بقلم : عماد الدين أديب – الوطن
أهم ما استلفت نظرى فى معركة التصويت على الدستور ليس نسبة من قال «لا» أو نسبة من قال «نعم» ولكن الذى أشعرنى بقلق عظيم هو نسبة المشاركة فى الاستفتاء!
من حوالى 51 مليون مواطن لهم حق المشاركة فى التصويت، ذهب 32٪ منهم فقط، 64٪ من هذه الكتلة صوّت بنعم و36٪ صوّت بلا!
إذن، حصلنا على موافقة على الدستور بمباركة من ثلثى الثلث الذى ذهب إلى التصويت!
الموضوع الذى يهمنى ليس «الفائز» أو «المهزوم» فى هذه المعركة السياسية التى أخذت أبعاداً أكبر من حجمها بكثير، ولكن الأهم هو مدى اهتمام وفاعلية الناس فى المشاركة إلى حد النزول من البيوت والتفاعل بشكل إيجابى بصرف النظر عن اتجاه التصويت.
إن السؤال الكبير الذى يطرح نفسه الآن على تيارات الإسلام السياسى وقوى جبهة الإنقاذ على حد سواء، هو: لماذا لم تستطع هاتان القوتان مجتمعتين تحفيز القوى المحجمة عن المشاركة؟
إن هذا الإخفاق هو أهم الملفات التى يجب أن تتدارسها القوى السياسية الآن، وليس غداً خاصة أنها على أعتاب انتخابات برلمانية فى غضون 12 أسبوعاً على أقصى تقدير.
إن أهمية المشاركة وزيادة نسبتها هما مؤشر «اهتمام» ودليل «تفاعل»، أما إذا اقتصرت نسبة المشاركة على القوى التقليدية التى اعتادت القبول والتفاعل مع دعوات الحشد السياسى الأخيرة فإن ذلك يعنى أن البلاد سوف تدخل مرحلة سياسات النخبة وسوف تبتعد عن السياسات المرضية للجماهير.
لقد قامت ثورة 25 يناير 2011 من قوى كانت دائماً مستبعدة من قبل النظام أو من قوى اختارت أن تبتعد عن المشاركة فى تمثيلية أو مسرحية سخيفة من الانتخابات الشكلية!
كلما زادت نسبة القوى العازفة عن المشاركة، فإن احتمالات التفجر المفاجئ للشارع سوف تزداد!
لمصلحة الجميع إقناع أكبر قدر من القوى الشعبية العازفة عن التفاعل بالمشاركة سواء بالتأييد أو المعارضة فى التجربة المصرية الحالية.
ليس لمصلحة أحد حريص على مصلحة هذا الوطن أن تزداد دائرة السلبية وعدم الاكتراث بما يحدث من تحولات عظمى فى البلاد.








