اتجهت بعض البنوك مؤخرا للترويج خارجياً وإقليمياً للتخارج من بعض أصولها في ضوء حالة الركود التي يعانيها السوق المحلي، ويري العديد من المستثمرين الأجانب والعرب أن السوق المصري الآن جاذب، نظراً لتراجع تقييمات الاستثمارات والأصول مع توقعات بالتعافي وارتفاع تلك التقييمات.
ومن أبرز البنوك التي تقوم بعمليات الترويج الخارجي بنك مصر من خلال ذراعه الاستثمارية «مصر المالية للاستثمارات» والتي تتفاوض مع مستثمرين عرب وأجانب لبيع أراض بمساحة 3 ملايين متر مملوكة لصالح شركة مصر العامرية للاستثمار العقاري.
كما تتفاوض الشركة المصرية لإدارة الأصول العقارية مع مستثمرين أجانب لبيع قطعة أرض مملوكة لبنكي القطاع العام « الأهلي » و« مصر » بالغردقة «أرض مجاويش» لإقامة فندق سياحي.
قال محمد علي، مسئول استثمار بأحد البنوك العامة إن الترويج الخارجي في الوقت الراهن أكثر جدوي للبنوك من التسويق المحلي، نظراً لكون أغلب المستثمرين المحليين لديهم خسائر وتأثرات سلبية من جراء الأوضاع الاقتصادية الراهنة، فضلاً عن أنه ليس لديهم أي استراتيجيات توسعية في الفترة الراهنة.
أضاف علي أن إقناع الأجانب أو العرب بدخول السوق المصري وشراء أصول أو استثمارات قائمة ليس باليسير علي القائمين عليه ولكن الإعفاءات والتسهيلات، بالإضافة إلي ان تراجع التقييمات الراهنة في ضوء حالة الركود التي نعتبرها مؤقتة تكون أكثر تشجيعا إلي استغلال الفرصة واقتحام السوق المصري.
أشار علي إلي أن تلك المفاوضات وعمليات الترويج تتم علي فترات طويلة، نتيجة تسارع الاحداث السلبية التي تؤثر علي سرعة القرارات، لافتا إلي أن الترويج يكون بناءً علي مؤشرات إيجابية وداعمة للاقتصاد ولكن جميع الأرباح المرجوة منها تكون علي الأجل الطويل وهو ما يتم اقناع المستثمرين الأجانب به.
ومن جانبه، قال مسئول استثمار بالبنك الأهلي المصري إن المستثمرين الأجانب والعرب لديهم ثقة بالسوق المصري وقدرته علي التعافي، وتحقيق أرباح جيدة، وان الفترة الراهنة هي مرحلة انتقالية بجميع تأثيراتها السلبية.
أضاف ان هناك تراجعاً ملحوظاً في التقييمات لجميع الأصول المحلية نتيجة تراجع التدفقات النقدية والأسعار في السوق، مشيرا إلي أن هناك العديد من المستثمرين الباحثين عن فرص كهذه لاستغلال تراجع الأسعار وانخفاض التقييمات مع وجود مؤشرات بالتعافي، مؤكدا انه في حالة الحصول علي قرض صندوق النقد الدولي ستكون المفاوضات مع الأجانب ومحاولة اجتذاب استثماراتهم أسهل من الوقت الراهن.
قال محمود السقا، رئيس قطاع الائتمان والاستثمار بالبنك العربي الأفريقي الدولي ان البنوك تسعي دائما إلي التخلص من استثماراتها غير الناجحة وبيعها لمستثمرين مصريين او اجانب.
واضاف ان الأوضاع الاقتصادية الحالية تجعل من الصعب علي البنوك التخلص من استثماراتها الناجحة إلا لظروف خاصة ولكن معظم البنوك تسعي للتخلص من الاستثمارات التي آلت اليها نتيجة ديون متعثرة.
وقال حسام راجح، رئيس قطاع مخاطر الائتمان بأحد البنوك الخاصة ان البنوك تسعي لاستغلال حالة الاقبال الخليجي علي السوق المصري للتخلص من بعض الاصول التي واجهت صعوبة في بيعها محلياً.
واضاف ان القيم السوقية للأصول تراجعت بشكل لافت بعد الثورة ودفعت المستثمرين العرب للتهافت علي السوق لاقتناص الفرص المتاحة وشراء بنكي الأهلي سوسيتيه جنرال وبي ان بي باريبا من قبل مستثمرين قطريين واماراتيين ابرز مثال علي ذلك.
وتوقع استمرار الاقبال الخليجي علي السوق المصري خاصة القطاع المصرفي خلال الفترة المقبلة للاستفادة من المزايا الحكومية التي وضعتها بعد الثورة لجذب المستثمرين، مشيراً إلي ان البنوك التي تمتلك أراضي وأصولاً بمدن القناة ستصبح أكبر مستفيد من تنمية اقليم قناة السويس.