عندما يتعلق الأمر بالقوي الصاعدة للبترول في العالم، نجد أنه لا يوجد دولة صعدت بسرعة العراق، حيث تشهد صناعة البترول في العراق انتعاشا ملحوظا بفضل الاستثمارات الموجودة حالياً من قبل الشركات الغربية الكبري في حقول البترول الجنوبية المهملة منذ فترة طويلة.
قالت جيسيكا بريوير، الباحثة والمحللة في مؤسسة وود ماكينزي العالمية المتخصصة في مجال الدراسات البترولية، إن المؤسسة تنظر إلي العراق علي أنها واحدة من الدول، التي سيكون لها مساهمة كبيرة جدا في امداد العالم بالبترول خلال السنوات القليلة القادمة.
وأوضحت صحيفة الفاينانشيال تايمز أن انتاج العراق اليومي من البترول ازداد من مليون برميل 2002، أي قبيل غزو الولايات المتحدة لها، إلي نحو 3 ملايين برميل، وأن الانتاج وصل إلي نقطة تحول حاسمة عندما تفوقت علي ايران لتصبح ثاني أكبر منتج في الاوبك بعد السعودية.
واعلنت وكالة الطاقة الدولية أن انتاج العراق للبترول سيكون اكثر من الضعف ليصل إلي 6.1 مليون برميل يوميا بنهاية هذا العقد، إلا أن هناك عقبات تشبه الغيوم العاصفة تهدد انتعاش قطاع البترول، ومن هذه العقبات التي تعرقل عملية النمو المستمرة في معدلات الإنتاج هي ضعف المؤسسات الحكومية علاوة علي البطء المتبع في منح العقود لمشاريع البنية التحتية الضخمة لقطاع البترول مع هزالة شروط العقود الممنوحة، بالاضافة إلي وجود عجز في العمالة الماهرة، التي تعاني منها هذه الصناعة.
وأضافت بريوير أن هناك مشاكل كثيرة خارج أيدي شركات النفط الغربية مثل العراقيل التي تولدها البنية التحتية في العراق كما ان هناك نقصاً في أنابيب البترول وضعفاً في حجم مستودعات التخزين ومحدودية سعة محطات الضخ.
ونتيجة لهذه التحديات، ادركت الحكومة العراقية أن هدفها إنتاج 12 مليون برميل يومياً بحلول عام 2017 بات غير واقعي، حيث قال لؤي الخطيب، رئيس معهد الطاقة العراقي، إن البلاد كانت تحاول أن تحقق في سبع سنوات ما حققته السعودية في سبعين عاما. لكن خضوعا للأمر الواقع، اتفقت الحكومة مع الشركات النفطية علي تقليص معدلات الإنتاج المستهدفة من 12 إلي 9 ملايين برميل بحلول عام 2018 مع تمديد فترة بقاء هذا المعدل لفترة طويلة.