رفض مستثمرون سياحيون قرار الحكومة رفع سعر السولار للقطاع السياحى والغاء الدعم، واعتبروا هذه الخطوة تهديداً حقيقياً لقطاع الفنادق العائمة، وقد يدفع السياح للاتجاه إلى أسواق سياحية أخرى فى ظل الانهيار الذى يعيشه القطاع بالكامل.
قال عبد الرحمن أنور، نائب رئيس جمعية المستثمرين للفنادق العائمة، إن قرار رفع دعم السولار فى الوقت الحالى سيؤثر سلباً على القطاع السياحى ويؤدى لاتجاه السائحين إلى الأسواق الأخرى المنافسة كالمغرب وتونس وتركيا، نتيجة لزيادة أسعار الرحلات والبرامج السياحية.
وأوضح أن الزيادة ستقدر بنحو 20 دولارا فى سعر الليلة ليصبح سعرها 45 دولارا بدلاً من 25 حالياً، نظرا لارتفاع سعر لتر السولار إلى نحو 528 قرشا بعد رفع الدعم مقارنة بـ 110 قروش فى الوقت الحالى.
و ذكر أن جمعية المستثمرين اقترحت على هشام زعزوع وزير السياحة أن يكون زيادة سعر السولار تدريجية على مدار 5 سنوات، ووعدهم الوزير بدعم ذلك الاقتراح لكن الحكومة أعلنت اعتزامها رفعه من بداية مايو المقبل.
من جانبه، استنكر محمد الجابري، مدير عام شركة “إيزادورا” للسياحة ومستثمر للفنادق العائمة، قرار الحكومة رفع الدعم عن السولار، واعتبر أن اعلانه يأتى لجس نبض القطاع السياحى والشارع المصري، على حد قوله.
وقال إنه من المفترض أن تبلغ الحكومة القطاع السياحى مسبقاً بأى زيادة فى الأسعار قبلها بعام على الأقل، حتى يتمكن العاملون بالقطاع والمستثمرون من التفاوض مع الشركات الأجنبية بشأن زيادة أسعار الرحلات واتخاذ الإجراءات الاحتياطية فى تلك الحالات.
و أوضح أنه فى حال عدم الاتفاق مع الشركات الأجنبية حول زيادة الأسعار أو وجود ضعف فى الإقبال، سيلجأ المستثمر لتغيير نشاطه لما يُعانيه القطاع السياحى من تدهور خلال الوقت الحالى.
وأضاف ان الوقود يُمثل 45% من تكلفة الرحلة، ويستهلك الفندق العائم نحو 10 أطنان سولار ليقطع المسافة بين الأقصر وأسوان ذهاباً وإياباً بتكلفة 13 ألف جنيه بينما لا تتعدى ايرادات الرحلة 18 ألف جنيه، بسبب ضعف الإقبال فى الفترة الأخيرة.
وأشار الجابرى إلى أن المعدل المعتاد لإقبال السائحين على الرحلات النيلية الطويلة يتراوح بين 300 و400 سائح اسبوعيا، وشهدت الفترة الأخيرة ضعفا شديدا فى الإقبال خاصة الشهر الحالى حيث لم تتجاوز أعداد الوافدين 30 فردا بواقع 15 كابينة من بين 65 كابينة، ومعظمهم جنسيات إيطالية.
وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة إقبالاً أكثر من قبل المصريين، نظراً لإجازة منتصف العام، مضيفاً أن السياحة الداخلية لا تحقق العوائد المرجوة مقارنة بالخارجية.
وأضاف أن سعر الليلة 17 دولارا لكن فى ظل ضعف الإقبال تلجأ بعض الشركات لتخفيض السعر ليصل إلى 12 دولارا كحد أقصى فى محاولة لجذب السائحين.
وطالب الجابرى بضرورة فصل قضايا السياسة عن قطاع السياحة مستشهداً بالسياحة اللبنانية، التى تسير على قدم وساق على الرغم من الحروب الأهلية التى تيشهدها لبنان.
وعلى صعيد آخر، توقع ماهر نصيف رئيس لجنة النقل بغرفة شركات السياحة، أن يتأثر القطاع السياحى سلباً بقرار الحكومة رفع الدعم عن السولار، بزيادة فى أسعار الرحلات بنسبة تتراوح بين 20 و30%، وهى زيادات سيتم تحميلها على العملاء، وقد تؤدى إلى تراجع اقبالهم.
وأضاف أن شركات السياحة قامت بإلغاء جميع رحلات السياحة الداخلية التى تستهدفها خلال إجازة نصف العام إلى شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان بسبب الأوضاع السيئة التى تمر بها البلاد.
وقال نصيف إن البديل هو تحويل الحافلات السياحية للغاز الطبيعي، لكن ذلك يحتاج إلى اقامة محطات تموين فى الطرق المختلفة ما يرفع من تكلفة التحول بالاضافة إلى ارتفاع الاستهلاك فى حال التحول نظراً للخصائص الفنية للغاز عن السولار.
من جهته وصف حسن البساطي، رئيس شركة الهيثم للتسويق السياحى وتسويق الفنادق العائمة، قرار رفع الدعم عن السولار الموجه للسياحة بأنه «خراب بيوت» – حسب قوله – وسيُكبد الشركات خسائر تتراوح بين 25 و30% من إيراداتها ما يضطرها إلى رفع الأسعار على السائح الأجنبى.
كتبت – بسمة رجب وولاء جمال