تفوقت حسابات التوفير في البريد علي نظيرتها في البنوك نظراً للمرونة التي تبديها الهيئة في فتح الحسابات وتواضع المصاريف الإدارية.
أجري «بنوك وتمويل» مقارنة بين حسابات التوفير في عشرة بنوك وبين التوفير في البريد حسم البريد الموقف لصالحه، بالنظر إلي انتشار فروعه التي تزيد علي 3 آلاف فرع علي مستوي الجمهورية، مقارنة بفروع كل البنوك المصرية التي تصل لنفس الرقم تقريبا، مع الفارق أن مكاتب البريد تنتشر بشكل متوازن في كل الأنحاء وتصل إلي مناطق وشرائح لا تصل اليها البنوك ولا تستهدفها في عملها.
ونظرا لنوعية الشرائح التي يتعامل معها البريد فإنه يوفر مرونة عالية في فتح الحسابات تتعلق بالحد الأدني، ويمكن للعميل ان يفتح حساب توفير لدي البريد بقيمة 10جنيهات، بينما يحتاج إلي 500 جنيه علي الأقل لفتح حساب لدي أحد البنوك، وترتفع القيمة لتصل إلي عشرة آلاف جنيه لدي بعض البنوك.
ولا تفضل البنوك الحسابات محدودة القيمة نظرا لارتفاع تكلفتها قياسا إلي العائد منها، بينما لا يعاني البريد نفس المشكلة.
وتدفع التكلفة البنوك لاتخاذ إجراءات أخري مثل فرض رسوم إدارية أعلي سواء بشكل سنوي أو عند فتح الحسابات لأول مرة، بينما لا يكلف فتح حساب توفير البريد أي أموال، وتصل تكلفة المصاريف السنوية عشرين جنيهاً فقط.
سعر الفائدة لدي البريد عنصر حاسم في المنافسة، فبينما تتوسط الفائدة علي حسابات التوفير في البنوك كلاً من الفائدة علي الودائع والفائدة علي الشهادات غالبا، فإن الفائدة علي توفير البريد تبلغ 9% مع مرونة السحب والإيداع في أي وقت، وهي فائدة لا يجري تحريكها بشكل سريع عكس البنوك التي تراجع أسعار العائد لديها بشكل دوري.
وتأتي هذه المزايا التي يوفرها البريد المصري أمام اشتراط كثير من البنوك كالبنك العربي ألا يقل فتح الحساب لديه عن 10 آلاف جنيه، بالإضافة إلي فرض رسوم لفتح الحساب وكذلك المصاريف السنوية.
ويشترط البنك التجاري الدولي ألا يقل فتح الحساب لديه عن 5 آلاف جنيه ويتم فتح الحساب برسوم تقدر بـ 30 جنيهاً مع فرض مصاريف سنوية تصل إلي 60 جنيهاً ويصل سعر الفائدة إلي 6.5%.
ويشترط بنكا الإسكندرية والأهلي المصري ألا يقل فتح الحساب عن ألف جنيه ويتميز الاسكندرية بمنح المجانية لفتح الحساب وعدم حصوله علي أي مصروفات.
وضع بنك القاهرة 500 جنيه حداً أدني لفتح الحساب مع عدم احتساب أي فائدة للمبالغ التي تقل قيمتها عن ألف جنيه، ويصل سعر الفائدة إلي 7% سنوياً، بينما تصل مصروفات فتح الحساب إلي 25 جنيهاً وتصل المصروفات السنوية إلي 60 جنيهاً.
قال مجدي عبدالغفار، مدير قطاع التجزئة المصرفية بأحد البنوك الخاصة، إن المنافسة تحسم لصالح مكاتب البريد المصرية التي تتفوق علي البنوك في استقطاب شريحة كبيرة من العملاء لا تستطيع البنوك الوصول إليها.
أوضح عبدالغفار أن الانتشار الجغرافي للبريد في القري والنجوع يجعل كثيراً من العملاء يلجأون لوضع مدخراتهم فيه لسهولة إجراءاته وعدم وجود تكاليف باهظة يتكبدها العميل للادخار وهو بذلك يتميز بكثير من المرونة عن البنوك.
أضاف أن عدم ثقافة الكثير من العملاء ووعيهم بالقطاع المصرفي يجعلاهم لايقبلون علي الادخار فيه.
أشار إلي أن البنوك لديها الحق في وضع بعض الاشتراطات المغالي فيها من خلال وضع رسوم لفتح الحساب واشتراط ألايقل فتح الحساب لديها عن آلاف الجنيهات لأنها في النهاية تتحمل تكلفة كبيرة في إنشاء الفروع واطلاق المنتجات وهي محاطة بمخاطر كبيرة، ليكون هدفها تحقيق ربحية عالية وبالتالي فهي تسعي للاستحواذ علي بعض الشرائح القادرة علي تفهم شروط البنوك.
أوضح أن مكاتب البريد قديمة جداً ولا تتطلب تكلفة كبيرة، وبالتالي فهي علي خلاف البنوك في وضع اجراءات ميسرة تسمح لأغلب العملاء بوضع أموالهم فيها بطريقة آمنة بالاضافة إلي وضع عروض علي دفاتر التوفير لديها وإجراء سحوبات عليها وهي نادرا ماتكون موجودة في البنوك.
قال عمرو طنطاوي، رئيس قطاع التجزئة المصرفية ببنك مصر إيران للتنمية، إن تبعية مكاتب البريد للحكومة تجعلها تأخذ طابعاً خاصاً أمام جمهور المودعين الذين يفضلون الإيداع فيها عن البنوك، وبالتالي فعدد العملاء بها يفوق أضعاف عدد العملاء بالبنوك.
أوضح أن البنوك تضع سعر فائدة يتفق مع خططها وأنشطتها وهي تختلف من بنك لآخر تبعاً لسياسته بخلاف العائد السنوي الثابت الذي يضعه مكتب البريد لجميع عملائه.
وقال يحيي العجمي، إن البنوك تستهدف جذب أكبر سيولة ممكنة من خلال وضع برامج خاصة بجميع أنواع الحسابات لديها وهي تختلف بذلك عن مكاتب البريد المصرية.
أوضح العجمي أن البنوك هدفها تحقيق ربحية من نشاطاتها في السوق وسعيها للاستحواذ علي قاعدة كبيرة من العملاء.
أشار العجمي إلي أن استحواذ البريد علي عدد عملاء كبير لاينفي دور البنوك في الامتداد لجميع الشرائح الموجودة في السوق بحكم انتشار أغلب فروع البنوك وخاصة الوطنية في المحافظات والقري وتلبية جميع الاحتياجات هناك.
كتبت – آيات البطاوي
