ظاهرياً، يعتبر « فيس بوك » و« تويتر » حلماً تسويقياً لأى بنك، فالوصول إلى ملايين الأشخاص من خلال عملية تسجيل دخول واحدة حيث لا يحتاج المستخدمون إلى كلمات مرور أو أسماء مستخدمين منفصلة لحساباتهم المصرفية على الانترنت، وجميع العملاء متاحون على البرنامج، والمساعدة فى تسجيل وإنشاء حسابات جديدة على الانترنت.
ولكن بعد اعتراف جميع الشبكات الاجتماعية هذا الشهر انها مستهدفة من قبل القراصنة والمخترقين، عزم الكثير من المصرفيين على اتباع اسلوب جديد وهو «لا تستخدم فيس بوك ولا خدمات تويتر».
و تقول مجلة « امريكان بانكر » إن المشكلة هى أن أى نوع من الحماية يتم التعامل بها من قبل مستخدمى الشبكات الاجتماعية،مهما كانت، يمكن أن تنشر الحساب البنكى للمستخدم اون لاين، اذا كان البنك الذى يتعامل معه هذا المستخدم يعتمد كلية على الشركات التى تقدم له خدمات الاون لاين.
قالت نيكول ستراجل، مدير ابحاث فى الكروت والخدمات المصرفية الفردية فى مجموعة تاور سى اى بى «إن معظم البنوك فى الولايات المتحدة الامريكية لا تعتمد على الشبكات الاجتماعية فى الوصول لخدماتها، وتستخدم الفيس بوك وتويتر فقط لتسويق وارسال رسائل للعملاء ولا يتم الاعتماد عليهم فى الاون لاين بانكنج».
و تابعت وعلى الرغم من ذلك، بدأت البنوك خارج الولايات المتحدة الامريكية تقديم « الاون لاين بانكنج » من خلال الفيس بوك، ومن هنا لابد من اتباع الحذر من اى اختراق لشبكة الفيس بوك، مشيرة إلى أن البنوك التى تفعل ذلك مطالبة بإيجاد طبقة جديدة من الحماية والامان ولا تكتفى فقط بكلمة المرور لمستخدم الفيس بوك واسم المستخدم. كما أن العميل لا يجب أن يكتفى فقط بهما .
فيس بوك، تويتر، آبل و على الاقل 40 شركة أخرى هى ضحايا لبعض الجرائم عالية التقنية من اوروبا الشرقية، (طبقا لبومبرج).
وقالت تويتر فى بداية فبراير ان هناك احتمال اختراق لحوالى 250 الف من كلمات المرور والارقام السرية لمستخدميها.
و بالاضافة لذلك، جرى اختراق شريحة من حسابات تويتر لبرجر كينج وجيب، وهو ما أظهر ما هو الاعلام الاجتماعى للشبكات الاجتماعية. ففى حالة برجر كينج، قام المخترقون والقراصنة بتغيير شعار الشركة على صفحة تويتر إلى شعار ماكدونالدز، وقاموا بنشر معلومات خاطئة، مفادها أن ماكدونالدز قام بشراء سلسلة من مطاعم الوجبات السريعة.
وقال مسئول من الشركة «ان الشركة كانت مستهدفة من قراصنة وقاموا بتحميل برامج على اجهزة الكمبيوتر المملوكة لاصحاب الشركات الذين يعملون بها من خلال شبكة متطورة».
وعلى الرغم من ان فيس بوك لا يسمح لبيانات المستخدمين ان يتم سرقتها، ولكن عمليات الاختراق اظهرت خطر ممارسة الاعمال مباشرة من خلال الشبكات الاجتماعية.
بالاضافة لذلك فان فيس بوك هو هدف للقراصنة والمخترقين، وهو ايضا جاذب للمصرفيين. وهذا مرتبط بالاقتناع بأن المستخدمين لا يفكرون مرتين قبل الضغط على رابط معين فى شبكة الانترنت، مما يسهل عمليات الاجرام والاختراق.
و قال كين بيلور، نائب رئيس الابحاث فى معهد الابحاث لحماية المعلومات ومستشار لشركة ان اس اس لاجهزة الكمبيوتر المحمول «هذا هو خطر استخدام الشبكات الاجتماعية» و فكرة الاعتماد على تلك الشبكات، اظن انها فكرة خاطئة».
لينكد ان «linkedin»، ليس اقل خطورة، فقد شهد ايضا اختراقاً عطل كلمات مرور ملايين من مستخدميه.
و لكن هذا كله لا يعنى ان كل البنوك لا تريد ان تخوض تلك المخاطر.
موف ان moven، شركة وكيلة لبرت كينج، هى واحدة ممن يقدم الخدمات المالية المحلية والتى تريد أن تبدأ بهذه الفكرة. بالاضافة للفيس بوك، هذه الشركة التى لا تزال فى مراحلها الاولى من التأسيس، تخطط للسماح لعملائها بربط حسابتهم البنكية مباشرة بتويتر.
قال كينج «المنافع التى سنحصل عليها هى اعلى من المخاطر»، و «الحقيقة هى ان منصة الولوج للفيس بوك مازالت الأصعب مقارنة بالبنوك التى تستخدم شبكات الانترنت».
ومازالت «موف ان» توظف العديد من طبقات الامان والحماية والتى وصفتها «ستراجل» بأنها مهمة.
وقال كينج ان «موف ان» تخطط للتغلب على جرائم الانترنت من خلال المصادقة والاتفاقيات المتعددة فى اى وقت أراد فيها العميل نقل النقود. وهذا يتطلب اضافة رقم الـ PIN و كلمة مرور مختلفة لكل مرة.
قال كينج « ان استخدام الشبكات الاجتماعية له منفعتان، الاولى هى أنها شبكة دخول شائعة ومعروفة، والثانية، نحن نستطيع استخدام المعلومات الشخصية لدى الفيس بوك لمعرفة بروتوكول العميل، لاننا نستطيع سحب المعلومات من البروفايل profile ، وايضا نستطيع ان نستخدمها كجزء من عملية التأكد من الشخصية.
وأوضح أن أبحاث معهد جارتنر قالت انه خلال عامين فقط سنتمكن من الحصول على البيانات الشخصية لنصف عملاء الطاقات من الشبكات الاجتماعية، وتبلغ النسبة فى الوقت الحالى 5%.
وقال باردلى ليمر، والذى قاد استراتيجية القناه الديجيتال لبنك ميكانكس فى كاليفورنيا الشمالية «إن هناك بعض الصدق فى هذه التوقعات».
و تابع « اننى كلما أقارن بين الفيس بوك القانونى واعتماده المعايير المفتوحة للتشفير والبنوك القائمة والمكودة، اقتنع بان مانحى خدمات الfintech فى البنوك لا يعملون عملاً جيداً فى التكويد والحماية يفوق الشبكات الاجتماعية.
وقال جيم ماروس، نائب رئيس وكالة تطوير الشركات للتسويق الديجيتال المباشر «نيو كونترول»، ومؤلف استراتيجية البلوج للتسويق المصرفى على الرغم من ذلك فان المصرفيون لابد وان يتخذوا تلك القرارات الخطيرة .
وتابع: اظن انها منطقة ليست مرسومة، انها مثل ان يكون لديك بنك صغير أو متوسط عبر البحار ويستخدم الدخول للفيس بوك أو تويتر. ولكننى اظن أنه على الطرف الآخر فإن الموضوع سلبى للبنوك الكبيرة «فى الولايات المتحدة الامريكية»، وباتباع هذه الاستراتيجية فانه يخاطر مخاطرة كبيرة».
والمقولات التى يتم ارسالها إلى مكتب اعلام الفيس بوك لطلب تعليقات لا تتم الاجابة عليها فى الحال. وايضا الحال لتويتر والايميلات للينك دون أن تقابل بعدم الرد.
كتبت – رغدة هلال