استعادت الصين لقب أكبر مستثمر فى الطاقة المتجددة بعد أن انتزعته من الولايات المتحدة، بينما تراجع بشكل عام مقدار الأموال المستثمرة فى الطاقة الشمسية والرياح والأشكال الأخري من الطاقة المتجددة عالمياً بنسبة 11% فى 2012، وهو الأكبر منذ 8 سنوات.
وعزت شركة الأبحاث التابعة لمؤسسة «بلومبرج» لتمويل الطاقة الجديدة سبب تراجع الاستثمار فى هذا المجال إلى عدم اليقين فى أسواق مصادر الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى تخبط السياسات التنظيمية المتعلقة بالقطاع. وأدى هبوط الاستثمار فى هذا المجال لانخفاض الاستثمار العالمى إلى 268.7 مليار دولار العام الماضى، مقارنة بالمستوى القياسى فى 2011 عند 302.3 مليار دولار.
ورغم هذا التراجع على مستوى العالم، فقد شهدت تلك الاستثمارات العام الماضى ارتفاعاً لأعلى مستوى فى الصين عند 67.7 مليار دولار بنسبة 20%، مقارنة بـ 2011 ومعظمها استثمارات فى الطاقة الشمسية. وحلت الصين محل الولايات المتحدة كأكبر مستثمر فى الطاقة النظيفة عام 2009، ثم فقدت المركز فى 2011، بعدما أدخل الرئيس الأمريكى باراك أوباما الدعم كجزء من خطة التحفيز الاقتصادى فى 2009. وتحتل الولايات المتحدة المركز الثانى، وانخفض الاستثمار فى أكبر اقتصاد فى العالم بمقدار الثلث إلى 44.2 مليار دولار عام 2012 وسط مخاوف من انتهاء التخفيضات الضريبية على طاقة الرياح بنهاية العام.
كما أن ثورة استخراج الغاز الطبيعى من التربة الصخرية فى الولايات المتحدة ساهمت فى تخفيض أسعار الغاز وأصبحت الطاقة الأخرى أقل جاذبية.
وصرح مايكل ليبريش، المدير التنفيذى لمؤسسة «بلومبرج» لتمويل الطاقة الجديدة لجريدة «الفاينانشيال تايمز» بأن التراجع فى الاستثمار لم يكن كبيراً بالنظر إلى العوائق الكبيرة التى واجهها قطاع الطاقة النظيفة فى عام 2012، مشيراً إلى تخفيض الدعم فى أوروبا وعدم اليقين بشأن الدعم الأمريكى، بالإضافة إلى التراجع الهائل فى أسعار بعض التكنولوجيات المتعلقة بهذا القطاع.
وأضاف أن الأرقام أوضحت سرعة نمو الاستثمارات فى أسواق جديدة مثل أفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وبعض أجزاء من آسيا، بدلاً من الوجهات التقليدية مثل الصين والولايات المتحدة وأوروبا.
وتعد جنوب أفريقيا أحد أبطال الطاقة النظيفة فى 2012، حيث نما الاستثمار فى أكبر اقتصاد أفريقي من عشرات الملايين فى 2011 إلى 5.5 مليار دولار العام الماضى نتيجة الانتهاء من مشروعات كبيرة فى طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وفى المقابل انخفض الاستثمار فى الطاقة النظيفة بإسبانيا 68% بعدما أوقفت الحكومة دعم المشروعات وبنسبة 44% فى الهند بعد انتهاء الحوافز المقدمة لمشروعات طاقة الرياح، تقلصت الموافقات لمشروعات الطاقة الشمسية.
وحظيت الطاقة الشمسية بنصيب الأسد من الاستثمارات حيث شكلت 142 مليار دولار من إجمالى القطاع، مقارنة بـ 78.3 مليار دولار للرياح و19 مليار دولار لتكنولوجيات الطاقة الذكية مثل السيارات الكهربائية.
اعداد – رحمة عبد العزيز