قالت جريدة نيويورك تايمز الأمريكية، إن « دويتشه » بنك ، أكبر مصرف ألماني أعلن عن تسجيله صافي خسائر بقيمة 3 مليارات دولار خلال الربع الرابع لعام 2012 ، بسبب أخطاء الإدارة السابقة.
واشتملت الخسائر علي مليار يورو قام البنك بتخصيصها لتغطية الإجراءات القانونية والتحقيقات ، والتي تشتمل علي اتهامات بأن البنك كان من ضمن المؤسسات التي تستخدم المعايير العالمية لتحديد أسعار الفائدة بالترليون علي القروض.
وعلي الرغم من ان الخسارة تعكس بعض المشاكل التي مر بها البنك ، فانها تعتبر تذكيرا بضعف الجهاز المصرفي الأوروبي لاكثر من أربعة أعوام منذ بداية الأزمة المالية العالمية، غير أنه يعتبر بنكاً جيداً بشكل نسبي وفقا للمعايير الاوروبية، والأداء المتردد من قبل المنظمين الوطنيين يعني ان بنوكاً كثيرة أخري لم تقم بالتعرف علي الاطار الكامل للاستثمارات السيئة وتعمد الاعتماد علي البنك المركزي الأوروبي للحصول علي النقدية التي تساعدهم علي التشغيل.
تتناقض الخسارة في دويتشه بنك مع الأرباح القوية في الآونة الأخيرة من قبل المنافسين مثل جي بي مورجان تشيس، والذي مازالت أسمه مرتفعة بنسبة 2.9% في تعاملات فرانكفورت و لكن هناك إقبالاً من المستثمرين علي البنوك الألمانية لاقتناعهم بالأداء الجيد للرؤساء التنفيذيين بها «جورجن فيتستشن و انشو جين» رغم العقبات، كما أنهم ايضا علي علم بمجهودات البنك الألماني لزيادة حجم الاحتياطيات التي يملكها مثل التأمين ضد الخسائر.
وبالرغم من ان هؤلاء الرؤساء لم يترأسوا سوي قبل سبعة اشهر ولكنهم أعلنوا عن نيتهم التعامل مع المشاكل الصعبة التي لحقت بالبنك خلال الأزمة المالية.
وتم إعلان أن المنهج الجديد يشتمل علي رفع قيمة رأس المال الذي يخصصه البنك كاحتياطي مقابل المبلغ الذي يستخدمه لاقراض العملاء ، فقد عاني البنك كثيرا لاعتقاد البعض انه من بين البنوك عالية الاستدانة في اوروبا.
وأعلن البنك انه قام برفع نسبة الشريحة الأولي من رأس المال من الاسهم المرجحة بالمخاطر الي 8%، وهو مقياس لحجم الاحتياطيات بالنسبة للمال المرجح بالمخاطر، غير أن بعض المحللين تساءلوا عن ما إذا كان البنك أصبح اكثر أماناً بتلك النسبة أم أنها تعكس التغييرات بالطريقة التي يحسب بها البنك مخاطره.
ويعتبر رأس المال أيضا مشكلة بالنسبة لدويتشه بنك في الولايات المتحدة الامريكية ، حيث اقترح الاحتياطي الفيدرالي أن تحتفظ البنوك الاجنبية بالكثير من رأس المال في وحداتها التشغيلية المحلية.
قال ستيفان كراوس المدير المالي بالبنك الفيدرالي أن دويتشه علي استعداد للقيام بتخصيص المزيد من رأس المال في الوحدات التشغيلية في الولايات المتحدة في عام 2015 ، مشيرا إلي ان القواعد كانت غير مفيدة في الاسواق المالية العالمية.
وقال الرؤساء التنفيذيون لبنك دويتشه ان النتائج ربع السنوية تظهر انه تم التخلص من الاصول الرديئة، حيث قام البنك العام الماضي بإنشاء «وحدة العمليات غير الرئيسية» للتخلص من الاستثمارات الرديئة أو الأصول التي لم ينتج عنها عائد مناسب.
وأعلن بنك دويتشه ان الإيرادات في الربع الاخير لعام 2012 ارتفعت 14% لتبلغ قيمتها 7.9 مليار يورو مقارنة بنفس الفترة من العام السابق عليه.
غير أنه أعلن عن تحقيق نفس الفترة بالرغم من أن معظم المحللين لم يتوقعوا تلك الخسارة الكبيرة ، وسجلت الخسائر قبل دفع الضرائب 2.6 مليار يورو.
وبلغ صافي الأرباح لعام 2012 لبنك دويتشه 665 مليون يورو و ذلك بعد استثناء و حذف 3.5 مليار يورو المرتبطة بالمشاكل القانونية او الانخفاض في قيمة الأصول.
ومع ذلك لم تنته مشاكل البنك، حيث يستمر في القيام بمواجهة السلوك السيئ من قبل بعض الموظفين، وأعلن التنفيذيون في البنك انه من الممكن ان يواجه بدعاوي قضائية جديدة مرتبطة ببيع الاسهم المتعلقة بسوق العقارات في الولايات المتحدة الامريكية.
كتبت – رغدة هلال








