اتجه عدد كبير من المزارعين الى تخزين السولار فى جراكن وبراميل فى المنازل تحسبا لاى اختناقات وعجز فى كميات السولار خلال موسم الحصاد، التى عانى منها المزارعين الموسم الماضي، وادت الى ارتفاع التكاليف مؤكدين أن التخزين هو الحل الأمثل لتجنب خسائر العام الماضي.
أرجع عبد الرحمن شكري، نقيب فلاحى مصر، أزمة السولار إلى حرص المزارعين على تخزين اكبر كمية ممكنة منه، وذلك مع اقتراب موسم الحصاد، خاصة أن القمح يحتاج خلال الأيام القليلة القادمة إلى عدة ريات ضمانا لامتلاء حبة القمح، وأن حريقاً شب فى أحد منازل المزارعين بكفر الشيخ كشف بالفعل عن قيام هذا المزارع بتخزين نحو 200 لتر من السولار داخل منزله.
وأوضح شكرى أن هناك اعداداً غير قليلة من المزارعين قاموا بشراء «تانكات» ووضعوها فى منازلهم لتخزين السولار به، وأن أحد المزارعين قام بالفعل بإنشاء تنك وقود سعة ألف لتر فى منزله لتخزين الوقود فيه لتموين سياراته، لنقل بنجر السكر إلى المصنع، وأن الأخطر قيام كثير من سائقى سيارات النقل بتركيب تنك اضافى لسياراتهم، لتخزين الوقود به، ما ضاعف الطلب على السولار فى السوق.
من جانبه، توقع البندارى محمد البنداري، رئيس الجمعية العامة لمنتجى الحبوب بالاتحاد التعاونى الزراعي، حدوث انخفاض حاد فى انتاجية القمح هذا الموسم نتيجة نقص مياه الرى بسبب قلة السولار، لافتا الى ان القمح ستعقبه زراعة الارز، لذلك يهتم المزارعون بزيادة التخزين.
وقال عبد الفتاح عبد العزيز عزب، رئيس رابطة المياه بمنيا القمح، إن الفدان يحتاج فى المتوسط الى ثلاث صفائح لاستكمال رى المحصول على اساس ان القمح يمر بمرحلة حرجة وفى حاجة لزيادة عدد مرات الرى قبل منتصف ابريل، لذلك يضطر المزارع إلى أن يقوم بتخزين السولار فى منزله.
وأكد عبد المنعم التونسي، وكيل لجنة الزراعة بمجلس الشعب السابق، ضرورة تشكيل لجان شعبية لمتابعة توزيع السولار فى محطات التعبئة، ووضع ضوابط لمنع تهريبه وبيعه فى السوق السوداء.
وقال التونسى إن هذه الأزمة مفتعلة بدليل وقوف سيارات أمام محطات التموين فى طوابير طويلة لا تنصرف قبل ملء خزاناتها، ما يؤكد أن الأزمة ليست فى كميات الوقود التى يتم ضخها فى محطات التموين بل فى سوء عملية التوزيع.
وأضاف أن عائد زراعة فدان القمح سوف يرتفع وفقا لأسعار القمح التى أعلنتها الحكومة مؤخرا إلى 7400 جنيه، حيث وصل سعر الإردب إلى نحو 400 جنيه، وأن متوسط انتاجية الفدان يبلغ 18.5 اردب، وأن ارتفاع العائد من زراعة هذا المحصول دفع أصحاب الآلات الزراعية من جرارات وكومبينات وآلات درس الى المبالغة فى سعر تأجير المعدة.
كتب – محمد عبد المنصف ورانا فتحي