مع اقتراب عيد الأضحى بدأت شركات تجزئة المحمول الاستعداد لهذا الموسم أملاً فى تحريك الركود الذى أصابها منذ ثورة 25 يناير، فيما يجهض عودة أحداث العنف وتردى الأوضاع الأمنية مرة أخرى الرواج المنتظر مع موسم العيد.
وأكد متخصصون أن مبيعات الهواتف ستحددها الظروف التى تمر بها البلاد حالياً، فإذا تصاعدت حدتها فإنها ستؤثر على المبيعات الكلية للهواتف بنسبة قد تصل إلى %50 خلال أيام العيد، أما خطوط المحمول فإن الشركات لا تراهن عليها فى الوقت الحالى لوصولها لمرحلة التشبع.
على مستوى الحاسبات الآلية والتابلت، رصد العاملون بالسوق نمواً طفيفاً فى المبيعات، مقارنة بشهرى يونيو وأغسطس، وسط توقعات متفائلة بتحقيق القطاع نمواً عقب إجازة العيد يصل إلى %10 على الأقل، أما شركات التجارة الإلكترونية فحاولت استغلال إجازة العيد بطرح العديد من العروض المخفضة أملاً فى استثمار تلك الإجازة، مؤكدين مساهمة هذه المناسبة فى رفع المبيعات بمعدلات وصلت إلى %30.
الخواجة: %50 تأثراً فى مبيعات الهواتف إذا استمرت الأحداث الجارية
توقع متخصصون تراجع مبيعات الهواتف الذكية بنسبة %50 حال استمرار تردى الأوضاع الراهنة للبلاد، فيما رجحوا أن يستفيد السوق من فترة الإجازات وعيد الأضحى لتنشيط المبيعات ومقاومة تراجع القوى الشرائية.
قال المهندس عبدالمنعم الخواجة، الرئيس التنفيذى لشركة «المتحدة» وكيل هواتف «جى تايد» فى مصر، إن مبيعات الهواتف خلال عيد الأضحى سوف تحددها الظروف والأحداث التى تعانيها البلاد فى الوقت الحالى، فى حالة تصاعدها الأيام المقبلة فإن ذلك سوف يؤثر على المبيعات الكلية للهواتف خلال تلك الفترة المهمة من العام بنسبة قد تصل إلى %50.
أوضح أن الهواتف الرخيصة الأكثر مبيعاً، خاصة التى يتراوح أسعارها بين 80 و100 جنيه، كما أن الهواتف الذكية الرخيصة التى تعمل بنظام تشغيل «الاندرويد» تشهد نموا كبيرا فى المبيعات خلال الوقت الحالى، مشيراً إلى أن العروض التى تقدمها الشركات جاذبة ولكن سوق هواتف المحمول لايزال متأثراً بصفة عامة.
وقال محمد طلعت، صاحب محلات «طلعت» لخدمات المحمول، إن الظروف والأحداث الحالية لن تؤثر بصورة كبيرة على مبيعات الهواتف خلال عيد الأضحى، مشيراً إلى أن المستهلكين يقبلون على الشراء مع بداية عودة المدارس والمناسبات المختلفة خاصة الأعياد.
أشار إلى أن العروض التى تقدمها الشركات، خاصة بالهواتف الذكية ذات الأسعارالمنخفضة التى تتلائم مع الظروف الاقتصادية الحالية تشهد إقبالا نوعيا، مشيراً إلى أن المستخدم يفضل الهواتف التى تلبى احتياجاته بأقل الأسعار.
فيما أوضح المهندس إبراهيم سمير، صاحب محلات «أولاد طه» لمبيعات الهواتف المحمولة، أن من الصعب التنبؤ بمبيعات الهواتف فى المناسبات بصورة دقيقة، خاصة منذ اندلاع ثورة يناير 2011، وتدعم الظروف الحالية المزيد من ركود المبيعات بسوق الهواتف. أضاف أن العديد من الموزعين يطرحون عروضاً ترويجية بصفة مستمرة لتحريك المبيعات، ولا ينجح منها سوى القليل.
الإقبال على الهدايا يدفع مبيعات التجارة الإلكترونية إلى الارتفاع %30
بدأت شركات التجارة الإلكترونية فى إطلاق عروض ترويجية مع اقتراب عيد الاضحى المبارك آملاً فى اقتناص ما يدعم المبيعات، وتوقع عدد من المسئولين أن تدفع العروض الحالية نمو المبيعات بنسبة %30 خلال الأيام القادمة، بينما تتصدر أدوات الشوى والهدايا قائمة المنتجات الأكثر طلبا.
قال المهندس شريف نصار، المدير التنفيذى والمؤسس لشركة «نفسك» للتجارة الالكترونية، إن معدل الإقبال على المنتجات المعروضة ارتفع خلال الأيام الأولى من الشهر الحالى مقارنة بنفس الفترة من شهرى يونيو واغسطس، موضحاً أن الاعياد الرسمية والاجازات تدفع المبيعات إلى النمو فى الاسابيع التى تسبقها وتليها، مستدلاً على ذلك بزيادة مبيعات الموقع بنسبة %30 مقارنة بالايام العادية، متوقعاً أن يستمر هذا النمو فى الأيام التى تتلو العيد بسبب زيادة الانفاق فى العيد.
عن المنتجات التى تلقى إقبالا من المستهلكين خلال العيد، قال نصار إن الشوايات وأدوات الشوى الأكثر رواجا، إضافة إلى الهدايا والأدوات المنزلية المدعومة بالتخفيضات، مشيراً إلى إطلاق خدمة «صك الاضحية» بالتعاون مع بنك الطعام المصرى وذلك من باب المسئولية الاجتماعية.
من جانبه أوضح مصطفى مؤمن، مدير التسويق لشركة «e3050»، أن عادة ما يشهد قطاع التجارة الإلكترونية نشاطا استثنايا قبيل الاجازات الطويلة والاعياد الرسمية، نظرا لكون القطاع موسمى، ويرى أن معدلات الزيادة فى المبيعات بسبب المواسم والاعياد لا تكون جوهريا وانما طفيفة تتراوح بين 20 و%35 على الأكثر. أكد على إقبال المستهلكين خلال الأيام التى تسبق العيد على المنتجات المنزلية وأدوات الشوى ومعداته، بينما يتوجه اهتمامهم بعد اجازة العيد إلى الهدايا والمنتجات الترفيهية.
من جانبها طرحت شركة «سوق دوت كوم» عرضا يشمل تخفيضات تصل إلى %70 على العديد من المنتجات بمناسبة حلول عيد الاضحى، وتشمل الهواتف الذكية والتابلت والملابس والأحذية وأدوات الشوى والتلفزيونات والادوات المنزلية وأدوات المطبخ.
أحداث العنف تربك نشاط أجهزة المحمول بشارع عبدالعزيز
أربكت أحداث العنف الأخيرة نشاط أجهزة المحمول بشارع عبد العزيز قبل عيد الأضحى والذى يتوقع رواج المبيعات خلاله، ويسعى التجار إلى تنشيط ذاكرة الشراء لعملاء القطاع خلال تلك الفترة والأحداث السياسية الأخيرة التى ألمت بالبلاد.
قال هانى على، صاحب محل منارة عبدالعزيز، إن حجم المبيعات تراجع الفترة الأخيرة خاصة منذ حظر التجوال، مشيراً إلى أن فترة عيد الفطر لم تساهم فى زيادة فى المبيعات.
وأكد أن عدم استقرار الظروف السياسية والاقتصادية أدى إلى غلق بعض المحال وتسريح نسبة كبيرة من العمالة فى ظل الخسائر التى مُنىّ بها العديد من المحلات العاملة بالقطاع.
وأشار إلى أن هناك منافسة شرسة بين تجار الهواتف بشارع عبد العزيز، فيما يطرحون عروضاً كل فترة لتحريك المبيعات التى تراجعت بنسبة تتراوح بين 30 و%40 تقريباً، بينما تكاد تنعدم يوم الجمعة بسبب حظر التجوال، كما أن أحداث العنف أثرت بشكل كبير على حركة المبيعات.
من ناحيه أخرى، أوضح محمد توفيق، مدير مبيعات محل راديو محمد طلعت، أن نسبة المبيعات ارتفعت نسبياً عقب عيد الفطر وبداية العام الدراسى الحالى.
وأكد أن عدم الاستقرار فى الاوضاع الأمنية أثر سلبا على حركة المبيعات.
قال توفيق إن المشكلة ليست فى طرح عروض جديدة لتحريك السوق، ولكن هناك عوامل أخرى أهمها ثقة العميل فى المحل الذى يتعامل معه، خاصة فى المنتجات عالية الجودة وخدمات ما بعد البيع.
وأشار إلى أن الهواتف الصينية والمهربة تؤثر أيضا على حركة المبيعات.
وأوضح أن أسعار الهواتف المحمولة ارتفعت منذ أسبوع تقريباً، ثم تراجعت بشكل ملفت لجذب الزبائن.
وأشار إلى أنه رغم تدهور الحالة الاقتصادية وبدء العام الدراسى الجديد لكن إقبال المستهلك غالباً ما يكون على الأجهزة الجديدة ولا يفضل الأجهزه المستعملة.
أكد محمد خالد، موظف فى محل الباشا أن المبيعات ارتفعت بنحو %20 مع حلول عيد الأضحى.
خطوط المحمول خارج سباق عيد الأضحى بعد الوصول إلى حالة التشبع
أكد متخصصون أن سوق مبيعات خطوط الهواتف المحمولة يشهد تشبعاً فى الوقت الحالي، وأن الشركات لاتراهن على موسم عيد الأضحى فى تحريك المبيعات بصورة كبيرة، كما أن محلات التجزئة حاليا أصبحت لاتعتمد بصورة كبيرة على مبيعات الخطوط التى يتراوح أسعارها من جنيه إلى عدة آلاف.
قال محمد مصطفى، صاحب محلات «الفيروز» لمبيعات الهواتف وخطوط المحمول، إن سوق خطوط المحمول وصل لمرحلة التشبع ولم يعد الإقبال كبيرا على اقتناء الجديدة منها، مشيرا إلى أن عروض الدقائق التى تقدمها شركات المحمول جيدة، لكنها لا تجذب مستخدمين جدد.
أضاف أن محلات التجزئة لا تعتمد حاليا على مبيعات الخطوط المحمولة بقدر اعتمادها على الهواتف واكسسوراتها، وقليلا ما يشهد سوق الخطوط رواجا.
استبعد مصطفى أى زيادة كبيرة فى مبيعات الخطوط خلال فترة عيد الأضحى، مؤكدا أن مبيعات الخطوط شهدت نموا كبيرا مع دخول اتصالات مصر للسوق وتقديم الشركات للعروض لجذب أكبر عدد من العملاء، إلا أنه مع مرور الوقت قل الطلب على الخطوط بدعم من التشبع.
واتفق هيثم محمود،مسئول مبيعات بمحلات «smart tic» مع الاراء التى تؤكد أن سوق خطوط المحمول وصل إلى مرحلة التشبع منذ فترة وأن مبيعاته محدودة للغاية، ولن يحرك موسم عيد الأضحى المبيعات، معتبرا أن ذلك الأمر منطقى لتجاوز عدد العملاء الـ90 مليون مشترك.
أوضح أن شركات المحمول نجحت مؤخرا فى تقديم عروض لعملائها عبر أنظمة تساعدهم فى الاستفادة من الدقائق المجانية والرسائل والإنترنت، لكن تشبع السوق سيقف حائلا دون انتشار الخطوط الجديدة.
أشار إلى أن أسعار الخطوط تحدد حسب النوعية والتميز،فهناك خط بجنيه للخط وآخر بـ500 جنيه، وثالث يتجاوز عدة آلاف من الجنيهات.
%10 نمواً متوقعاً للحاسبات الآلية خلال عيد الأضحى
أكد عدد من مسئولى قطاع الحاسبات الآلية على زيادة حركة السوق بنسب طفيفة خلال سبتمبر الماضى مقارنة بالشهرين السابقين له، وسط توقعات بتحقيق القطاع نمو يصل إلى %10 عقب إجازة عيد الأضحى المبارك، معتبرين استقرار سعر الصرف وتراجع سعر أجهزة الحاسبات اللوحية بسبب المنافسة بين الشركات وموسم العيد ودخول المدارس من أهم الاسباب الداعمة لنمو السوق.
قال الدكتور هشام عبدالغفار، مدير قطاع الحاسبات الآلية بشركة «أكت»، إن القطاع شهد نموا فى الاقبال على اقتناء الحاسبات الآلية الفترة الاخيرة ولا سيما المحمولة واللوحية، مرجعا ذلك إلى استقرار أسعار الدولار وتوافق موسمى دخول المدارس والعيد فى وقت واحد.
يرى عبدالغفار أن العروض والتخفيضات التى تطرحها المراكز التجارية الكبرى وتوافر الكثير من الأنواع والماركات وتباين الأسعار ساهم بشكل كبير فى دفع معدلات النمو خلال الفترة القصيرة الماضية، متوقعاً أن تستمر معدلات النمو بنسب طفيفة خلال الأشهر المقبلة، معتبراً اياها أفضل من الشهور الوسطى للعام الجارى التى شهدت شبه ركود فى المبيعات، أو الأشهر الأولى للعام الجارى الذى واجه مشكلة تذبذب سعر الصرف للعملات الأجنبية.
عن أبرز الموديلات التى تلقى إقبالاً من جانب المستهلكين أوضح عبد الغفار، أن الأجهزة بمعالجات “انتل“ تستحوذ على الحصة الأكبر من مبيعات الحاسبات المحمولة بنسبة تتعدى %60، وتأتى أجهزة “أبل“ فى المرتبة الثانية بحصة تصل إلى %20، بينما تتوزع النسبة الباقية على ماركات أخرى.
وأضاف أن أجهزة سامسونج وأبل تتصدر مبيعات الحاسبات اللوحية، وهى التى تتصدر – أيضا – قائمة الماركات العالمية، أما الاجهزة الأخرى التى تتميز بأسعارها المتدينة فلا تسيطر أى منها على حصة كبيرة وانما تتنافس على أكبر قدر من المبيعات، مشيراً إلى إقبال المستهلك المصرى على تلك الاجهزة التى وصل سعرها إلى 600 جنيه، بينما الحاسبات اللوحية للماركات العالمية إلى 5 آلاف جنيه.
أوضح عبد الغفار أن أسعار الأجهزة اللوحية تأثرت بالانخفاض خلال الفترة الاخيرة نظرا لاستقرار سعر الدولار والمنافسة الشرسة بين الشركات المصنعة وتقارب امكانيات الأجهزة،خاصة أن معظمها يعمل بنظام التشغيل الأكثر استخداما فى العالم “الاندورويد“، أما اللاب توب فلم تتغير أسعاره بشكل كبير ولكن استقرت نسبياً.
من جانبه، قال المهندس ماجد فاروق، الرئيس التنفيذى لشركة “كوميك” للكمبيوتر، إن حركة مبيعات الحاسبات الآلية شهدت زيادة طفيفة خلال الشهر الماضى وهو ما ينبئ بتحرك المياه الراكدة الاسابيع المقبلة، متوقعا تزايد مبيعات السوق عقب اجازة عيد الاضحى بنسبة تصل إلى %10 على الأقل.
أكد أن حالة السوق أفضل من شهرى يونيو وأغسطس اللذين شهدا تراجعاً فى المبيعات بنسبة %85 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، مشيراً إلى أن الاستقرار النسبى للدولار سوف يساهم فى دفع المبيعات للنمو، فى الوقت التى تراجعت فيه معدلات الاستيراد بمعدل %50 نظراً لبطء المبيعات، حيث خفضت الشركة معدلات استيرادها من حاويتين شهرياً إلى واحدة.