المعايير تضم حجم السوق وشكل المنافسة واختلاف المنتج وفريق العمل ومعدلات الربحية المتوقعة
ضخ 25 مليوناً فى الشركات المستثمر بها و25 مليون جنيه بشركات جديدة خلال عام
الصندوق يفاضل بين 10 شركات لضخ استثمارات جديدة..والتخارج من مشروع بعائد 100%
يخطط صندوق تنمية تكنولوجيا المعلومات «idevelopers» لاقتناص عدة فرص استثمارية بالسوق المحلية ويفاضل حاليا بين 10 شركات للاستثمار بها، فيما يجرى الصندوق اعادة هيكلة لاستثماراته الحالية عبر التخارج من إحدى الشركات المستثمر بها خلال أشهر قليلة،ويشترط الصندوق توافر 4 معايير لاجراء عملية الاستثمار بقطاع تكنولوجيا المعلومات.
واستثمر الصندوق نحو 165 مليون جنيه بالصندوق الثانى لتنمية التكنولوجيا ليصل استثماراته إلى 215 مليون جنيه، بينما يدرس التخارج من احدى الشركات المستثمر بها خلال الاشهر المقبلة ويتوقع أن تحقق عملية التخارج عائدات تتجاوز 10 ملايين جنيه بزيادة %100 على مبلغ الاستثمار.
كشف المهندس طارق أسعد، المدير التنفيذى لصندوق تنمية تكنولوجيا المعلومات «idevelopers» فى حوار مع «البورصة» عن دراسة الصندوق الاستحواذ على حصص بعدد من الشركات خلال الايام القليلة القادمة، ويتم المفاضلة حاليا بين حوالى 10 شركات، بخلاف الانتهاء من استثمار حوالى 3 ملايين جنيه بإحدى الشركات العاملة بقطاع الإنترنت وتطبيقات المحمول مقابل حصة تقل عن %20، وينتظر توقيع العقود رسميا خلال الأيام القليلة القادمة.
قال أسعد انه رغم الظروف السياسية والاقتصادية التى تعيشها البلاد، إلا أن الصندوق مستمر فى خطط ضخ استثمارات بشركات تكنولوجيا المعلومات الواعدة، وأشار إلى استحواذه على على حصة أقل من %50 بالشراكة مع صندوق » فودافون فنشرز » فى احدى شركات القطاع مقابل 6 ملايين جنيه.
وقال أسعد إن الاستثمار بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يتسم بطول الأجل، حيث تتم عملية التخارج بعد ثلاث سنوات على الاقل، مشيراً إلى أن فرص مصر واعدة فى هذا النطاق ومعدلات النمو المتوقعة بالقطاع جيدة، نظرا لأن مصر تعد سوقا جديدا بالنشاط مقارنة بأوروبا والولايات المتحدة الامريكية.
استدل على ذلك بزيادة عدد مستخدمى الفيسبوك من 4 ملايين مستخدم قبل ثورة يناير إلى 14 مليون حاليا، ما يعكس مؤشرات النمو وفرص القطاع المستقبلية، ولا سيما أن تلك الشريحة تحتاج خدمات على الإنترنت، مثل التجارة الإلكترونية وألعاب اجتماعية وتطبيقات خدمية ومحتوى جديد، وهو ما يخلق فرصا جديدة لنمو القطاع، وليس لها علاقة بمن يقود الدولة.
أكد مدير الصندوق أن سوق تكنولوجيا المعلومات يحقق نموا إلا انه كان يمكن أن يحقق معدلات اكبر فى حال استقرار الأوضاع الاقتصادية والسياسية للبلاد، خاصة مع وجود اكثر من شركة أو صندوق استثمار متخصص فى الاستثمار بشركات تكنولوجيا المعلومات والذى يعد ظاهرة صحية جدا ويتيح الفرص لانجاح الافكار وتكوين شركات ريادة الاعمال ويزيد من فرص نجاحها.
أوضح أسعد أن مخاطر ضخ استثمارات باحدى الشركات الناشئة لا تتوقف عند الاحوال الاقتصادية والسياسية للبلاد وانما هناك أنواع أخرى من المخاطر، مثل نوع التكنولوجيا المستخدمة ومدى توافر كوادر فنية كافية لها، وتوافر فرص نجاح الخدمة بالسوق ومعدلات النمو المتوقعة لها، اما الاوضاع العامة فيتم تجاوزها خلال فترة زمنية قد تطول أو تقصر.
وبحسب المدير التنفيذى للصندوق، ساهمت الظروف السياسية المتوترة والأحوال الاقتصادية المتردية فى تأجيل ابرام صفقتى استحواذ فى شركات جديدة، بسبب ظروف حظر التجوال وأحداث الاعتصامات والمظاهرات التى تسببت فى عدم انتظام العمل بالشركات التى يستثمر بها الصندوق.
ورأى أن الخدمات القائمة على الإنترنت كانت الأوفر حظا فى النمو من باقى خدمات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بسبب شغف العملاء المتزايد بالإنترنت والخدمات القائمة عليه، وكذلك شركات تطبيقات المحمول، ما يبرر تركيز الصندوق فى الفترة الاخيرة على البحث عن أفكار ابداعية بهذا الشق، ودلل على ذلك بأن آخر 5 شركات تم الاستثمار بها من جانب الصندوق تعمل بمجالى الإنترنت والمحمول.
كشف أسعد عن الانتهاء من ابرام صفقة استثمار جديدة بإحدى الشركات العاملة بمجال الإنترنت وتطبيقات المحمول بقيمة 3 ملايين جنيه مقابل حصة لا تتجاوز %20، وهى إحدى الشركات التى يستثمر بها المهندس خالد اسماعيل مؤسس شركة «سسدى سوفت » التى باعها لشركة «انتل العالمية»، ومن المقرر الإعلان عنها عقب التوقيع على العقود رسميا خلال الايام القليلة القادمة، كما يدرس الصندوق حاليا ضخ استثمارات جديدة ويفاضل بين 5 و10 شركات.
يبلغ رأسمال الصندوق الحالى 215 مليون جنيه، ويتبقى منه 50 مليون جنيه فقط، منها 25 مليون مخصصة لزيادة استثمارات فى الشركات الموجودة حاليا لدى الصندوق، فيما تم استثمار كامل رأسمال الصندوق الاول الذى كن يبلغ 50 مليون جنيه.
وتوقع أسعد أن يتم استثمار المبلغ المتبقى بالصندوق خلال مدة تتراوح بين 6 أشهر وعام، مبينا أن الظروف الحالية حالت دون التخارج من إحدى الشركات ولا سيما انها وصلت لمرحلة تحقيق ارباح توزع على المساهمين، الا أن الأوضاع الاقتصادية ستتسبب فى خفض تقييماتها ما أدى إلى تأجيل عملية التخارج.
وحدد المدير التنفيذى لصندوق تنمية التكنولوجيا 4 معايير يعتمد عليها الصندوق عند اتخاذ قرار الاستثمار، تتمثل فى حجم السوق الذى تقدم فيه الخدمة ومدى استيعابه لها وتوقعات النمو له والمنافسين وشكل المنافسة ومدى امكانية نجاح خدمات الشركة المراد الاستثمار بها، اما الشرط الثانى فيتضمن مدى اختلاف المنتج التى تقدمه الشركة عن باقى المنافسين، ويتمثل الشرط الثالث فى فريق العمل ومدى تعاونهم وامكانية تمكنهم من النجاح بادارة الشركة وبحث امكانية تدعيمهم بالكوادر التى يفتقدونها، بينما الشرط الاخير هو معدلات الربح المتوقعة من الشركة المنضمة للصندوق والفترة التى تحتاجها لجنى ارباح، وهيا معايير لم تختلف بتغير الاحوال السياسية والاقتصادية.
وبرر أسعد تراجع صندوق » idevelopers» عن اتمام صفقة الاستحواذ على حصة فى شركة «مشاوير» بأن الدراسات التى أجريت حول الشركة أثبتت أنها ممتازة وأن ضخ استثمارات بها سيكون ذى جدوى، إلا أن أهم النقاط التى تهتم بها الدراسة هى معدل المخاطر والنمو وهما بحاجة إلى الاستمرار لوقت أطول بالسوق قبل اجراء عملية الاستثمار، ما دفع الصندوق إلى الاتفاق مع الشركة على تأجيل الصفقة، مؤكداً أن الشركة تمتلك فرصا واعدة فى النمو والانتشار مستقبلا ووصف مؤسسها بـ «ستيف جوبز» مصر.
أوضح أسعد أن النموذج العالمى يشير إلى احتياج أى شركة لما بين 3 و5 سنوات لبدء تحقيق عائدات فى الظروف الطبيعية، لكن هناك بعض التخصصات تحتاج إلى وقت أطول مثل الشركات التى تعمل فى مجال الصناعات الإلكترونية الدقيقة حيث تحتاج عدة سنوات لاجراء ابحاثها والخروج باختراعها للنور، فترتفع الفترة اللازمة لجنى الأرباح منها إلى 7 سنوات كحد أدنى، اما شركات الإنترنت فتحتاج أوقاتاً اقل.
وقال إن الظروف الحالية ادت إلى ضخ استثمارات اقل من الفترة الماضية، ولا سيما أن الصندوق يركز على قطاعى الإنترنت وتطبيقات المحمول ومثل هذه الشركات لا تحتاج استثمارات ضخمة لتحقيق المرجو منها مقارنة بباقى شركات القطاع، كما تحقق عائدات أسرع، موضحاً أن الصندوق كان يضخ استثمارات بقيمة 5 ملايين جنيه كحد أدنى، أما الآن فتصل قيمة الاستثمار إلى 3 ملايين جنيه كحد أقصى.
على مستوى قطاع التجارة الإلكترونية، قال أسعد إن صندوق تنمية التكنولوجيا يستثمر بشركتين فى هذا القطاع هما «نفسك» و«أوفرنا»، وهو سوق واعد يحقق معدلات نمو متسارعة، إلا أن الشراء الجماعى لم ينجح بالسوق المصرى بدليل اغلاق «ديرانديل».
وتوقع اسعد أن يتغير اتجاه التجارة الإلكترونية الفترة المقبلة ويتخلى عن شكله التقليدى ليتحول إلى تطبيقات عبر الهواتف الذكية،مما يسمح للمستخدم باجراء عملية الشراء بشكل أسرع ومبسط ولا سيما أن عدد مستخدمى الهواتف الذكية محليا وصل إلى 3 ملايين شخص ما يوضح وجود فرص اكبر لتحقيق معدلات نمو أوسع خلال الفترة القادمة، اضافة إلى التعاون مع شركات المحمول لتقديم قيمة مضافة للعملاء.
أضاف: «يتجه الصندوق للتخارج من إحدى الشركات على أن تحقق عائدات ضعف المستثمر فيها والذى بلغ حوالى 5 ملايين جنيه، كما سيسعى للتسويق حال استقرار الأوضاع بالبلاد».
