تباينت الآراء بين تجار الحاسبات الآلية المستوردة حول مدي تأثير مواسم رمضان والأعياد علي المبيعات المتوقعة للحاسبات الآلية في الموسم الشتوي، ففي الوقت الذي رجح فيه البعض أن يشهد موسم الشتاء زيادة في المبيعات مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، فيما توقع البعض الآخر أنه قد يكون نذيراً بركود طويل للنشاط ما قد يهدد مستقبله، وكلاهما ينتظران حلول الموسم بفارغ الصبر، ولا سيما أن أشهر الصيف تشهد تراجعاً في المبيعات تصل إلي نحو 40% بفعل حلول شهر رمضان والعيد مع الإجازة الصيفية، ما أجبر بعض التجار علي تخفيض الاجهزة المستوردة بنسبة تراوحت بين 60 و70%.
قال أسامة فواز، صاحب شركة استيراد للحاسبات الآلية، إن موسم رواج أجهزة الكمبيوتر تغير من الموسم الصيفي إلي الشتوي، وبدأت شهور السنة الشتوية بداية من سبتمبر، التي تعتبر موسم البيع بالنسبة لبائعي ومستوردي الحاسبات الآلية، حيث ينشغل المستهلك في قضاء اجازته، إضافة إلي حلول شهر رمضان والعيد بالتزامن مع الإجازة الصيفية هذا العام.
وأضاف أن ظروف العام الجاري من حلول شهر رمضان بالإجازة الصيفية اضافة إلي الاحداث التي تشهدها البلاد تسببت في تراجع المبيعات بنسبة 40% مقارنة بالأيام العادية، متوقعاً ان يستمر معدل الانخفاض حتي سبتمبر المقبل، ليستعيد السوق عافيته بعد ذلك وحتي مايو.
وأوضح فواز أن مبيعات رمضان غالبا ما تشهد تباطؤاً في حركة المبيعات، ولا سيما في أجهزة الهواتف المحمولة والكمبيوتر واكسسواراته، وأن حركة الاستيراد لا تتغير خلال الأشهر، التي تشهد تباطؤاً في المبيعات، حيث تتم الاستعانة بالشحنات الزائدة لتخزينها ليتم ترويجها خلال مواسم البيع.
وأكد أن الفارق بين حركة البيع خلال الأشهر الجارية وموسم الشتاء شاسعا، خاصة أن شركته تقوم باستيراد «كونتنر» من شحنات الحاسبات الآلية، تباع في أسبوعين فقط في موسم الشتاء، بينما قد تستغرق أكثر من شهر لبيعها خلال موسم رمضان أو الموسم الصيفي، مشيراً إلي أن أسعار الأجهزة المستعملة تراجعت بفعل انخفاض سعر الدولار أمام الجنيه المصري خلال الأيام الأخيرة، وأن نسبة الانخفاض في الأسعار تراوحت بين 6 و8%.
وتوقع فواز أن يشهد الموسم الشتوي الجديد رواجاً بشكل أوسع، ولاسيما بعد خروح الإخوان المسلمين من الحكم بعزل الدكتور مرسي من رئاسة البلاد، خاصة أنه كانت هناك تخوفات لا حصر لها من سيطرة الإخوان علي هذا القطاع، نظراً لأنهم يمتلكون شركات عديدة به.
ولفت إلي أن خروج الإخوان من السلطة اعاد النشاط لشكله الطبيعي، وذلك بعد عدة شهور من الاضطراب والتخبط التي ألحقت أضراراً بالغة بالفاعلين في القطاع، حيث إن تعديل 50 بنداً جمركياً خلال أسبوعين فقط، أصاب هذه السوق التي تتسم بالحساسية الشديدة بعدم الاستقرار.
وقال مصطفي الجمل، رئيس رابطة مستوردي أجهزة الحاسبات الآلية، إن السوق حاليا يعاني من تراجع قارب من الوصول إلي مرحلة الركود، وأن الفترة المقبلة تشهد ضبابية ما حث الشركة علي تقليل نسبة استيرادها من أجهزة الكمبيوتر بنسبة تراوحت بين 60 و70 %، وسط توقعات بعدم تحقيق موسم الشتاء المرجو منه.
وأضاف أنه من المنتظر أن تتراجع معدلات البيع خلال الفترة المقبلة رغم كونها فترة رواج لأجهزة الحاسبات الآلية ما قد يهدد السوق بالوصول إلي مرحلة الركود، وبالتالي فإن المؤشرات تذهب في مجملها إلي إمكانية تعرض الأسواق لحالة من الركود الذي يقلل فرص استفادة التجار من الموسم الشتوي، مؤكداً تراجع أسعار الأجهزة المستوردة نسبيا بفعل استقرار أسعار الدولار أمام الجنيه.







