يعتبر الغرب تركيا نموذجاً للإسلام الذى تريده أن يسود المنطقة العربية خاصة والدول الإسلامية عامة، باعتبار أنه سلام مستأنس لا يحمل منه سوى الشعائر الدينية ويؤيد اقتصادات السوق.
وترى الخبيرة فى شئون منطقة الشرق الأوسط رولا خلف فى تعليق لها منشور فى الفاينانشيال تايمز إنه الاسلامين فى دول الربيع العربى عادة ما يشيرون إلى انجازات تركيا الاقتصادية تحت حكم حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الإسلامية على انه نموذج يحتذى به قائلين أنهم قادرون على إقامة مجتمعات محافظة ولكنها فى نفس الوقت مزدهرة وديناميكية.
وتعتبر خلف أن مقارنة تركيا بالدول العربية خلال المرحلة الانتقالية قد يكون مضللا، حيت يتم نسب كل العوامل التى أدت إلى نجاح تركيا لحزب العدالة والتنمية أو إلى جذوره الإسلامية، وهناك تباين واضح بين تركيا وجيرانها العرب فى مستويات مختلفة من حيث مدى تطور بنيتها التحتية وأنظمة بنوكها وهياكل الدولة وسياساتها.
وتضاعف الناتج المحلى الاجمالى فى تركيا ثلاث مرات خلال العقد الماضى الذى قاده حزب العدالة والتنمية بناءً على سياسات الحكومات السابقة التى شجعت التجارة وعززت ثقافة المنافسة وروح المبادرة.
ونقلت الصحفية فى جريدة الفاينانشيال تايمز عن سنان اولجن، أستاذ زائر بجامعة كارنيجى قوله إن حزب العدالة والتنمية لم يكن هو اساس نجاح الاقتصاد التركى فقد كان قائدا فقط ولكن الانجازات الرئيسية تمت من قبل، فقد استفاد الحزب من تراكم الاصلاحات.
كما أن حزب العدالة والتنمية تميز بتأييده للسياسات التجارية ونجح فى خلق جيل جديد من رجال الأعمال أغلبهم من منطقة الأناضول حيث يعدون الأقرب إلى رؤيتهم المتحفظة ويقدمون دعما رئيسيا للحزب.
وقد استخدم الحزب جذوره الاسلامية لتقديم السياسات الاجتماعية التى تستهدف الفقراء وتوفير الرعاية الصحية والمنازل بأسعار معقولة.
ويعتقد أولجان أن عبقرية قادة حزب العدالة والتنمية تظهر فى الجمع بين مبادئ المجتمع المحافظ والسياسات الاقتصادية الليبرالية المؤيدة لاقتصاد السوق، وتعد هذه هى المرة الاولى فى تاريخ تركيا السياسى الذى تشهد البلاد فيه هذا النوع من الدمج والدروس المستفادة من حزب العدالة والتنمية لجميع الاحزاب بالدول العربية هو انه بامكانهم إقامة مجتمع محافظ جنبا إلى جنب مع سياسات السوق.








