أصبحت السيارة تمثل رمز الحربة بالنسبة للأجيال الشابة ، ولكن يعتقد البعض أن التكنولوجيا الحديثة أخذت هذا الدور من السيارات، وهو ما يمكن تفسيره من خلال انغماس الأجيال الجديدة في العالم الرقمي بدلا من العالم الواقعي. ويبدو أن الأجيال الشابة أقل في القيادة بما تؤكده الدراسات الأمريكية ، إذ أن عام 2010 شهد قيام المشترين من أعمار 21 الي 34 عام بشراء نسبة 27% من السيارات الجديدة ، وذلك مقارنة بنسبة 35% في عام 1985 .
وكشف معهد بحوث النقل في جامعة ميشيجان الأمريكية في 2011 عن دراسة تفيد بأن نسبة من تبلغ أعمارهم 16 عام ويحملون رخصة قيادة بلغت في عام 2008 قرابة 31% ، فيما كانت 46% في عام 1978 . وبالتأكيد ، فقد اخترعت الهواتف الذكية منذ عام 1985 لتقاسم السيارات في قلوب الشباب . ومن المهم التأكيد علي ان السيارات سلعة غالية الثمن ، وليست مرتفعة الثمن عند الشراء فقط ، ولكن تكلفة تشغيلها مرتفعة ايضا.
وبينما يمكن للهواتف الذكية أن تبتلع الكثير من الدخل بالنسبة للأجيال الشابة الا أنها تظل أقل بكثير مما تبتلعه السيارات. وبالتأكيد لم يكن الأمر كذلك سابقا عندما كانت اسعار الوقود منخفضة وكذلك قيمة التأمين. أما الآن فإن شركات التأمين تعاقب الآباء لدي تركهم أطفالهم في مكان بالقرب من السيارة. أما وجود المراهقين فقد يضاعف قيمة القسط حتي لو كان المراهق سجله خالي من الحوادث أو المخالفات ، فسيدفع الاف الدولارات سنوياً للتأمين.
وتعد السيارات الحديثة أفضل من سيارات علي غرار شيفروليه امبالا موديل 1958 أو تويوتا بيك أب القديمة ، لكنها بالتأكيد تكلف مالكها أكثر من القديمة. ولدي السيارات شيء واحد مشترك مع الهواتف الذكية ، وهو صعوبة اصلاحها ، فقد أصبح من الصعب اصلاح السيارات الحديثة بعيداً عن مراكز خدمتها المعتمدة نظرا لتعقيدها وتكنولوجيتها المتطورة ، وهو ما يجعل اصلاحها أمر مكلف لأنه يحتاج الي أدوات متخصصة وبرمجيات.
ووفقا لموقع اى فرانه فانه رغم أن الهاتف الذكي قد يكون مرتفع الثمن ، الا أنه أقرب الي المنال من السيارة للطلاب الجامعيين . ولكن مع انتهاء سنوات الدراسة الجامعية والانتقال الي مجال العمل تصبح السيارة أكثر أهمية للتنقل الي العمل ، فعلي الرغم من استمرار أهمية الجوال ، لكن أهمية السيارة سوف تزداد وهو الأمر الذي أكدته روكسان ويلسون طالبة جامعية في ولاية نيوجيرسي.
ولاتزال وسائل النقل العامة في الولايات المتحدة أكثر موثوقية مما كانت عليه قبل جيل مضي . وقد انتهي عصر قطار نيويورك الخطير المعروف منذ السبعينيات . واصبحت المدن تطور بنية وسائل النقل الخاصة بها أو حتي تبني أنظمة حديدية جديدة ، مع اضافة نظم الواي فاي أو وسائل التكنولوجيا الأخري لها. أما من يعيشون بعيداً عن وسائل النقل أو قطارات الأنفاق ، فلاتزال السيارة تتمتع بنفس أهميتها القصوي لهم.
ويروج البعض الي أن جيل الألفية الحالية لايهتم بالسيارات التي طالما كانت جزءا من الثقافة الشعبية علي مدي عقود ، والسؤال هو هل يمكن لوسائل الاعلام الاجتماعية تغيير هذه الهيمنة؟ ويمكن القول أن اقبال الشباب علي شبكة الانترنت وارتباطهم بها لفترات طويلة قلل من اهتمامهم بسياراتهم ومدي ارتباطهم بها لقلة الخبرات المشتركة بينهما. وتعد السيارات وسيلة مسلية جدا كما أن الهواتف الذكية وسائل للترفيه ، ولكنها ليست مسلية بطبيعتها.
وبالنسبة لثقافة السيارات فلدينا جيمس بوند يقود سيارته الأستون مارتن ، وباتمان يهوي اللامبورجيني ، كما ينتظر عرض الجزء السادس من فيلم Fast and Furious في مايو. واذا ما كنت من عشاق السيارات ، فستعرف أن كل شيء في العالم له متعته ، وستدرك مدي زيف فيلم Fast and Furious. ومادامت شركات السيارات تعمل علي انتاج سيارات جذابة ومرغوبة فستظل تحظي السيارات بمكانها في مخيلة وقلوب الناس.
وفي النهاية يمكن اعتبار الهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة الأخري الحديثة هم تكنولوجيا العصر ، لكن هذا لايعني أن الشباب لايرغب في وضع يديه علي عجلة قيادة سيارة والانطلاق بها بلاهوادة. ولأن أجيال الألفية هم أول جيل نمي مع بزوغ عصر الهواتف الذكية ، فسوف يقومون بالأشياء بطريقة مختلفة عن الأجيال السابقة . ويمكن للتكنولوجيا أن تكون جزء هام جداً من حياتهم ، ولكن هذا لايعني تخليهم عن السيارات.
ويمكن تخيل أن هذا الشباب الصغير مغرم بسيارات علي غرار كورفيت أو لامبورجيني ، فيما يجد تويوتا كامري سيارة مملة. وبالتالي لم تفقد السيارات قدرتها علي اثارة الشباب ورغبتهم ، ولكن شركات السيارات فقط عليها أن تقوم بانتاج السيارات التي تؤدي هذه المهمة.