أصول الأسواق الناشئة تتيح فرصاً عديدة للصناديق
يقال إن الدخول إلي عالم الاستثمارات المتأثرة بالاقتصاد الكلي والرهان علي حركات الصعود والهبوط في الاقتصاد العالمي يتطلب انتهاج قاعدتين بسيطتين وهما اتخاذ الاتجاه السائد في الأسواق وعدم تحدي البنك الاحتياطي الفيدرالي.
وعلي مدار السنوات القليلة الماضية تحيرت الأسواق بين موجات الفزع والهدوء المدعوم من قبل البنوك المركزية، لذلك في بعض الأوقات بدت تلك القاعدتين وأنهما يسيران في اتجاهين متعاكسين.
كما تضرر أفضل اللاعبين في الأسواق من التقلبات في سوق الأسهم وتدخل البنك المركزي الأوروبي.
ولكن في العام الحالي كسرت صناديق التحوط الكلي، التي تستثمر في الأصول المتأثرة بالاقتصاد الكلي، حالة الجمود وعادت لتستثمر بدم بارد، واستفادت أكثر صناديق التحوط الكلي مهارة من انخفاض الين ومؤشر «نيكاي»، كما حققت أرباحا مماثلة في ظل مخاوف تصحيح المسار في سوق السندات مع إعلان الاحتياطي الفيدرالي نيته لتقليص برنامج شراء السندات، وحتي في منطقة اليورو اقتنصوا فرصة الانتعاش في سوق الدخل الثابت.
ويتمتع صندوق التحوط الكلي «كاكستون أسوشياتس»، تحت إدارة أندرو لو التي تصل أصوله إلي نحو 70 مليار دولار، بأفضل أداء علي الإطلاق في النصف الأول من العام الجاري محققا، مكاسب بنسبة 17%، وراهن الصندوق مؤخرا علي أسعار الفائدة في منطقة اليورو وعلي موجة بيع السندات في الولايات المتحدة بشكل جيد، وكلتاهما حققتا أرباحاً كبيرة في يونيو، الذي يعد شهرا بائسا لمعظم صناديق التحوط التي خسرت 1.35% في المتوسط.
وقال عميل يستثمر في صندوق “تيودور” الذي يديره بول تيودور جونز، إن الصندوق حقق أرباحاً بنحو 12%، كما استطاع صندوق “مور كابيتال” بقيادة لويس باكون تحقيق مكاسب بنسبة 10.5% اعتباراً من منتصف يونيو.
وأوضح آرفين سو، مدير محفظة في صندوق تحوط “جي ايه إم”، لجريدة ”الفاينانشيال تايمز”، إن مديري الصناديق الذين استطاعوا تحقيق أرباح هذا العام، كانوا يتعاملون بمرونة مع الفرص الاستثمار حيثما وجدت.
وأضاف سو أنه خلال الجولة الأولي من برنامج “التبيسير الكمي”، اتجه أمهر مديري الصناديق إلي الين ومؤشر السوق اليابانية “نيكاي”، وفي الجولة الثانية، كانت اللعبة تكمن في الخروج من السوق اليابانية وبيع المعادن النفيسة علي المكشوف، أما في شهري يونيو ويوليو الماضيين كانت القصة تدور حول بيع أصول الأسواق الناشئة التي كانت جميع فئاتها تحوي فرص متميزة.
ومع ذلك، فإن هناك بعض الصناديق الكبيرة التي كانت في الجانب الخاطيء ولحقتها الأضرار من موجة بيع السندات الأمريكية والهياج الذي أصاب أسواق الدخل الثابت العالمية لاحقاً، فقد خسر “بريفان هوارد”، أكبر صندق تحوط كلي، حوالي 5% من قيمته خلال أسابيع قليلة مما تسبب في تآكل معظم المكاسب التي حققها في بداية العام.
اما صندوق “بريدج ووتر” فقد خسر 6% من قيمته في يونيو، لتصل خسائره إلي 8% هذا العام، وعقد الصندوق مؤتمراً عبر الهاتف مع عملائه ليطمئنهم بشأن الخسائر.
وتعتبر هذه الحالات استثنائية، فمعظم صناديق التحوط لديها شهية للمخاطر أكثر من أي وقت بل وأكثر من قبل أزمة عام 2008 المالية.








