تستعد شركة «جومية» للتجارة الالكترونية لإنشاء منطقة لوجيستية بمنطقة شرق القاهرة على مساحة 3 آلاف متر خلال الأيام القادمة، فيما تمكنت من جذب أكثر من 60 ألف زائر لموقعها يومياً، و200 ألف مشترك على صفحتها بالفيسبوك، وذلك وفقا لتصريحات ماتيا بيروني، المدير التنفيذى للشركة بمصر خلال حواره مع «البورصة».
أضاف أن الشركة تخطط لاختراق 4 أسواق افريقية جديدة الفترة القادمة لتدعم تواجدها بالقارة السمراء، حيث لا تتواجد ـ حالياً ـ سوى فى ثلاث أسواق «مصر، المغرب، نيجيريا».
قال بيروني، إن «جومية» أحد أفراد مجموعة «روكت انترنت» الألمانية أحد أكبر مستثمرى قطاع الانترنت والتجارة الالكترونية بالعالم، ويمتلك عدداً من الأعمال بأكثر من 40 دولة حول العالم مثل أمريكا اللاتينية وأوروبا وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وافريقيا، مشيراً إلى أن المجموعة تستثمر بالسوق المصرى وأفريقيا من خلال «جوميا» قبل 6 أشهر حيث افتتحت أعمالها محلياً خلال يوليو الماضي، فيما تقدم الشركة خدماتها بالسوق الافريقى عبر نيجيريا والمغرب إضافة إلى مصر.
أوضح أن السوق المصرى واعد مدعوما بمعدلات النمو المتسارعة لاعداد مستخدمى الانترنت الذين تعدى عددهم 31 مليوناً حالياً، مشيراً إلى مساهمة هذا النمو فى تزايد وعى المستخدمين بأهمية التجارة الالكترونية وهو ما يسهم فى اتساع قاعدة المستخدمين، مؤكداً أن الأحداث السياسية التى عانتها البلاد الفترة الماضية أمر طبيعى ولا يعوق نمو قطاع الانترنت والخدمات المساندة، بل على العكس ساهم ذلك فى رفع معدلات النمو، خاصة أنه مع تسارع الأحداث يسعى المستخدمون إلى متابعة مواقع التواصل الاجتماعى والمواقع على الانترنت لاحتياجهم إلى وسيلة أسهل وأسرع متابعة الأحداث .
أوضح أن الشركة رغم قصر فترة تواجدها بالسوق المصرى إلا أنها تمكنت من اجتذاب أكثر من 200 ألف شخص على صفحتها بالفيسبوك بمعدل 10 آلاف عضو فى الأسبوع، وهو مؤشر كبير لمعدلات النمو التى تحققها الشركة بالقطاع، ويؤكد أن السوق المحلى مازال بكراً، مشيراً إلى أن معدل نمو عدد العملاء والزائرين يزيد على 100% شهرياً، فيما يصل الزائرون المترددون يومياً على الموقع أكثر من 60 ألف عميل.
أكد أن «روكت انترنت» تعلم جيداً أن معدلات النمو محلياً ستتضاعف بمجال التجارة الالكترونية ولاسيما بعد أول ثورة مصرية وأن الشركة ضخت استثماراتها محلياً بالدولار، وهو ما يسهم فى دعم الاقتصاد المصرى فى ظل تزايد أسعاره مقابل الجنيه خلال الفترة الأخيرة، مؤكداً أن الشركة تخطط لتوسيع أعمالها محلياً مستدلاً بزيادة أعداد العاملين بالشركة إلى 100 موظف تزداد خلال الشهرين القادمين إلى أكثر من 200 موظف.
كشف بيرونى عن انتهاء الشركة من إعداد منطقة لوجيستية على مساحة 3 آلاف متر بإحدى مناطق شرق القاهرة لتخزين منتجات الموردين ونقطة انطلاق لتغذية شركات الشحن المتعاونة مع الشركة وفريق العمل التابع لـ«جوميا» لتوصيل المنتجات للعملاء فى أقل وقت ممكن.
وبرر اختيار منطقة شرق القاهرة لتكون قريبة من الموردين الرئيسيين للشركة والمناطق الرئيسية لشركات الشحن، مؤكداً دخول المخازن الخدمة نهاية يناير الجاري، موضحاً أن الشركة تعاقدت مع «أرامكس» لتكون وسيلة الشحن لعملائها محليا، فيما تسعى خلال الفترة القادمة إلى إعداد فريق عمل لتوصيل تابع لـ«جوميا».
عن حجم استثمارات الشركة بمصر والمنطقة الافريقية رفض بيرونى تحديد قيمتها، مؤكداً أنها بملايين الدولارات مستدلا على ذلك بوجود مستثمرين كبار بالمجموعة مثل «جى بى مورجان» الذى يستثمر بثلاث شركات تابعة لمجموعة «روكت انترنت»، إضافة إلى شركة «بى بى ار» منذ ما يقرب من شهر بما يتعدى 10 ملايين دولار بأحد مواقع الموضة والأزياء التابعة للمجموعة، مؤكداً اتجاه الشركة لزيادة حملاتها التسويقية خلال الفترة القادمة للتتمكن من تثبيت أقدامها بالسوق المحلي.
أضاف أن الشركة تهتم فى المقام الأول بالعميل حيث تضخ استثماراً فى عمليات التغليف وإعادة الشحن للمنتجات التى تصل للعميل حاملة شعار الشركة وذلك وفقا لسياسة الشركة التى تسعى إلى جذب رضا العملاء، مشيراً إلى أن مديرى الشركة يردون فى معظم الأحيان على استفسار العملاء.
كشف بيرونى عن التوصل إلى اتفاق مع إحدى شركات الاتصالات بالسوق المحلية خلال الأشهر القادمة رافضا الإفصاح عن اسمها فى الوقت الحالي، ويقضى الاتفاق الاستفادة بعملائها عبر ترشيح «جوميا» لإتمام عمليات الشراء الالكترونية، وهو ما يعد خدمة مضافة لعملاء المحمول، إضافة إلى توجه الشركة إلى عقد شراكات مع البنوك لتشجيع عملائها على استخدام بطاقات الائتمان لإجراء عمليات الشراء عبر الانترنت.
وأوضح أن الشركة تسعى إلى تشجيع الطلاب على استخدام الانترنت بشكل أكثر فاعلية، مشيراً إلى أن الشركة تخطط للاستحواذ على أحد اللاعبين بقطاع التجارة الالكترونية محلياً ولاسيما على أى من الشركات العاملة بالسوق المصرى وتركز ـ فقط ـ على تحقيق معدلات نمو سريعة وجذب أكبر عدد من العملاء.
أكد المدير التنفيذى لـ«جومية» بمصر أن الشركة الأم أخطأت فى التوسع بمصر عبر «نمشي»، لاسيما أن الشركة لم تكن لها إدارة مستقلة بل كان يدار من الإمارات وتم تطبيق الاستراتيجية المعمول بها بالسوق الخليجى وهو خطأ كبير فى ظل اختلاف طبيعة المستهلك المصرى عن غيره وهو ما دفع الشركة لمراجعة سياستها، وسحبت «نمشي» من مصر وأسست «جوميا» ليكون قاعدة للتوسع افريقيا، كاشفاً عن تخطيط الشركة للتوسع بأربع دول افريقية جديدة الفترة القادمة.
عن المنافسة مع شركات التجارة الالكترونية الحالية أكد أن الشركات تعمل ـ حالياً ـ فى السوق المصرى منذ سنوات عدة بعضها منذ 2008 إلا أن حجم استثماراتها ليس بضخامة مجموعة «روكت انترنت»، إضافة أن كثيراً منها يقدم نموذجاً يختلف عما تقدمه « جومية»، مشيراً إلى أن السوق المصرى يستوعب العديد من مقدمى خدمات التجارة الالكترونية ولاسيما أنه مازال فى مرحلة النمو وبحاجة إلى العديد من مقدمى الخدمات بسوق الانترنت، كما أن الشركة تراهن على جودة خدماتها وأسعارها التنافسية فى إمكانية الاستحواذ على حصة مقبولة من عملاء السوق المصري.
أوضح بيرونى أن الدفع عند الاستلام الوسيلة الأكثر استخداما يأتى بعده بطاقات الائتمان، وأضاف أن الموقع يعرض أكثر من 20 ألف منتج وتتراوح مدة توصيل المنتج من 3 إلى 5 أيام بحد أقصى ويعرض عدداً من المنتجات لأشهر الماركات العالمية مثل «سونى سامسونج ـ ال جى ديل ـ بلاك بيرى ابل ـ اديداس».
يعد موقع «جومية» للتجارة الالكترونية إحدى الأذرع الاستثمارية لمجموعة شركات «روكت انترنت» العالمية المتخصصة فى الاستثمار بمجال التجارة الالكترونية، وتشمل قائمة استثماراتها أكثر من 49 موقعاً متخصصاً بنشاط الشراء عبر الانترنت أشهرها بمنطقة الشرق الأوسط «نمشي».
تدير «روكت انترنت» الألمانية أكبر مشاريع الاستثمار عبر الانترنت وأنشئت الشركة عام 1999 وتعمل فى أكثر من 40 دولة حول العالم سواء بالأسواق المتقدمة أو الناشئة.
وتتركز أنشطة الشركة على المعاملات عبر الانترنت والهاتف المحمول. كانت شركة الاتصالات العالمية «ميليكوم» قد استحوذت على 20% من «روكت انترنت» بأمريكا اللاتينية وافريقيا مقابل 425 مليون دولار، فيما استثمرت شركة «بى بى ار» بـ13 مليون دولار خلال ديسمبر الماضي.
وكانت آخر جولات استثمار حصلت عليها شركات تابعة لروكت انترنت القابضة 45 مليون دولار لصالح موقع «دافيتى» اغسطس الماضي، ولامودا على 80 مليون دولار، و«نمشي» على 20 مليون دولار من بنك «جى بى مورجان».
كتب – محمد علاء الدين وخالد يوسف