورى.
3- إن التصريح فاجأ الجميع لأنه لا يوجد ما يمكن تفسيره من أحداث أدت إلى توتر العلاقة بين الحكم من ناحية والمؤسسة العسكرية من ناحية أخرى.
4- الشىء الوحيد الذى يمكن رصده هو بيان المتحدث العسكرى منذ 10 أيام الذى يدعو جميع القوى إلى «الحوار والتوافق» ويحذر من أن أى سبيل آخر غير الحوار سوف تكون له نتائج كارثية، ثم عاد البيان وقال: «وهذا ما لن نسمح به».
هل عبارة «هذا ما لن نسمح به» هى ما أقلقت جماعة الإخوان، وما اعتبرته تجاوزاً عن الدور المرسوم للجيش فى الحياة السياسية؟
السؤال الكبير: هل يمكن رسم حدود العلاقة فى غير حدود الدستور الجديد الذى ينظم علاقة المؤسسة العسكرية بالمجتمع ومؤسسات الدولة؟
السؤال الكبير: هل علاقات القوى وصيغة التراضى والتسوية التى تمت بخروج قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة ونهاية مرحلة الدور العسكرى كافية وقادرة على الصمود، أم أن الأمر يحتاج إلى صيغة جديدة إضافية للتفاهم؟
إن الأمر المؤكد أن تقدير إطلاق أى مواجهة أو انتقاد سياسى للمؤسسة العسكرية هو توقيت خاطئ تماماً وغير موات إطلاقاً لمثل هذا التصعيد.
إن جماعة الإخوان الآن فى حالة اشتباك مع:
1- الهيئات والسلطات القضائية بمختلف درجاتها.
2- الإعلام المستقل ونقابة الصحفيين.
3- رجال الأعمال والتجار وأصحاب المصالح نتيجة قرارات رفع الضرائب والرسوم عليهم.
4- قوى جبهة الإنقاذ الوطنية وقوى الثورة التى تحالفت مع الدكتور مرسى فى اتفاق فيرمونت الشهير.
5- شعور قوى أمنية فى الشرطة والمخابرات العامة بالمرارة بسبب تصريحات صادرة عن قيادات إخوانية تتهمهم بأنهم طابور خامس ما زال يعمل من أجل النظام القديم. هل تحتاج الجماعة إلى إضافة عداوات جديدة إلى القائمة الحالية، وهل يحتاج الرئيس مرسى إلى خسائر جديدة؟








