أنصار الرئيس السابق يرفعون سقف المطالب لتحسين وضعهم التفاوضي والفوز بالحد الأدني
من يريد إقصاء أحزاب الإسلام السياسي إنما يعزل نفسه عن الشارع
«النور» يرفض التحالف مع قوي علمانية ترفض الشريعة الإسلامية بشكل صريح أو غير مباشر
مستشاري مرسي لم يطلعوا علي قرار رئاسي واحد قبل صدوره ولا أعرف من أين كانت تأتي القرارات
الإعلان الدستوري جعل الرئيس المؤقت مهيمنا علي مائدة الدستور بالكامل ويستخف بإرادة المصريين
اختيار الببلاوي خاطئ والحكومة تم تشكيلها بطريقة «الأهل والعشيرة» واستمرارها يعيد القمع
الحزب يعاني أزمة تمويل وبعض الأعضاء لا يستطيعون سداد الاشتراك البالغ 10 جنيهات
نرفض سياسة الحشد والحشد المضاد ومن الخطأ أن تدار أي دولة من الشارع
يسعي حزب النور السلفي لإيجاد حل للأزمة السياسية في مصر بين القوات المسلحة والشعب الذي ثار علي حكم الدكتور محمد مرسي ومؤيدي الرئيس، وذلك للعبور بالمرحلة الانتقالية عن طريق إعداد خارطة طريق جديدة تعمل علي لم شمل الأطراف المتصارعة مرة أخري.
وكشف الدكتور بسام الزرقا، نائب رئيس حزب النور والمستشار السياسي للرئيس المعزول محمد مرسي، عن أسباب مشاركة حزب النور في المفاوضات الخاصة بتحديد خارطة المستقبل بعد عزل مرسي قبل اتخاذ هذا القرار رسمياً، وعدم تأييد الرئيس الإخواني، وأهم الاعتراضات التي وجهها له الحزب إبان توليه رئاسة الجهورية.
ورهن الزرقا اصلاح الوضع الحالي بإجراء حوار موسع بين قيادات الجيش والاخوان المسلمين تحت رعاية حزب النور يقبل فيه الطرفان بتقديم تنازلات، ويتم الاتفاق علي خارطة طريق متوافق عليها من الجميع تقوم علي الغاء الاعلان الدستوري الذي يكرس سلطات ديكتاتورية للرئيس المؤقت ويعود بالبلاد إلي عصر مبارك.
وأكد نائب رئيس حزب النور ان الحزب السلفي لديه روشتة لاصلاح الاقتصاد بمجرد استقرار الوضع السياسي تقوم علي البدء في استغلال الثروات التعدينية لمصر بصورة جدية وبدء تفعيل مشروع تنمية اقليم قناة السويس الذي تم اعداده الفترة الماضية.. فإلي نص الحوار.
«البورصة»: كيف يفسر حزب النور ما يحدث حاليا في الساحة السياسية؟
الزرقا: الحزب منذ البداية يرفض اسلوب الحشد والحشد المضاد لتحقيق المطالب السياسية، وكان يود ان يتم تصحيح المسار من خلال مؤسسات سياسية شرعية.
«البورصة»: كيف استقبل الحزب خبر عزل مرسي عندما شارك في اجتماع القوات المسلحة؟
الزرقا: عزل مرسي كان شيئاً إجبارياً ولا يخضع للآراء، فقد تمت دعوتنا من القوات المسلحة إلي اجتماع يوم 3 يوليو الماضي كان من المفترض ان يحضره حزب الحرية والعدالة، إلا أن الحزب فوجئ بعدم تواجد حزب الحرية والعدالة، كما فوجئ بأنه تم التحفظ علي الرئيس محمد مرسي، ما يدل علي أن الأمر انتهي ولم يكن هناك اختيار آخر لنا وإنما كان أمرا واقعا علينا التعامل معه.
«البورصة»: ماذا عن مبادرات الوساطة التي يقوم بها حزب النور للخروج من الأزمة الحالية؟
الزرقا: هناك العديد من المبادرات التي يجب الاسراع في التعامل معها لأن مصر لا تقوي علي أن تظل في حالة عدم الاستقرار الذي تعيشه حاليا، ويري حزب النور أن حسم الأمور بعيداً عن الإرادة الشعبية سابقة خطيرة تعيدنا مرة أخري إلي مرحلة مريرة من النظام السابق.
ولا شك ان مبادرة الدكتور محمد سليم العوا والدكتور هشام قنديل صالحة كنقطة بداية، ولابد من جلوس جميع الاطراف للنقاش حول هذه المبادرات والخروج بحل، ويطرح كل طرف ما عنده دون شروط مسبقة وبمرونة، سعيا للوصول إلي حل يرضي الشعب المصري أولا ثم يرضي الطرفين.
«البورصة»: وكيف تري التدخلات الدولية لحل الأزمة السياسية في مصر؟
الزرقا: مصر دولة مهمة جدا للعالم الخارجي والسيناريو المقبل سيعمل علي التأثير علي المنطقة بأكملها، واي مشاكل ستتعرض لها دول شمال افريقيا الفترة المقبلة ستؤثر بشكل مباشر علي الأمن الأوروبي، وهو ما يدعو الاتحاد الأوروبي لهذا الاهتمام الكبير بمصر، بدليل الزيارات المتكررة لكاثرين آشتون، لأن مصر تعتبر مفتاح المنطقة.
«البورصة»: بما تفسر تمسك مؤيدي الرئيس بعودته وعودة مجلس الشوري واعادة العمل بالدستور؟
الزرقا: في البداية لا يجب ان نتحدث عن اعادة العمل بالدستور كمطلب لمؤيدي الرئيس فقط، وانما هو مطلب جماعي يؤيده حزب النور لأنه تم الاستفتاء عليه من الشعب بنسبة تقترب من الثلثين، ولم يخرج الشعب ليتظاهر ضد الدستور أو مواد الشريعة الإسلامية به وانما ضد أسلوب خاطئ في الحكم.
ومما لا شك فيه ان مؤيدي الرئيس يرفعون سقف مطالبهم للوصول إلي استجابة لحد أدني من هذه المطالب، وأثق أنه عند اجراء حوار سينخفض سقف المطالب وسيتم التوصل لحل.
«البورصة»: ما حقيقة الخلافات داخل الحزب بشأن النزول إلي مليونيات تأييد الرئيس المعزول؟
الزرقا: حزب النور يتعامل داخله بمبدأ الشوري، وكل شخص داخل الحزب له رأيه الذي يجب احترامه ولكن الامر النهائي يحسم عن طريق التصويت، وهذا ما تم بخصوص النزول لمظاهرات تأييد الرئيس.
«البورصة»: وما حقيقة تخوفات حزب النور من اقصاء الإسلام السياسي من الصورة خلال المرحلة المقبلة؟
الزرقا: من المؤكد ان التيارات الإسلامية من الشعب المصري وجذورها ضاربة في عمق التربة المصرية، وأغلبية الشعب المصري متدين ومن يريد ان يعزل من ينتسب للإسلام سيعزل نفسه في الحقيقة.
«البورصة»: وهل يعد حزب النور نفسه ليكون بديلا للحرية والعدالة الفترة المقبلة؟
الزرقا: حزب النور لن يكون بديلا لجماعة الاخوان المسلمين، وإنما يسعي إلي أن يكون هناك تعاون وائتلاف بين جميع التيارات السياسية المتنوعة التي تتفق مع منهجها من أجل بناء مصر، واتمني ان يعود حزب الحرية والعدالة للعمل السياسي في أقرب وقت.
«البورصة»: وهل من الممكن ان يتحالف الحزب مع تيارات واحزاب مدنية في العملية السياسية المقبلة؟
الزرقا: لابد أولاً من ايضاح كلمة مدنية لانها كلمة مبهمة وتحتمل تأويلا كثيرا، والحزب يرفض اي تحالف مع قوي علمانية ترفض الشريعة الإسلامية سواء كان رفضا صريحا أو بشكل غير مباشر، لأنها تمثل طائفة شاذة.
«البورصة»: وكيف يري حزب النور حكومة الدكتور حازم الببلاوي؟
الزرقا: الحزب يري انه اختيار خاطئ لانه من غير المقبول ان نقصي فريقاً من الحياة السياسية ويتم تغليب النقيض له، فكان لابد من اختيار أطراف محايدة من التكنوقراط لازالة الاستقطاب بين التيارات المختلفة، ولذلك رفضت الاحزاب ذات المرجعية الإسلامية ومن بينها حزب النور ان تشارك في الحكومة لأنه تم تشكيلها بطريقة الاهل والعشيرة المحدودة والتي كانت التيارات المدنية تشكو منها اثناء تولي الدكتور محمد مرسي رئاسة الجمهورية، ومما لا شك فيه فإن استمرار هذه الحكومة يعني استعادة جهاز القمع عافيته ولو طال الأمر بها سنعود إلي الدولة البوليسية.
«البورصة»: وكيف ينظر الحزب إلي الاعلان الدستوري وما يتضمنه من خارطة طريق؟
الزرقا: الاعلان الدستوري أعطي صلاحيات للرئيس المؤقت لم يحصل عليها مبارك نفسه، حيث جمع السلطة التنفيذية والتشريعية لشخص واحد وأعطاه حقوقا مثل ابرام معاهدات دون اشتراط تصديق البرلمان، وجعله مهيمناً علي مائدة الدستور بالكامل، مما يعد استخفافا بارادة الشعب المصري.
«البورصة»: ما خارطة الطريق التي كان يراها الحزب الأصلح للمرحلة الحالية؟
الزرقا: الحل الوحيد والمنطقي من وجهة نظر الحزب استكمال عملية البناء السياسي وذلك عن طريق الدعوة لانتخاب مجلس نواب في اسرع وقت يليه تعيين رئيس الوزراء الذي يعتبر الرئيس الفعلي للدولة، ثم اجراء تعديلات دستورية عن طريق لجنة يختارها البرلمان وبعدها انتخابات رئاسية.
«البورصة»: وهل حاول حزب النور التدخل قبل 30 يونيو لتصحيح المسار؟
الزرقا: لقد شعرنا بخلل يحتاج للتصحيح منذ 5 اشهر، وعقدنا لقاءات عديدة مع رئاسة الجمهورية للاستجابة للمطالب الشعبية ولكن لم يتم الاستماع لنا، ومع ذلك أعدنا المحاولة يوم 6 يونيو مرة أخري بالاتصال برئاسة الجمهورية وحزب الحرية والعدالة ومكتب الارشاد للاستجابة لمطالب تغيير الحكومة وتعديل الدستور ولكن لم نتلق أي رد سوي من احد مستشاري الرئيس بان مؤسسة الرئاسة علي دراية بالوضع بأكمله، إلا أن حزب النور واصل محاولاته وأعد روشتة لاصلاح المسار السياسي وأرسلها لمؤسسة الرئاسة يوم 16 يونيو وابلغها بأنه اذا لم تنفذ ما بها خلال 3 ايام علي الأكثر سيتأزم الوضع في مصر.
«البورصة»: ما هي القرارات التي اعترضت عليها عند عملك كمستشار سياسي للرئيس؟
الزرقا: أكبر شيء كان يواجهنا في مؤسسة الرئاسة هو غياب استراتيجية واضحة للتعامل مع المرحلة الانتقالية، والغريب أنه لم يتم عرض أي قرار رئاسي علي مستشاري الرئيس قبل اصداره، ولا أعرف من أين كانت تأتي قرارات الرئيس.
«البورصة»: هل الحزب يؤيد دعوة نشطاء الفيس بوك لحل بعض الاحزاب التي قامت بعد الثورة خاصة التي قامت علي مرجعية دينية؟
الزرقا: ليس المشكلة في كثرة الاحزاب المتواجدة علي الساحة ولكن المشكلة انه لم يتم اعطاؤها الفرصة المناسبة للدخول في العملية السياسية واثبات شعبيتها، ولا يجوز ان يتم اقصاء اي حزب من الساحة السياسية دون اعطائه فرصة خوض العملية السياسية.
«البورصة»: كيف ينتوي الحزب توسيع قاعدة المشاركة به في الفترة المقبلة؟
الزرقا: في البداية لابد من التأكيد أن حزب النور لديه مشكلة كبري في التمويل خاصة ان اشتراك الحزب لا يتعدي 10 جنيهات، وبعض الأعضاء لا يستطيع ان يدفع الاشتراك، ومع ذلك يدرس الحزب تخفيض الاشتراك أو الاعفاء منه مؤقتاً.
«البورصة»: ما هي إذن مصادر تمويل حزب النور؟
الزرقا: تقتصر مصادر تمويل الحزب علي الاشتراكات والتمويل الذاتي من الأعضاء فقط لا غير.
«البورصة»: هل ممكن تنتهي الانقسامات التي حدثت داخل الحزب ويعود حزب الوطن والنور تحت غطاء حزب سياسي واحد؟
الزرقا: هذا الأمر ستظهر امكانية حدوثه من عدمه المرحلة المقبلة، ولكن حتي الان لا ينوي الحزب طرح اي مبادرات لم الشمل مرة اخري.
«البورصة»: كيف تفسر بيان مجلس الدفاع الوطني بان الاعتصامات في رابعة العدوية وميدان النهضة تهدد الامن القومي المصري؟
الزرقا: هذا البيان يأتي في اطار مجموعة اجراءات لا تمس للديمقراطية بشئ، وذلك استكمالاً لاغلاق القنوات الفضائية وحملات الاعتقال التي لا نعرف خلفيتها القانونية، وأري ان ما قرره مجلس الدفاع الوطني يتنافي مع حرية التظاهرات السلمية وحق الاعتصام ولابد ان يتم التراجع عنه والبدء في حوار بين القوي السياسية دون اللجوء لفض الاعتصامات بالقوة.
«البورصة»: بما تفسر دعوة الفريق عبد الفتاح السيسي للشعب بتفويضه لمحاربة الارهاب؟
الزرقا: من الخطأ ان تدار أي دولة من الشارع، ولكن الرسالة المقصودة من دعوة الحشد في الشارع لم تتضح حتي الآن لان مواجهة الجيش للارهاب لا تحتاج إلي تفويض.
«البورصة»: هل سيبحث حزب النور عن تحالفات في المرحلة المقبلة لتوسعة قاعدته الشعبية في الانتخابات البرلمانية؟
الزرقا: باب التحالفات مفتوح نظريا امام الحزب لجميع القوي السياسية بشرط التوافق في استراتيجة ادارة المرحلة، ولكن غالبا لن ندخل في تحالفات مع أي قوي سياسية، لأن الحزب وجد ان استراتيجيته لادارة المرحلة الحالية تختلف عن الأطراف الموجودة علي الساحة السياسية.
«البورصة»: ما هي روشتة حزب النور لانقاذ الاقتصاد المصري؟
الزرقا: المشكلة الاقتصادية التي تعاني منها مصر نابعة من غياب الرؤية وسوء الادارة وليس من نقص الموارد، فهناك حالة من عدم الاهتمام باستغلال موارد الدولة مثل التعدين، حيث لا يتم استغلال سوي 3% فقط لاغير من ثروتنا التعدينية، بالاضافة انه لدينا امكانية ضخمة في الزراعة ونستطيع زراعة آلاف الافدنة من الاراضي الزراعية برغم من مشكلة المياه.
بالاضافة إلي عدم الاهتمام بتجارة الخدمات علي الرغم من ان موقع مصر ليس له مثيل في العالم في مجال تجارة الخدمات، ولذلك لابد من اتخاذ اجراءات سريعة لعلاج مشكلات المواطن المصري التي لا يستطيع ان يصبر عليها وعلاج طويل الأجل يتمثل في الاستفادة من مقومات الدولة للانطلاق في المرحلة المقبلة ولابد من اعادة النظر في التشريعات الاقتصادية الموجودة في مصر برمتها بحيث يتم القضاء علي معوقات الاستثمار في مصر وايجاد فلسفة اقتصادية تقوم علي المشاركة بين العمل ورأس المال في اقتسام الارباح.
«البورصة»: هل توافق علي استكمال بعض المشروعات الاقتصادية التي اعدتها جماعة الإخوان مثل تنمية اقليم قناة السويس؟
الزرقا: هذا المشروع يعتبر من ضمن اهم المشروعات التي يجب الاهتمام بها وتمثل مستقبلاً لمصر ويجب ألا ننظر إلي حالة الصراع السياسي عند تنفيذ هذا المشروع، بالاضافة إلي ضرورة بدء العمل بقانون الصكوك الذي أقره مجلس الشوري المنحل وادخال التعديلات عليه عند قدوم البرلمان المقبل.
«البورصة»: بما تفسر الدعم المالي للدول العربية لمصر عقب ثورة 30 يونيو؟
الزرقا: فكرة الاعتماد علي المساعدات المالية من دولة ما تعني ان نرهن قرارنا السياسي بتلك الدولة، والحقيقة ان مصر لا تحتاج لمثل هذه المساعدات فهناك استثمارات ضخمة من العالم بأكمله تريد أن تدخل مصر وذلك لأن فرص الاستثمار بمصر ضخمة لأنها مفتاح المنطقة الأفريقية بأكملها، ولو تم حل المشكلة السياسية فستأتي استثمارات اجنبية بمليارات الدولارات لمصر.
«البورصة»: وماذا عن مؤسسة بيت الاعمال التابعة لحزب النور؟
الزرقا: تم ايقاف اطلاق أي مشاريع تابعة لمؤسسة بيت الاعمال المنوط بها النشاط الاقتصادي للحزب وذلك لحين حدوث حالة من التعافي السياسي نظراً لارتباط السياسية بالاقتصاد في الوقت الحالي.








