أبدى مجموعة من رجال الأعمال تفاؤلهم بالمرحلة المقبلة على المستوى الإقتصادى ، عقب إعلان الجيش الإطاحة بالرئيس محمد مرسى ، و الإعلان عن خارطة طريق للمستقبل .
و على الرغم من تسابق معظم رجال الأعمال خلال الفترة الماضية فى الإنضمام إلى منظمات الأعمال الإخوانية و على رأسها جمية إبدأو التى أسسها رجل الأعمال الأخوانى حسن مالك ، و ذلك لجنة تواصل ، إلا أنهم سارعوا أيضا لإعلان تضامنهم مع خارطة الطريق التى أعلنها الجيش و تأييد النتائج التى أسفرت عنها أحداث 30 يونيو الماضي .
توقع عدد من رجال الأعمال عودة تدفق الإستثمارات الأجنبية و المحلية ، مع إستكمال الطريق الديمقراطى بمشاركة جميع أطياف الشعب حسب قولهم .
و عانى الإقتصاد المصرى طوال العاميين الماضيين من أزمات كبيرة ، بسبب تراجع كبير للعملة المحلية ، و صعوبات فى توفير الدولار للمستوردين ، بالإضافة إلى إرتفاع أسعار الفائدة نتيجة الضغوط الحكومية للإستدانة من البنوك المحلية ، و تفاقم عجز الموازنة العامة ، و التراجع الكبير فى الإستثمارات المحلية والأجنبية .
قال د. محرم هلال رئيس جمعية مستثمري العاشر من رمضان ، و رئيس مجلس الاعمال المصري القطري ، إن ما قامت به القوات المسلحة هو الأعظم منذ حرب 73 ، مؤكدا ضرورة البدء بالعمل والإنتاج ، و إستعادة المصانع لطاقاتها الإنتاجية الطبيعية ، و فتح الأسواق الخارجية ، و إعادة تشغيل المصانع المتعثرة ، مشيرا إلى أن منطقة العاشر تضم نحو 200 مصنعا متعثرا . .
وأضاف هلال أن رئيس الوزراء القادم يجب أن يكون شخصية قوية، وله صلاحيات واسعة و إختيار المجموعة الإقتصادية من أهل الخبرة الحقيقيين ، مشيرا إلى أن الشعب المصرى قدم صورة حضارية للعالم ، الأمر الذي سينعكس على تدفق الإستثمارات الأجنبية إلى مصر حال دوام الإستقرارا الأمني في البلاد ، ووضع القوانين الجاذبة للإستثمارات.
قال محمد السويدي ، وكيل اتحاد الصناعات ، ان التغييرات التي شهدتها الساحة السياسية مؤخرا تعيد الأمل فى إنتهاء حالة الركود التي ضربت الاقتصاد ، علي مدار العامين و نصف الماضيين ، بسبب الاضطرابات السياسية و الاقتصادية ، مؤكدا أنها الحل الأمثل لحل مشكلات الدولة .
وطالب السويدي بعدم إقصاء رموز الاخوان المسلمين من الساحة السياسية و الاقتصادية للبلاد ، مؤكدا ان الشعب المصرى نسيج واحد يعيش في مجتمع يحتاج من الجميع العمل لنهضة الاقتصاد القومي .
اشار إلى أن سيطرة التيار الاسلامي علي الحياة السياسية و الاقتصادية أدت الي الفوضي التي عاني منها المجتمع خلال العام الماضي .
قال أسامه حفيلة رئيس جمعية مستثمري دمياط ، ان عزل د. محمد مرسي و تعيين المستشار عدلي منصور رئيسا مؤقتا للبلاد ، يمهد لمرحلة جديدة ستكون أفضل بكل المقاييس وبداية لدخول الإستثمارات الأجنبية الحقيقية .
و اشار إلى أن أن كل الإستثمارات ” المزعومة ” في عهد الرئيس المعزول ، كانت إستثمارات على الورق فقط ، مؤكدا انها لم تكن ملموسة علي أرض الواقع .
أضاف إن حكومة د. هشام قنديل لم تتمكن من تقديم حلول للعديد من الكشلات و تهيئة المناخ الجاذب للإستثمار ، مشيرا إلى أن الإقصاء الذي تعرض له العديد ممن عملوا في نظام حسني مبارك ، جعل المستثمريين المحلين والأجانب يتخوفون من بدء مشاريعهم في مصر .
قال إن أكثر ما تحتاجه الصناعة والإستثمار في الفترة القادمة ، مصالحة وطنية حقيقية مع رجال الأعمال والتعاون مع منظمات رجال الأعمال بإعتبارها الأقدر على نقل نبض السوق الحقيقي ومشاكله ،و القضاء تماما على البيروقراطية والتضارب في القرارات .
وأكد ضرورةتشجيع المصانع للعمل بكل طاقتها الإنتاجية ، مشيرا إلى أن معظمها كانت تعمل بطاقة إنتاجية لا تتعدى 50% بسبب الظروف التي كان يتعرض لها الإقتصاد المصري .
و أشار إلى أن عدد المصانع المتعثرة والمهددة بالتوقف في دمياط 28 مصنعا ، لافتا إلى أن الجمعية ستعقد إجتماع طارئ لأعضاء الجمعية العمومية لوضع خطة عمل لتلك المصانع نظرا إلى أن البلاد في أمس الحاجه الآن للعملة الصعبة .
من جانبه قال هاني قسيس ، رئيس مجلس الاعمال المصري الامريكي ، ان الجدول الزمني الذي استعان به الفريق أول عبد الفتاح السيسي ،وزير الدفاع ، اكثر ما يطمئن مستثمري الولايات المتحدة الامريكية خلال الفترة الانتقالية التي مرت بها البلاد .
اضاف ان الادارة الامريكية تفهمت ان اقالة النظام السابق كانت مطلب شعبي و لم تكن ” انقلاب عسكري ” علي رغبات غالبية الشعب ، و هواكثر ما يطمئن المستثمرين الاجانب ان البلاد في اولي خطواتها نحو طريق ” الديمقراطية ” و هو المناخ المناسب للمستثمرين الاجانب .
استبعد قسيس اعادة الولايات المتحدة الامريكية النظر في المعونة المقدمة للجانب المصري و التي لا تتجاوز 300 مليون دولار سنويا ، مؤكدا ان ماحدث لا يعتبر ” انقلاب عسكري ” انما هو انتفاضة شعبية لتصحيح مسار ثورة 25 يناير ” ،
و توقع زيادة الاستثمارات الاجنبية بالسوق المحلي خلال الفترة المقبلة بسبب اتجاه البلاد نحو طريق الديمقراطية ، و اكد ان الولايات المتحدة الامريكية تعتبر مصر الشريك التجاري الاول في منطقة الشرق الاوسط .
قال محمد المنوفي ، رئيس مجلس ادارة مجموعة الكتروستار للأجهزة الكهربائية ، ان السياسات الخاطئة التي تبناها نظام الاخوان المسلمين أدت الي تراجع القدرة الشرائية للمستهلكين بسبب ارتفاع أسعار الدولار امام تراجع قيمة العملة المحلية.
و أشار المنوفي إلى أن سياسات الاخوان المسلمين ادت الي توتر العلاقات السياسية مع الدول الاجنبية و العربية ، خاصة الامارات و غيرها من الدول .
و اوضح أن قطاع الاجهزة الكهربائية يستهدف نسبة نمو 20% خلال العام الجاري من خلال ضخ الاستثمارات المحلية و الاستعانة بالاستثمارات الأجنبية في القطاع .
و طالب المنوفي بتشكيل حكومة تكنوقراط تعتمد علي أصحاب الخبرة و الكفاءات ، على أن تكون أولي الملفات التي تعمل عليها هو الملف الاقتصادي .
قال علي حمزة عضو جمعية مستثمري أسيوط ونقيب المستثمرين الصناعيين بالمحفاظة ، إنه يجب على الحكومة القادمة ان تعيد النظر في العديد من القوانين مثل قانون الضرائب الخاصة بالمستثمرين وقوانين جذب الإستثمار من الخارج وشدد على ضرورة حفظ الأمن في المناطق الصناعية لحمايتها من أعمال التخريب والسرقة .
و شدد على ضرورة أن تلتفت الحكومة القادمة إلى مطالب محافظات الصعيد في التنمية و الإرتقاء بالبنية التحتية .
قال محسن الجبالي رئيس جمعية مستثمري بني سويف إن رد فعل البورصةخلال الاسبوع الماضي بتحقيق أرباح تصل إلى 20 مليار جنيها هو أبلغ دليل على حالة الإنتعاش التي سيشهدها الإقتصاد المصري الفترة القادمة .
اشار ان كل المؤشرات إلى الآن إيجابية متوقعا أن يشهد السوق المصري تواجدا كبيرا للإستثمارات الأجنبية الفترة القادمة .
و توقع الجبالى أن تبدأ المصانع بالعمل بكل طاقتها الإنتاجية مقابل 30% أو 50% حجم الطاقة الانتاجية للمصانع خلال الفترة الماضية ، الامر الذي يساهم فى تشغيل البطالة ، و التخلص من حالة الركود التى يعاني منها السوق ..
أكد ضرورة محاربة الإنفلات الأمني مشيرا إلى أن ذلك من شأنه إحداث طفرة في السوق الداخلي و زيادة الإستصمارات و الإنتاج و النفاذ إلى الأسواق الخارجية .
وقال مجدي كمال رئيس جمعية مستثمري بورسعيد إنه لمدة عام ونصف لم تضخ استثمارات جديدة في المنطقة الإستثمارية وكل ما كان يقال عن ذلك لم يخرج عن ” ادعاية الإعلامية ” .
وشدد على ضرورة إستقرار الأمن وعمل مصالحة وطنية حقيقية بين مجتمع الأعمال والسلطة حيث كان رجال الأعمال يعانونمن الإضطهاد والتعسف من قبل الجهات الحكومية في كل الإجراءات والقرارات مؤكدا على ضرورة أن تعمل الحكومة القادمة على توفير حوافز الإستثمار والعمل على توفير الأمن في المناطق الصناعية .
وقال مجدي طلبه الرئيس السابق للمجلس التصديري للملابس ، إن هناك إنطباع إيجابى لدى الدول العربية و الأجنبية بعد التغييرات السياسية التى شهدتها مصر مؤخرا ، مشددا على ضرورة إستغلال ذلك في جذب الإستثمارات الأجنبية ، و وضع قوانين تشجع تلك الإستثمارات مثل قانون التخارج من السوق وقانون الصناعة الموحد ، وقوانين التمويل المصرفي وقانون التأمينيات البالغ 40% ، الذي يجب أن يعدل نظرا لأنه يمثل عبأ كبير على المستثمر.
أشار إلى أن هذه القوانين لم يتم إتخاذ أي قرار بشأنها طوال الفترة الماضية رغم حاجة السوق المصري إليهم ورغم تعطيلها العديد من المشروعات ، مشيرا إلى أن هذه تعد فرصة كبيرة لمصر في كافة المجالات وخاصة الإقتصادي قد لا تتوفر لنا مرة آخرى.
وأكد طلبة على ضرورة أن يكون رئيس الوزراء قوى وذو صلاحيات واسعة وأن تكون الوزرارت الإقتصادية من أصحاب الكفاءات ، وأن يكمل بعضها بعضا نظرا لأن الوزرات بعد الثورة تعمل بجزر منعزلة عن بعضها الأمر الذي أضر بالصناعة والإستثمار كثيرا .
وشدد على ضرورة وضع جدول زمني للإرتقاء بكل من إجمالي الناتج القومي وإجمالي الصادرات للبلاد خلال فترة زمنية محددة الأمر الذي سيصب في ميزان التجارة وميزان المدفوعات دون الحاجه للجوء للقروض الخرجية التي تمثل عبأ على الدولة .