« المهنة دي أنا ورثتها عن أجدادي منذ أكثر من 30 عاماً، بس السنتين اللي فاتوا صعبين علي جَمّالين الأهرام قوي ».
هكذا عبر عتريس علي عتريس، جَمّالاً بمنطقة الأهرامات، لديه 5 أبناء، ويمتلك 10 أحصنة و3 جمال و2 كارتة، عن الأوضاع السيئة التي يمر بها العاملون في هذه المهنة المرتبطة بشكل وثيق بالنشاط السياحي، الذي يعاني من تدهور معدلاته بشكل كبير منذ الثورة والانفلات الأمني الذي يعاني منه الشارع وأدي لتراجع أعداد الوافدين بقوة وهبوط الايرادات السياحية.
عتريس، الذي يتحدث الألمانية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية رغم أنه لم يكمل تعليمه، يقول إن الحالة الاقتصادية تأثرت كثيراً بعد ثورة 25 يناير، ومكسبه في اليوم لا يتعدي 100 أو 200 جنيه مقابل ما يزيد علي 1000 جنيه يومياً قبل الثورة.
أوضح أن سعر الجولة علي الجمل يبلغ 30 جنيها للساعة، مقابل 55 جنيهاً سواء للسائح أو للمصري قبل الثورة وأحيانا كانت تصل إلي 70 جنيهاً.
و أضاف أن الإيراد الذي يحصل عليه حاليا لا يكفي اطعام الجمال والخيول،فالجمل الواحد يستهلك علفاً بـ 50 إلي 70 جنيهاً يوميا وكذلك الحصان الواحد.
و قال: « قبل الثورة كانت جمعية الرفق بالحيوان تتردد بصفة دورية لتقديم الطعام والعلاج للحيوانات بالمجان من خلال قوافل علاجية تأتي مرتين أسبوعياً للكشف علي الجمال والخيول للتأكد من عدم إصابتها بأي أمراض، إلا ان زياراتها انقطعت منذ الثورة ».
ويحمل كل « جمّال » يعمل بالمنطقة رخصة عمل يتم تجديدها سنويا وكذلك الجمال والخيول، وتبلغ تكلفة تجديد رخصة « الجمّال » سنوياً 75 جنيهاً والجمل أو الحصان 20 جنيهاً.
قدر عدد « الجمالين » بمنطقة الأهرامات وحدها حاليا بما يزيد علي 3 آلاف، يرتفع باضافة نزلة السمان إلي 7 آلاف.
وأرجع زيادة أعداد الجمالين بالمنطقة بعد الثورة إلي قلة فرص العمل، ظناً منهم أنهم سيحققون عوائد مادية جيدة، ولكن المهنة أصبحت في انهيار يوما بعد يوم مع تدهور السياحة في مصر – حسب قوله.
و أبدي عتريس استياءه من تجاهل شرطة السياحة لكثير من القواعد التي كانت تُطبق قبل الثورة، كتخصيص مكان معين لاصطفاف الجمال والخيول خارج حرم الهرم بمسافة تبلغ 12 متراً.
أضاف أن الوقت الحالي يشهد تراخ في الرقابة، بعدما كانت شرطة السياحة تفرض عقوبات رادعة للمخالفين من الجمالين تصل إلي الحبس 3 أيام، فضلا عن سداد غرامة تصل إلي 1000 جنيه.
تحدث عتريس بالنيابة عن زملائه الجمالين بالمنطقة، مشيراً إلي تضررهم من الباعة الجائلين أو ما وصفهم بـ « الجمّالين المزيفين » الذين يقومون بالنصب علي السائحين خارج منطقة الهرم لعدم وجود رقابة كافية من قبل شرطة السياحة، ويحصلون علي مبالغ اضافية من السائح قد تصل إلي 500 جنيه.
طالب وزارة السياحة بالتدقيق في عمل المرشدين السياحيين، حيث يحصل المرشد علي 70% عمولة من دخل « الجمال » عن كل فوج سياحي.
قال إن متوسط عدد الجولات اليومية التي كان يحققها قبل الثورة كانت تتجاوز 4 أفواج يضم الفوج 5 أفراد، بينما لا يزيد عددها حاليا علي جولتين يومياً، وبعض الأيام تمر دون تحقيق أي دخل.
أوضح أن السائحين الذين يفدون للمنطقة حاليا يتسمون بضعف الانفاق وأغلبهم من ماليزيا والصين وامريكا اللاتينية، بخلاف سائحي ما قبل الثورة والذين كان أغلبهم قادمين من أوروبا ولديهم خلفية كبيرة عن طبيعة المقصد المصري.
أضاف أن معدل توافد السائحين علي زيارة الأهرامات لا يتعدي 5% مما كان عليه فيما قبل، ونادرا ما يُلاحظ توافد أفواج انجليزية أو أوروبية.