شجعت خطوة البنك المركزي الاستثنائية الاسبوع الماضي بضخ كميات كبيرة من الدولار المستوردين علي طلب فتح مزيد من الاعتمادات المستندية لاستيراد سلع وبضائع من الخارج.
وقال مسئولو تمويل تجارة خارجية في البنوك لـ«بنوك وتمويل» إن شهية المستوردين لعقد صفقات جديدة ارتفعت بعد خطوة البنك المركزي، التي جاءت بعد فترة تميزت بندرة التمويلات الأجنبية وصعوبة الحصول عليها.
وفي خطوة هي الأولي من نوعها منذ أزمة الدولار والارتفاع المتواصل قام البنك المركزي الأسبوع الماضي بطرح عطاء استثنائي للبنوك لبيع 600 مليون دولار لمواجهة المتطلبات لعملاء الاستيراد.
وحدد البنك 30 دقيقة للبنوك للاكتتاب في العطاء الذي طرحه لتوفير السيولة الدولارية للبنوك لتلبية الطلبات القائمة لديها بتمويل واردات السلع الاستراتيجية، علي ان يتم استخدام الطرح في أربعة أنواع من السلع لتمويلها وهي آلات ومعدات الإنتاج وقطع الغيار والسلع الوسيطة ومستلزمات الإنتاج والخامات والأدوية والأمصال والكيماويات الخاصة بها والسلع الغذائية الأساسية والتموينية غير شاملة هيئة السلع التموينية وتشمل الشاي واللحوم والدواجن والأسماك والقمح والزيت واللبن بودرة ولبن أطفال والفول والعدس والزبدة والذرة.
واعتبر مصرفيون الخطوة التي قام بها البنك المركزي ايجابية وساهمت في تجاوز أكثر من 50% من قوائم الانتظار التي ارتفعت الفترة الماضية نتيجة ارتفاع الدولار وندرة في السوق المصري، واشار البعض إلي وجود حركة طفيفة بقطاع الاعتمادات المستندية حدثت خلال اليومين الماضيين.
قال أحمد حمدي، مسئول بقطاع الاعتمادات المستندية بالبنك الأهلي المصري ان الخطوة التي قام بها البنك المركزي الأسبوع الماضي ساهمت بشكل كبير في تقليص قوائم الانتظار بأكثر 50% بالبنك.
اضاف ان اكثر من 40% من الموارد الدولارية التي حصل عليها البنك تم توظيفها للعملاء الراغبين في استيراد سلع (مأكولات – ومواد بترولية)، وذلك لم تمثله من أهمية كبيرة في حاجة السوق المصري.
اوضح حمدي ان تجاوز 50% من قوائم الانتظار أدي إلي تشجيع العملاء للأقبال علي فتح اعتمادات مستندية جديدة، لافتاً إلي ان ارتفاع الدولار ادي إلي احجام كثير من الشركات عن استيراد مستلزماتها.
قال خالد العشري مسئول اعتمادات مستندية بالبنك الوطني المصري ان الخطوة التي قام بها البنك المركزي المصري بطرح 600 مليون دولار الاسبوع الماضي ساهمت في تقليص عدد عملاء الانتظار بالبنك.
واوضح ان هناك تخوفاً من المستوردين من تقلبات الأسعار العالمية التي يمكن أن تهز مراكز المستوردين في حالة تكثيف الاستيراد في الوقت الحالي بأسعار عالية ثم يحدث ان تنخفض الاسعار العالمية فيكبد ذلك المستوردين خسائر كبيرة.
اضاف العشري انه علي الرغم من وجود قلق لدي كثير من العملاء الا ان هناك تزايداً في الطلب الاسبوع الماضي، مشيرا إلي ان هناك بطئاً لدي البنوك في فتح اعتمادات مستندية جديدة وذلك لندرة الدولار .
أشار إلي ان التخفيض المتوالي للتصنيف الائتماني لمصر الذي صاحبه تخفيض التصنيف لأكبر البنوك العاملة بالسوق المصري، ساهم بشكل مباشر في ارتفاع تكلفة الاعتمادات المستندية لدي البنوك الخارجية.
قال مسئول بإدارة التسويق وتطوير الأعمال ببنك مصر ان طرح البنك المركزي بمثابة مسكن وان السوق يتطلب ان يتم توفير المزيد للبنوك حتي تستطيع الالتزام تجاه العملاء خاصة ان هناك عملاء في الانتظار منذ شهرين.
اضاف ان خطوة البنك المركزي ساهمت في ارتفاع الطلب داخل قطاع الاعتمادات المستندية، لكن ذلك لا يعني انه تم حل مشاكل العملاء العالقين، وهناك طابور انتظار يمكن ان نقول إنه تم تجاوز اكثر من 40% منه.
أوضح المسئول ان السوق يحتاج إلي توفير المزيد من العملة الأمريكية، لافتاً إلي انه تم توظيف أكثر من 65% من الطرح في المواد الغذائية، التي تمثل الشريحة الأكبر لعملاء الانتظار بالبنك.