احتفظ الذهب بلقب الملاذ الآمن على مدى عقود طويلة، وحتى بعد إلغاء القاعدة الذهبية التى تربط سعر العملة بالذهب فى اعقاب الحرب العالمية الثانية لم يفقد المعدن النفيس بريقه فى عيون محبيه من المستثمرين.
لكن سوق السلع الأساسية عموما والذهب بالطبع يعمل فى أجواء غير استثمارية بالمرة لم تتكرر كثيرا حول العالم حيث تسود الشكوك والشعور بالاحباط إزاء الاداء الاقتصادى فى جميع انحاء العالم خاصة فى الدول المتقدمة والاسواق الناشئة.
وفى دراسة مسحية أجرتها رابطة سوق لندن للسبائك الذهبية على المحللين والمتعاملين فى القطاع توقعوا أن يستمر الذهب فى أدائه الباهت وينمو سعره بشكل محدود إلى 1913 دولاراً للأوقية هذا العام.
ولأول مرة منذ بداية الاتجاه الصعودى لسوق الذهب منذ عقد، لا يتوقع أكبر 23 بنكاً وشركة تتداول سبائك الذهب تحقيق المعدن مستويات جديدة فى 2013.
وتعكس النتائج التضارب بين المتعاملين والمحليين بعد سنة كافح فيها الذهب بعد سقوطه منذ أعلى مستوى قياسى حققه فى 2011 عند 1920.30 دولار للأوقية.
ومع ذلك، بقى معظم المحللين متفائلين، مؤكدين أن استمرار أسعار الفائدة المنخفضة والسياسات النقدية غير التقليدية مثل برنامج التيسير الكمى من شأنه المحافظة على الطلب على الذهب قويا.
وتوقع جميع المستجيبين للدراسة باستثناء خمسة منهم أن يكون متوسط سعر تداول الذهب أعلى من 1700 دولار للأوقية فى 2013 حيث تنبأوا بأن يكون سعر التداول خلال العام ما بين 1529 دولاراً و1913 دولاراً أى بمتوسط 1753 دولاراً للأوقية.
وفى نفس الوقت، أدت استجابة المعدن النفيس السلبية لأحداث من المفترض أنها محفزات إيجابية إلى أن يتشكك البعض فى مواصلته للاتجاه الصعودي، فقد انخفض الذهب بنسبة 6.9% من أعلى مستوى وصلت إليه فى أكتوبر الماضى رغم ضعف الدولار وتمديد الاحتياطى الفيدرالى لبرنامج التيسير الكمى والشقاق السياسى بشأن الهاوية المالية.
وبشكل عام، يعد سجل توقعات المحللين والمتعاملين الذين تجرى عليهم الرابطة الدراسة المسحية قوياً، فقد صدقت توقعاتهم بشأن اتجاه أسعار الذهب فى كل سنة من السنوات العشر الاخيرة.
وكان الطلب من الهند والصين، اكبر مستهلكين للذهب، أدنى من المتوقع العام الماضى بسبب تراجع النمو ما أثر سلبا على سوق السبائك.
وتوقع جايمس ستيل، استراتيجى المعادن النفيسة فى “إتش إس بى سي”، تعافى الاستهلاك الهندى، وعودة الطلب الصينى إلى قوته.
اعداد – رحمة عبد العزيز