غالباً ما يلجأ البعض إلي مشاركة أصدقائهم عبر فيسبوك فيما يتخذونه من قرارات، ليساعدهم ذلك علي الالتزام، لكن ثمة قرار يود مارك زاكربيرغ لو يحتفظ به المستخدمون لأنفسهم، أو أن يعدلوا عن تنفيذه من الأساس: إنه قرار الانقطاع عن موقع فيسبوك.
ووفقاً لتقرير حديث أعده مركز «بيو ـ pew» للدراسات، فقد أعرب ما يزيد علي ربع مستخدمي فيسبوك الذين استطلعت آراؤهم في شهر ديسمبر عن نيتهم في تقليل الوقت الذي يمضونه علي هذا الموقع في العام 2013 بالمقارنة مع السنة الفائتة.
وعند إلقاء الضوء علي الفئة العمرية الأصغر بين البالغين، من سن 18 إلي 29 عاماً، نجد أن النسبة تتصاعد من 27% إلي 38% من جهة أخري، قام 3% فقط من المستخدمين بإخبار مركز «بيو» أنهم يعتزمون إمضاء وقت أطول علي شبكة فيسبوك في العام المقبل.
وهناك أيضاً توجه ملحوظ نحو أخذ «استراحة» من فيسبوك، إذ قال قرابة 61% من المستخدمين المستطلعة آراؤهم إنهم انقطعوا عن الموقع طواعية لمدة أسابيع، وعند سؤالهم عما دفعهم لفعل ذلك، ذكر أولئك الأشخاص مجموعة من الأسباب يكن السبب الأبرز لما نسبته 21% منهم كان أن الموقع يستنفد جزءاً كبيراً من وقتهم.
لا شك في أن قيام ما نسبته 27% من مستخدمي فيسبوك النشطين في الولايات المتحدة، والبالغ عددهم 193 مليون شخص، بالانقطاع عن الموقع خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة سيشكل صدمة مذهلة لكن بالرغم مما قيل، تجدر الإشارة هنا إلي أن البشر عموماً لا يحسنون التكهن بتصرفاتهم فالإحصاءات المتعلقة باستخدام الموقع والتي تم شرحها بالتفصيل في أحد تقارير الشركة الخاصة بالأرباح، تشير إلي العكس تماماً فقد أفادت بوجود نمو قوي في اعداد المستخدمين النشطين يومياً وشهرياً في كل من: الولايات المتحدة و الدول الأخري.
مع ذلك، فإن فيسبوك تعلم جيداً أن توجهات المستخدمين الأصغر سناً، هي مؤشرات لما ستؤول إليه الأمور في المستقبل ومع أن شعور هذا العدد من الشباب بأن الموقع يستهلك جزءاً كبيراً من وقتهم قد لا يعني بأن الشبكة الاجتماعية تسير نحو الهاوية، إلا أن في ذلك إشارة ينبغي التوقف عندها علي أي حال، وربما لا يكون ذلك مدعاة للذعر ولكنه يدفع حتماً إلي القلق.