نبحث تدبير 800 مليون دولار لمشروع «نافى سات» وغياب التمويل الدولى يعرقل مشروعات تطوير نظم الملاحة
تستهدف وزارة الطيران المدنى رفع الطاقة الاستيعابية للمطارات المصرية لـ 40 مليون راكب حتى2025 مقابل 35 مليون فى الوقت الحالى و 60 مليون راكب بحلول 2050.
وقال وزير الطيران المدنى عبدالعزيز فاضل فى حوار لـ” البورصة”، إن خطة وزارته برفع الطاقة الاستيعابية للمطارات المصرية وزيادتها لـ40 مليون راكب فى 2025 تأتى بالتوازى مع تطوير اسطول مصر للطيران.
كشف أن الشركة القابضة لمصر للطيران حققت ايرادات 20.7 مليار جنيه العام المالى الماضى مقابل 12.7 مليار جنيه العام الأسبق، وتستهدف الشركة تحقيق 17.7 مليار جنيه بنهاية العام الماضى.
وبحسب فاضل، تستهدف الشركة القابضة للطيران جمع 24.6 مليار جنيه ايرادات بنهاية العام المالى الجاري، فرغم تحقيقها ايرادات أعلى من المستهدف إلا أنه لم يتم التخلص من الخسائر، وتتبع الشركة الآن استراتيجية للخروج من دائرة الخسائر.
وأضاف قائلاً: «الوزارة تسعى لاحلال وتجديد أسطول مصر للطيران المكون من 81 طائرة، فالشركة لديها 17 طائرة من طرازات قديمة ترغب فى استبدالها بطائرات حديثة الفترة المقبلة»، يضم أسطول مصر للطيران طائرات مر عليها أكثر من 20 عاماً وهى الطائرات متوسطة السعة فى فحين مر 15 عاماً على الطائرات كبيرة الحجم.
وبحسب الوزير، فإن الاحتفاظ بالطائرات القديمة يضيف تكاليف لصيانتها كما أنها تستهلك وقوداً بشكل مكثف، بينما استقدام الطائرات الحديثة يزيد من كفاءة أسطول الشركة بما يضاعف من جدواها الاقتصادية.
ووفقا لفاضل، فان الوزارة لديها خطط مستقبلية للوصول بأسطول مصر للطيران الى 120 طائرة عام 2025 و150 طائرة عام 2050.
وأضاف أن الوزارة لديها استراتجية طموحة لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطارات المصرية لتكون أكبر من مراكز الخدمة الجوية بالشرق الأوسط وأفريقيا مع توافر عنصر الامن و السلامة للركاب و الطائرات.
وقال إن هناك دراسات لفتح خطوط جديدة مثل داكار بالسنغال و كيجالى بروندا ونجامينا عاصمة التشاد،كما تم افتتاح خط أبيدجان بساحل العاج غرب أفريقيا وهرارى بزيمبابوى شرقى أفريقيا.
وقال فاضل إن وزارة الطيران تعتمد على ايراداتها ومواردها الذاتية فى تمويل مشروعاتها ورفع اسطولها من الطائرات، بينما مديونيات الطيران عبارة عن قروض لتمويل مشروعات يتم سدادها فى المواعيد المحددة،رغم ارتفاع المخاطر و تخفيض التصنيف الائتمانى للدولة
وقدر مديونيات الوزارة بنحو17.5 مليار جنيه من بينها 11.5 مليار جنيه على الشركة القابضة لمصر للطيران و 5.9 مليار جنيه على القابضة للمطارات.
وتنتهى الوزارة العام الجارى من انشاء فندق المطار الذى تديره شركة “ميريديان ” بطاقة استيعابية 350 غرفة ومطاعم وقاعة اجتماعات بتكلفة 600 مليون جنيه.
وأشار الى أن الفندق يوفر 400 فرصة عمل ويدعم مبنى الركاب 3 ويوفر وقت لدخول وخروج الأطقم التى توفر مصر للطيران أماكن لهم للمبيت بجوار المطار نتيجة للأحداث الجارية.
وأكد أن مطار القاهرة يستقبل منذ بداية العام نحو 150 ألف راكب ترانزيت شهريا، وشدد على ضرورة العمل على أن تصبح مصر مركزا عالميا لركاب الترانزيت وتوفير جميع الخدمات المتاحة لهم باستغلال الموقع الجغرافى و شبكة مصر للطيران الممتدة فى جميع دول العالم.
وأضاف ان المصرية للمطارات انتهت من دراسات مبنى للركاب بمطار برج العرب لترتفع السعة الاجمالية للمطار الى 5 ملايين راكب سنويا، بينما يستوعب المبنى القديم 1.2 مليون راكب سنويا
وأشار الى أن الوزارة تنتهى من إقامة مبنى جديد للركاب بمطارالغردقة يستوعب 7.5 مليون راكب سنوياً، وينتظر الانتهاء منه منتصف العام مقبل بتكلفة اجمالية2.3 مليار جنيه لرفع طاقته الاستيعابية الى 13 مليون راكب سنويا.
وتمول الشركة المصرية للمطارات المبنى الجديد بمطار الغردقة من الصندوق العربى للانماء وتنفذه شركة بن لادن السعودية، وتعمل شركة أوراسكوم على انشاء الممر الجديد بتكلفة 486 مليون جنيه بطول 4 كيلومترات وعرض 60 متراً.
وأضاف فاضل أن مشروع توسعة مطار شرم الشيخ ليصل الى 18 مليون راكب سنويا متوقف بسبب رفض بنك التنمية الأفريقى تمويل المشروع
وأوضح أن «الطيران» تستهدف إنشاء مبنى جديد بمطار شرم الشيخ لرفع طاقته الركاب فضلا عن انشاء ممر جديد و12 كوبرى تحميل و40 موقعاً لانتظار الطائرات.
توقع الوزير الانتهاء من تنفيذ عملية التطوير للمطار خلال عامين، فى حالة موافقة بنك التنمية الافريقى على توفير التمويل اللازم بقيمة 3 مليارات جنيه.
وطبقا لفاضل، أرسل بنك التنمية الافريقى خطابا لاعادة المفاوضات لتمويل المبنى الجديد حيث أن البنك هو الذى أعد الدراسات الخاصة بتنفيذ المشروع.
وبالنسبة لمطار القاهرة، قال وزير الطيران أن الاعمال الانشائية به تجرى وفقاً للجدول الزمنى، حيث يجرى انشاء محطة كهرباء جديدة بقدرة 66 كيلو فولت لتغذية المشروعات الحديثة بالمطار بتكلفة 253 مليون جنيه تنتهى العام القادم، كما ينتظر الانتهاء من عمليات التطوير بمجمع البضائع نهاية العام الحالى بتكلفة 283 مليون جنيه.
وقال الوزير أن هناك أعمال تطوير بمبنى الركاب 2 لمضاعفة مساحته الحالية ورفع طاقته الاستيعابية الى 7.5 مليون راكب مقابل 3.5 مليون راكب حاليا.
وأكد فاضل أن أعمال التطوير بالمبنى تتضمن مضاعفة عدد كبارى التحميل من 7 الى 14 كوبرى و اضافة 5 ممرات لانتظار السيارات بتكلفة اجمالية 2.3 مليار جنيه مما يرفع القدرة الاستيعابية لمطار القاهرة الى 30.5 مليون راكب سنويا.
ويتبع وزارة الطيران المدنى 23 مطاراً بينها 11 مطاراً دوليا و10 مطارات محلية و مطاران بنظام حق الانتفاع هما مرسى علم والعلمين.
قال الوزير إن المرحلة الأولى من مشروع “ايربورت سيتى” سيتم طرحها خلال الفترة المقبلة فى مناقصة عالمية، وتبلغ المساحة الاجمالية للمشروع 10 ملايين متر، باستثمارات تقديرية 70 مليار جنيه ويوفر 100 ألف فرصة عمل.
وبحسب وزير الطيران فهناك مشاريع لتطوير الآلات وتوفير محركات اضافية للطائرات ومعدات للخدمات الارضية والصيانة
وأكد فاضل أن وزارة الطيران تسعى لتنفيذ مشروعات لتطوير نظم الملاحة الجوية بتكلفة 100 مليون دولار، الا أن هناك عقبات لتمويلها من المؤسسات المالية الدولية المقرضة والتى تتعامل وزارة الطيران معها، تشمل البنك الدولى و بنك الصادرات الامريكي، بسبب ارتفاع معامل المخاطرة وتخفيض التصنيف الائتمانى لمصر.
وبحسب فاضل، انتهت الوزارة من دراسة مشروع نافى سات للأقمار الصناعية والذى يتيح لوزارة الطيران تحسين خدمات الملاحة الجوية والاتصالات بين المطارات والطائرة أثناء الرحلات.
وأضاف قائلا: “نبحث عن جهات داخلية وخارجية لتمويل مشروع نافى سات بتكلفته 800 مليون دولار، والذى يحقق عائداً مادياً 4 مليارات دولار فى 2029”.
من جانب آخر، أوضح عبد العزيز فاضل أن وزارة الطيران المدنى تنسق مع وزارتى السياحة والآثار لتنشيط حركة السائحين الوافدين الى مصر واستعادة معدلات 2010.
وبلغ عدد السياح الوافدين لمصر خلال النصف الاول من العام الجارى 5.9 مليون شخص، حققوا ايرادات بلغت 4.4 مليار دولار.
وأضاف: “نسعى لرفع الحركة السياحية لمصر بالتعاون مع وزارة السياحة وقدمنا العديد من الحوافز لشركات الطيران للهبوط بالمطارات المصرية منها اعفاء %100 من رسوم الهبوط و الانتظار بمطارات الأقصر وأسوان وأبوسمبل وأسيوط”.
وتابع أن الوزارة قدمت كذلك %50 تخفيضا من رسوم الهبوط والانتظار للشركات العاملة بمطارات شرم الشيخ و الغردقة و طابا و مرسى مطروح
وأوضح أن مبادرة دعم السياحة الداخلية أسفرت عن تلقى شركة مصر للطيران و الأسواق الحرة 15 ألف مكالمة على مدار الاسبوع.
وأضاف ان شركة مصر للطيران للخطوط الجوية ستوفر ألف مقعد إضافى لمواكبة مد برنامج الرحلات الداخلية الذى أطلقته وزارة السياحة خلال أعياد أكتوبر وعيد الأضحى وإجازة منتصف العام، مع ضم محافظات جديدة تشمل الاقصر وأسوان.
وأوضح الوزير أنه تم الاتفاق مع وزارة الآثار على فتح بعض المزارات الأثرية ليلا خاصة للركاب الترانزيت لتنشيط حركة السياحة بمصر فى الفترة المقبلة
وأكد أن رفع الدول الأجنبية لتحذيرات السفر لرعاياها من زيارة مصر سيساعد على على تنشيط الحركة السياحة و انتعاش الحركة الجوية بالمطارات المصرية.
كان العديد من الدول الاوروبية قد أصدرت تحذيرات سفر لمواطنيها عقب فض اعتصامات مؤيدة للرئيس المعزول بداية أغسطس الماضى.
وأشار الى أن اليابان سترسل متخصصين فى مجال الأمن لمراجعة الموقف الأمنى لرفع الحظر عن مصر،موضحا أن اليابان حذرت رعاياها حتى من الهبوط فى المطارات المصرية كركاب ترانزيت.
الى ذلك، قال وزير الطيران أن مجلس الوزراء طالبه بسرعة الانتهاء من المشاريع التى لا تحتاج الى دعم أو انفاق مالى ضخم.
وأشار فاضل الى أن وجود شركات للطيران الخاص يدعم مصر للطيران أمام المنافسة القوية من الشركات منخفضة التكاليف وشركات الشارتر.
وأضاف أن الأجواء المفتوحة مفعلة بجميع المطارات المصرية ما عدا مطار القاهرة الدولى، ورأى أن الاتفاقيات الثنائية هى الحل الأمثل للحفاظ على الكيان الوطنى الاقتصادى الممثل فى مصر للطيران.
