« العربي »: المجموعة الوزارية الاقتصادية تزور واشنطن تمهيداً للاتفاق النهائي
« البرادعي » يطالب بربط القرض بإصلاحات سياسية والبعثة تلتقي حزب الوفد اليوم
يعلن صندوق النقد الدولي ـ اليوم ـ موقفه من المباحثات التي أجراها مع الحكومة والقوي السياسية المعارضة بشأن إقراض مصر 4.8 مليار دولار.
وقالت وفاء عمرو، المتحدثة باسم الصندوق لـ«البورصة»: إن البعثة الفنية التي تزور مصر ـ حالياً ـ ستصدر بياناً اليوم لتوضيح الموقف النهائي للمشاورات مع الحكومة والمعارضة.
وقال الدكتور أشرف العربي، وزير التخطيط والتعاون الدولي إنه يتوقع التوصل إلي اتفاق مع البعثة الفنية لصندوق النقد الدولي بشأن القرض الذي طلبته مصر خلال أيام.
وقال: إن المجموعة الوزارية الاقتصادية ستزور مقر الصندوق في واشنطن قريباً لعقد اجتماع ودي هناك لتسهيل عملية التوصل إلي اتفاق نهائي بين الطرفين.
وأضاف ان الفائدة علي القرض ومدته سيتم الإعلان عنهما بمجرد التوصل إلي اتفاق مع الصندوق مباشرة.
وكشف العربي عن ان مصر لم تطلب تغيير قيمة القرض حتي الآن، ولاتزال عند مستوي 4.8 مليار دولار، كما ان البرنامج المقدم للصندوق لم تطرأ عليه أي تغييرات.
من ناحية أخري، قال فخري الفقي، مساعد المدير التنفيذي السابق بصندوق النقد الدولي، إن بعثة صندوق النقد الدولي رفضت مقترحات الحكومة بتأخير تطبيق الإجراءات الصعبة لما بعد الانتخابات المتعلقة برفع الدعم عن السولار والبنزين كلية وليس تدريجياً.
وتابع الفقي وزير مالية حكومة حزب الوفد الموازية: أتوقع ألا نحصل علي موافقة مبدئية لقرض بقيمة 4.8 مليار دولار خلال المباحثات الجارية بسبب غياب التوافق السياسي والتأييد من الكتلة الحرجة، موضحاً ان بعثة الصندوق ستكتب تقريرها النهائي غداً قبل مغادرتها القاهرة الخميس المقبل، عقب انتهاء مقابلاتها مع رموز المعارضة بمقابلة حزب الوفد اليوم.
وقال الفقي لـ«البورصة»: إن الحكومة صدمت بطلب البعثة مقابلة المعارضة لكنها اضطرت للموافقة نظراً لغياب البرلمان وعدم ثقة الصندوق بمجلس الشوري، موضحاً ان الصندوق متشكك في قدرة الحكومة الحالية علي تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي خاصة أن فشل البرنامج سيعلق في رقبة الصندوق الذي وافق عليه قبل تطبيقه.
وأشار وزير مالية حكومة الوفد الموازية، إلي انه سيلتقي بعثة صندوق النقد الدولي اليوم وسيخبرها بموافقة حزب الوفد علي القرض كشهادة تسمح بتعبئة حزمة مساعدات بقيمة 20 مليار دولار، لكنه سيشكك في قدرة الحكومة الحالية علي تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي وسيطالب بسرعة إقالتها لأنها لا تملك رؤية ولا شفافية ولا خلفية اقتصادية تؤهلها لإدارة المرحلة.
قال السفير ناجي الغطريفي، وكيل مؤسسي حزب الدستور لـ«البورصة»: إن الدكتور محمد البرادعي، رئيس الحزب أبلغ بعثة الصندوق خلال لقائه بها أمس ترحيبه بحصول مصر علي القرض لبعثة صندوق النقد الدولي، واهميته لمصر خلال الفترة الحالية كشهادة ثقة للاقتصاد المصري بما يطمئن المستثمرين ويعود علي مصر بوسائل تمويلية أخري من دول العالم، شريطة ان يتم وفق الظروف الموضوعية وهي تلبية الرئاسة لمطالب القوي المعارضة وعلي رأسها إقالة الحكومة والنائب العام وتعديل الدستور وقانون الانتخابات، والشفافية والافصاح بشأن القرض وشروطه.
وقال حمدين صباحي، زعيم التيار الشعبي في بيان له أمس: انه أبلغ بعثة صندوق النقد الدولي ترحيب التيار بأي دعم غير مشروط للاقتصاد المصري بحيث لا تحمل شروط القرض أي أعباء اضافية علي الفقراء والمعدمين والعمال والفلاحين والطبقة الوسطي، والا تتضمن شروط القرض كيفية توظيفه فالتوظيف الأمثل للقرض هو أن يضمن للحكومة المصرية حرية تحديد مجالات استخدام القرض، دون شرط الصندوق.
ويري مراقبون ان الولايات المتحدة الأمريكية تدفع في اتجاه حصول مصر علي قرض صندوق النقد.
وقال مصدر دبلوماسي لـ«البورصة»: إن المساعدات القطرية التي أعلنتها الدوحة مؤخراً بقيمة 3 مليارات دولار تمت الموافقة عليها بوساطة أمريكية لتضييق الفجوة المالية المصرية.
وكان وزير المالية القطري قد قال منذ أسابيع في تصريحات صحفية: إن قطر لن تقدم مزيداً من المساعدات لمصر بعدما قدمت 5 مليارات دولار لكن الأمور تغيرت فجأة، كما اشترطت ليبيا علي مصر تسليم رموز نظام القذافي وأبرزهم أحمد قذاف الدم لتقديم مساعدات لمصر بقيمة 2 مليار دولار، لكن ليبيا أعلنت موافقتها علي الوديعة بينما لم يتم تسليم «قذاف الدم».
وقال المصدر: «لا يمكن استبعاد الاتفاقات السياسية من المفاوضات علي المساعدات المالية لمصر أو الاتفاق مع صندوق النقد».