أبدت شركات الأدوية التابعة لقطاع الأعمال العام مخاوفها من ارتفاع سعر الدولار، ما يتسبب فى زيادة أسعار المواد الخام المستوردة وبالتالى صعود تكلفة الإنتاج فى ظل ما تعانيه الشركات من خسائر نتيجة بيع عدد كبير من الأدوية بأقل من تكلفتها.
قال أشرف طنطاوى، رئيس القطاع المالى بشركة ممفيس للأدوية، إن ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه المصرى سيزيد من تكلفة الإنتاج وسيمنع العديد من الشركات من شراء بعض المواد الخام.
وأوضح أن الشركات لن تتحمل المزيد من ارتفاعات سعر صرف الدولار، الذى وصل إلى 6.20 جنيه، وقد يضطرها إلى الاستغناء عن بعض المواد الخام الحيوية وبالتالى عدم إنتاج عدد من الأدوية لصعوبة تغطية ثمن المواد الخام، خاصة أن بعض الشركات تنتج أدوية لا تغطى تكلفتها ولكنها تتفهم مسئولياتها الاجتماعية تجاه الدولة والمواطنين.
وقال عادل صالح، مدير علاقات المستثمرين بشركة النيل للأدوية، ان ارتفاع سعر الدولار سيؤثر على اعتمادات الشركة المالية لاستيراد المواد الخام.
وأضاف أن الدواء لا يمكن الاستغناء عنه نهائياً حتى إذا أثر على ربحية الشركة لأن نقص الأدوية سيعرض حياة المواطنين للخطر.
وأوضح أن ارتفاع سعر الدولار سيؤثر بشكل كبير على مستحضر «الايبارين» وشركته لا تستطيع مناقشة الشركة القابضة للأدوية فى هذه المشكلة فى ظل الظروف التى تمر بها البلاد.
وأضاف أن الشركة تعتمد شراء بعض المواد الخام ويتم توريدها خلال فترة تتراوح بين 15 و45 يوماً، ولكن الزيادة المستمرة فى سعر صرف الدولار أمام العملة المحلية تعطل الاعتمادات.
وقال مجدى فؤاد فتح الله، مسئول علاقات المستثمرين بشركة الإسكندرية للأدوية، ان ارتفاع سعر الدولار سيؤثر على جميع القطاعات التى تلجأ إلى استيراد المواد الخام من الخارج، وليس قطاع الأدوية فقط.
وذكر أحد المستشارين الماليين بالشركة القابضة للأدوية أن نتائج أعمال الشركات التابعة خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام المالى الجارى أظهرت زيادة الخسائر مقارنة بالعام الماضي، وحقق معظم الشركات خسائر فى العام المالى المنتهى مقابل أرباح ضعيفة لعدد محدود
من الشركات.
وقال المستشار، الذى رفض ذكر اسمه، ان القطاع الدوائى فى مصر سيعانى كثيراً من الاضطرابات لأن الرؤية غير واضحة تماما لمشروعات العام المقبل بسبب الأوضاع الحالية التى تؤثر بشكل كبير على الأوضاع الاقتصادية.
أضاف أن شركات الأدوية التابعة للقابضة للأدوية قد تستطيع توفير رواتب العاملين فى الفترة المقبلة لأن الشركات لا تنتج بالشكل الكافى مع زيادة سعر الدولار، فيما تتصاعد المطالب الفئوية للعاملين التى لا تنتهى، على حد وصفه، ما بين زيادة الأجور والمكافآت والعلاوات، ما يضع الشركات فى تحدٍ قوى للبقاء خاصة أن أسعار بيع الأدوية أقل من ثمن تكلفتها.
حققت الشركات التابعة للقابضة للأدوية صافى ربح بلغ 419.947 مليون جنيه العام المالى 2011-2012 وتصدرت الشركة المصرية لتجارة الأدوية الشركات الرابحة بقيمة 235 مليون جنيه تلتها شركة الإسكندرية للأدوية 57.347 مليون جنيه.
وخسرت 3 شركات تابعة نحو 93 مليون جنيه العام المالى 2011-2012 جاءت فى مقدمتها شركة النصر للكيماويات الدوائية بقيمة 41.5 مليون جنيه ثم شركة مصر للمستحضرات الطبية 30.6 مليون جنيه وآخرها شركة العبوات الدوائية بخسائر 21.057 مليون جنيه.
خاص البورصة