اتخذ البنك المركزي عدة قرارت مهمة للسيطرة علي أزمة الدولار في السوق منذ تولي المحافظ الجديد منصبة الشهر الماضي لم تنجح بالقدر الكافي في تهدئة سوق الصرف الذي لايزال يشهد اضطرابات غير مسبوقة.
ودفعت أزمة نقص العملة الامريكية التجار والعملاء للبحث عن الدولار في السوق الموازية والتي ارتفعت فيها أسعار الصرف مقابل الجنيه لأعلي معدلاتها منذ 10 أعوام.
ولجأت البنوك مؤخراً إلي اتباع وسائل جديدة لتوفير السيولة الدولارية بالقدر الذي يسمح لها بتمويل العمليات التجارية وتتعلق هذه الوسائل بشكل رئيسي في رفع عائد أوعيتها الادخارية بالعملة الامريكية وهو الاتجاه الذي بدئة بنك القاهرة برفع العائد علي وعائه الادخاري شهادة “البريمو” الدولارية ذات الآجال الثلاثية والخماسية حيث رفع العائد علي شهادة “البريمو” الثلاثية إلي 3.125% بدلاً من 2.75% كما رفع البنك العائد علي شهادة “البريمو” الخماسية من 3 إلي 3.25%.
تباينت آراء العاملين في البنوك حول خطوة بنك القاهرة الاخيرة والتي قد تشعل المنافسة في السوق فالبعض توقع ان تطال حرب الاسعار التي شهدها السوق مؤخرا علي الشهادات بالعملة المحلية الاوعية بالعملة الامريكية والبعض الاخر استبعد ذلك.
قال تامر يوسف رئيس قطاع الخزانة بأحد البنوك الأجنبية أن اتجاه بنك القاهرة لرفع العائد علي وعائه الادخاري بالعملة الدولارية سيخلق حرب الأسعار مجددا علي الفائدة بين جميع البنوك العاملة بالسوق للحفاظ علي العملاء وجذب عملاء جدد.
وأوضح يوسف أن بنوك القطاع العام ستبادر بالرفع كمرحلة أولي يعقبها البنوك الأجنبية والخاصة التي تقف موقف المترقب للأسعار التي تضعها البنوك العامة.
قال يوسف ان سعر العائد يختلف من بنك لآخر حسب الحاجة إلي السيولة الدولارية وتوظيفها، مشيرا إلي أن الغلبة في أسعار العائد ستحسم لصالح البنوك العامة حيث يكون هناك عائد كبير علي الأوعية الدولارية ويقابله طلب كبير عليها.
أشار إلي أن البنوك الخاصة ستضع سعراً عائداً مقروناً بزيادة غير كبيرة لعدم وجود استخدامات لها حيث لا يوجد عملاء يطلبون الاقتراض بالعملة الدولارية وإنما ينصب الطلب علي الاقتراض بالجنيه المصري، لافتا إلي أن مسلسل رفع العائد علي العملة المحلية سيكرر نفسه علي العملة الدولارية بين البنوك العامة والخاصة.
أكد يوسف أن البنك المركزي نجح طوال الفترة الماضية في خلق عدة آليات منعت مايعرف بظاهرة الدولرة والقضاء نوعا ما علي السوق السوداء ووضع العملة في حدودها الآمنة، وخلق مواءمة بين العرض والطلب، لكن هذه الآليات رغم نجاحها لم تبدي انطباعا بأنها حققت نجاحا ملموسا.
وعلل يوسف السبب في ذلك بعدم تدارك المركزي الأزمة من قبل بعد أحداث الثورة مباشرة ولو وضعت اجراءات حازمة منذ تلك الفترة لما آلت الأمور علي ماهي عليه الآن والوصول بالدولار إلي أسعار مرتفعة مقابل انخفاض العملة المحلية.
وأرجع يوسف مسئولية تراجع الاحتياطي الأجنبي ووصوله إلي مستويات غير آمنة إلي وزارة المالية حيث لم تقم باستغلال اتفاقية الجات التي تنص علي أنه من حق الدول النامية رفع الجمارك علي السلع الترفيهية الواردة للبلاد وتوفير مزيد من الاحتياطي الأجنبي.
استبعد سعيد زكي عضو مجلس ادارة البنك المصري الخليجي ان يكون الاتجاه جماعيا لرفع عائد الشهادات الادخارية بالدولار نظرا لان أسعاره متدنية عالميا.
وقال ان البنوك التي تتجه لرفع العائد علي اوعيتها الدولارية تستخدمها في الاستثمار بادوات الدين الحكومية الدولارية والتي يكون العائد عليها مرتفعا نسبيا يعوض الفارق بين ما يقدمة للعميل والسعر العالمي.
واضاف ان البنوك لن تتجه لرفع جماعي لعائد اوعيتها الادخارية بالدولار في الوقت الراهن خاصة وان الاستخدامات المحلية ضعيفة بسبب عدم وجود استثمارات جديدة في السوق.
قال أسامة المنيلاوي نائب رئيس قطاع ادرة الأموال ببنك الشركة المصرفية أن اتجاه بنك القاهرة لرفع أسعار علي العائد علي الأوعية الادخارية بالعملة الدولارية ليس معناه اتجاه بقية البنوك لرفع العائد لديها لأن العملة الدولارية تختلف عن العملة المحلية.
وأوضح المنيلاوي إلي أن سيناريو حرب أسعار الفائدة علي العملة المحلية لن يتكرر علي الدولار.
قال ان قرار رفع العائد ليس قراراً اعتباطياً وإنما يكون مدروسا بعناية من لجان ممثلة عن الادارات العليا بالبنوك التي تستهدف تحقيق ربحية عالية تضاهي وتعلو علي حجم التكلفة علي الأوعية الدولارية.
وأرجع المنيلاوي اتجاه بنك القاهرة إلي رفع العائد إلي أنه من الممكن أن يكون لدي البنك رؤية مستقبلية للاستثمار في أذون الخزانة والسندات بالعملة الدولارية ويريد جمع أكبر سيولة ممكنة في هذه الفترة للاستفادة منها فيما بعد حتي لو كانت الخسارة مرحلية.
أشار المنيلاوي إلي أنه لايمكن الحكم علي أداء البنك المركزي وإمساكه بزمام الأمور المتعلقة بسعر الصرف لأن الفترة وجيزة ومن الظلم الحكم علي أدائه بالايجاب أو السلب.
وتوقع المنيلاوي أن يكون تقييم أداء البنك المركزي خلال القادمة متوسطا في ظل الاضطرابات التي تشهدها البلاد.
كتب – ناصر يوسف وآيات البطاوي








