لن تقام بطولة كأس العالم 2022 خلال الصيف في قطر. وفي حال أقيمت في قطر فمن المؤكد أن تنظم في الشتاء، ولكن من المرجح بصورة متزايدة أن تقام في بلد آخر. سيب بلاتر البالغ من العمر 77 عاما أمضى السنوات الثلاثة الماضية بالمناورة في الرد على الانتقادات التي انهالت على فيفا عقب منح قطر حق تنظيم بطولة كأس العالم. قبل ستة شهور، وتحسبا من التبعات القانونية، أصرت أن بطولة كأس العالم لن تقام في الشتاء إلا بطلب من قطر، لكن ذلك تغير وأصبحت الفيفا تلح بالقول إن البطولة يجب أن تقام في الشتاء.
وستغضب أستراليا حيث سبق أن قيل لها أن تنظيم كأس العالم في الشتاء هو أمر مستحيل. وأشك أن ذلك أمرا يؤرق الفيفا فالاستراليين لا يهتمون كثيرا بكرة القدم وهم بعيدون كثيرا مما يجعل الناس لا يأبهون بهم على كل حال.
يكمن الخطر الحقيقي في تزايد التحديات القانونية التي ستنهال من بطولات الدوري الأوروبي وبطولاته لأن موسم عام 2022 سينهار تماما، وستمضي الفيفا سنوات في المحاكم.
وتخطط قطر لتنظيم كأس العالم الذي يشرع بتحولات كبيرة تشهدها قطر بطرق عديدة منذ شهر ديسمبر 2010. حان الوقت الآن للتفكير بما لا يمكن التفكير به عادة وهو خسارة قطر لحق تنظيم كأس العالم 2020. أشك في وجود كثيرين في قطر ممن يتمنون عدم شروع قطر في السعي لاستضافة كأس العالم والذي حقق هدفه الأساسي وهو وضع قطر على الخارطة الدولية (تتولى مؤسسة قطر رعاية قمصان برشلونة وتملك نادي سان جيرمان وهي أسهم هائلة في عالم كرة القدم الدولية على أي حال).
يترتب على ثروة قطر أن تؤمن مواصلة أعمال البناء على جميع الأحوال، فموعد إقامة كأس العالم هو موعد كبير وكحال غيره من المواعيد الهامة فهو يستحضر تركيز الذهن ويضمن إنجاز الخطط في مواعيدها (تذكرون افتتاح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لمترو دبي في 9/9/9).
خسارة كأس العالم تعني قدرة قطر على تخفيف الطلب على مواد البناء والتي يتوقع لاسعارها أن ترتفع كثيرا مع زيادة الطلب عن المعروض، كما يمكن لقطر أن توفر 4 مليارات في بناء الملاعب أيضا. خلال السنوات الخمس الماضية حققت قطر تأثيرا هائلا في العالم. فمن توجيه سياسة ما بعد “الربيع ” العربي في المنطقة العربية إلى تقديم القروض لليونان وإيطاليا فضلا عن استثمارات في استكشاف النفط في أمريكا الشمالية. يشير ثيودور كراسيك، مدير الأبحاث في إنيجما Inegma أنه لدى قطر المال المطلوب للإنفاق والإرداة السياسية لتوسيع سياستها الخارجية، وهذه توليفة قوية. يأتي سعي قطر لاستضافة كأس العالم كجزء صغير من توسعها على المستوى العالمي، ومنح حق الاستضافة أتاح لقطر هدف يركز الجهود للقيام بعمليات تطوير هائلة.
وخلال ثلاثة سنوات فإن الحاجة للانتباه لذلك الموعد ستتلاشى وفي حال انتقال حق تنظيم كأس العالم من قطر لبلد آخر لا يجب أن يقلق أحد في قطر حول ذلك. وسينتهي الأمر بسيب بلاتر وشلته ببيضة مفقوسة على وجوههم أيضا.
اطمئنوا قطاع البناء في قطر سيواصل ازدهاره مع أو بدون كأس العالم، وستواصل قطر مسيرتها البارزة على الساحة العالمية