وصلت الأصول المملوكة لصناديق الاستثمار المدرجة فى البورصة ومنتجاتها إلى أعلى مستوى على الإطلاق لتفوق تريليونى دولار، وهى صناديق جرى تداولها فى البورصة كأسهم بينما تقوم بالاستثمار فى أصول مثل الأسهم والسندات والسلع.
ويحتفل أول صندوق استثمار أمريكى مدرج فى البورصة بعامه العشرين هذا الشهر، وقد نمت أصوله إلى 125 مليار دولار.
واستغرق وصول حجم الأصول فى هذا القطاع إلى تريليون دولار 19 عاما، ثم تسارع النمو بعد بلوغ هذا المستوى فى 2009 وتضاعفت الأصول فى أقل من أربع سنوات رغم احتدام الأزمة المالية العالمية.
وقال كبار المديرين التنفيذين فى هذا القطاع إن هذا الزخم سوف يستمر لأن الاهتمام بتلك الصناديق ومنتجاتها يتزايد فى جميع المناطق الجغرافية وعبر فئات الأصول المختلفة وبين مستثمرين جدد.
وقال مارك وايدمان، المدير العالمى لـ «آى شير» الذراع المدرجة فى البورصة لأكبر صندق فى العالم «بلاك روك»، إن قطاع الصناديق المدرجة فى البورصة قد يمتلك أصولاً تصل بالفعل إلى تريليونى دولار إلا أن هذا المستوى مازال ضئيلاً نسبياً، نظرا لأن هناك مناطق كبيرة من أسواق رأس المال العالمية لم تمس حتى الآن.
وقال مانوج ميستري، مدير المنتجات المتداولة فى البورصة لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا فى بنك “دويتشيه”، إن عددا متزايدا من المؤسسات الاستثمارية تدرك أن الاستراتيجيات التى نجحت منذ 10 سنوات لم تعد فعالة، لذا فهم يتجهون إلى الصناديق المدرجة فى البورصة.
وأضاف أن المستثمرين لم يتمكنوا سابقا من تحديد دور الصناديق المدرجة فى البورصة فى محافظهم لكنهم الآن يجدونها مفيدة، وأوضح أن المرونة التى تقدمها تلك الصناديق واتساع نطاق منتجاتها تعد أهم عوامل الجذب الرئيسية سواء كانت تداولات قصيرة المدى أو استثمارات طويلة.
وذكر وايدمان أن شركات التأمين لم تضع تلك الصناديق من قبل على لائحة أهدافها حتى قامت شركة تأمين أمريكية العام الماضى باستثمار مليارى دولار فيها، مضيفا أن السوق يشهد اهتماما مماثلا من شركات تأمين كبرى أخرى.
ويُتوقع أن تشهد أسواق السندات توسعاً نتيجة لجذب الصنايق المدرجة فى البورصة والتى تستثمر فى الدخل الثابت اهتماما أكبر، ورغم أنها اجتذبت تدفقات قياسية العام الماضى مازالت الأسهم تتمتع بمعدلات اختراق أعلى بكثير من السندات.
وفى ظل تقليص البنوك الاستثمارية وشركات السمسرة من تعاملاتهم فى السندات نتيجة ضغوط المبزانية، أصبحت السيولة التى تقدمها استثمار الصناديق المدرجة فى البورصة فى السندات أكثر جاذبية.
وأوضح وايدمان أن السيولة تولد سيولة وأن عددا من المستثمرين يجدون أن الصناديق المدرجة فى البورصة أكثر الطرق فاعلية لدخول سوق السندات.
وقال صندوق «بلاك روك» إن أصول الصناديق المدرجة فى البورصة والتى تستثمر فى السندات قد ترتفع إلى تريليونى دولار على مدار العقد القادم فى حال زيادة معدل اختراق سوق السندات بشكل طفيف.
إعداد: رحمة عبد العزيز
