« تويوتا » تتخطي « هيونداي » بفضل تراجع أسعار الصرف وخفض تكلفة الإنتاج
35 مليار ين أرباحاً من هبوط سعر صرف العملة اليابانية أمام الدولار
تمر شركات السيارات الكورية الجنوبية بأوقات حرجة فبعد سنوات عديدة من تحقيق مبيعات وأرباح هائلة تبدلت الأمور بالنسبة لشركة هيونداي وشقيقتها الصغري اللتين أصبحتا من عمالقة السوق العالمي خلال العقد الماضي.
وتوقعت الشركتان تراجع نمو مبيعاتهما هذا العام لأدني مستوي لهما خلال 10 سنوات في الوقت الذي يبدو فيه أن صعود العملة المحلية وون ضاعف من الأثر السلبي لقرار الحد من خطوط إنتاج السيارات الجديدة.
ويعتبر هذا التراجع متناقضاً تماماً مع حالة النشاط في الشركات اليابانية المنافسة مثل تويوتا التي استفادت من تراجع سعر العملة المحلية الين حيث حققت أعلي مستوي من الأرباح خلال السنوات الخمس الأخيرة.
قالت شركة تويوتا إن أرباحها تضاعفت 3 مرات في السنة المالية الماضية والتي انتهت في مارس الماضي متوقعة أن تحقق نموا 40% لتصل إلي 13.8 مليار دولار أو ما يعادل 1.37 تريليون ين ياباني في حين يري الخبراء أنها توقعات متحفظة وأن النتائج النهائية التي ستصدر خلال الأسابيع المقبلة ستكشف أن معدلات النمو أكبر من ذلك.
وتعتبر حركة الاسهم انعكاسا واضحا للفارق في الأداء بين الشركات الكورية ونظيرتها اليابانية حيث هبطت أسعار أسهم شركة هيونداي 12% منذ مطلع العام الجاري مقابل تراجع بنسبة 5% لأسهم كيا بينما صعدت اسهم تويوتا وهوندا 45% و27% علي التوالي في نفس الفترة الزمنية.
وأوضح تحليل للسوق نشرته صحيفة فاينانشيال تايمز أن أسعار الأسهم تحركت في الاتجاه المعاكس لأسعار العملات المحلية التي عانت من تداعيات حرب العملات الدولية.
فمثلا ارتفع سعر صرف الـ «ون» الكوري الجنوبي مجددا الشهر الماضي لتصبح نسبة صعوده أمام الدولار 6% منذ مطلع السنة الحالية وعلي النقيض من ذلك هبط سعر صرف الين 20% أمام الدولار منذ شهر نوفمبر الماضي.
ويشير ميشيل سهون، محلل في ماكوير إلي أن قضايا الاقتصاد الكلي هي التي دفعت المستثمرين إلي الخروج من اسواق السيارات الكورية خصوصا التغيرات التي طرأت علي أسواق صرف العملات موضحا أن هذه التحركات لا يمكن تفاديها في الوقت الراهن.
وتكشف اتجاهات أسعار صرف العملات المحلية الصورة كاملة حيث جعلت العملة اليابانية الضعيفة صادراتها أرخص وأكثر تنافسية وهو ما زاد من قيمة مبيعاتها الخارجية بالدولار مقابل نظيرتها الكورية التي عانت عملتها المحلية من الصعود امام العملة الدولية الدولار ايضا.
وتقدر تويوتا أن فارق سعر الدولار أمام الين تسبب وحده في زيادة قدرها 35 مليار ين في أرباح التشغيل السنوية بينما كل صعود لـ «ون» أمام الدولار بنسبة 1% يهبط بأرباح تشغيل هيونداي 1.5% وأرباح تشغيل كيا 1.8% بحسب تقديرات محللة الأسواق انجيلا هونج.
وهناك عوامل اخري ساعدت الشركات اليابانية في التفوق علي منافستها الكورية وهي استغلال الشركات لانخفاض سعر الين فترة طويلة أمام الدولار بدعم جهود خفض تكلفة التصنيع لزيادة نسبة الربح علي الوحدة المصنعة عن طريق تشغيل نفس قطع الغيار في عدد من الطرازات وبذلك ضغطت علي موردين هذه القطع لخفض السعر نظرا لزيادة الطلبات من نفس القطعة.
وتسببت هذه الخطوة في تحقيق أرباح تشغيل لتويوتا بمقدار 450 مليار ين ياباني بحسب الشركة وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف أرباح التشغيل الناجمة عن فارق سعر الصرف مع الدولار الذي اعطي ميزة اضافية بداية من النصف الثاني للسنة المالية المنتهية في مارس الماضي.
كما نفذت اليابان معظم ابحاث التطوير داخل اليابان لتوفير النفقات حيث خفضت مخصصات البحث والتطوير بنسبة 15% وهو ما وفر لها سيولة مالية محلية بالين وهو ما شجعها علي زيادة هذه المخصصات بنسبة 0.1% العام المالي الجديد الذي بدأ أبريل الماضي.








