يمتلك الكثير من رجال الأعمال تصورا سيئا عن تخطيط الأعمال؛ فهم يفضلون المرونة والحرية في إنجاز أعمالهم، ويخشون وضع خطة استراتيجية لاعمالهم، معتقدين أن ذلك قد يقيدهم ويحد من قدرتهم على التصرف، ويقتل الروح الريادية لديهم. فضلا عن أن فكرة الالتزام بخطة معينة يعطي إيحاء بالرتابة والروتين اللذين يحاول الجميع تجنبهما.
لكن التخطيط الاسترتيجي في حقيقة الأمر، يحررك والمؤسسة من قيود كثيرة، ويمكنك من إدارة تفاصيل العمل وقضاياه في الشركة، وحل المشكلات والأزمات التي تعترض طريقك وتحد من نمو أعمالك التجارية، وتمنعك من القيام بالمبادرات المطلوبة. فإن كنت لا تملك أي خطة بعيدة المدى، فإن فرص نجاحك حينها تعد ضئيلة في المستقبل. إذا، فأنت بحاجة إلى وضع استراتيجية معينة، وإليك السبب: إنها تضع أفراد المؤسسة جميعهم في المسار الصحيح ذاته، وتحافظ على تقدمهم في الاتجاه نفسه نحو تحقيق الهدف الرئيس.
تنمية مهارة التخطيط:
عليك تعلم كيفية النظر إلى مستقبل شركتك ومشروعها الأساسي، وتشكيل تصور واضح عن وضعها المستقبلي في هذا العالم دائم التغير. كما أن امتلاك خطة لا يعني بالضرورة الالتزام الصارم بها، فالخطط جميعها معرضة للتعديل والتغيير، تبعا للتغيرات التي تطرأ على بيئة المؤسسة والعمل. لذلك يجب على قادة الأعمال النظر إلى التخطيط المؤسسي، على أنه شيء مستمر واعتيادي أكثر من كونه نشاطا يتم العمل به لمرة واحدة فقط. وعليهم أيضا تركيز انتباههم وبناء قاعدة عميقة وواسعة، من المعرفة والأسئلة المتعلقة بالمنظور والإدراك والتمييز بين الأمور. فأفضل الخطط هي تلك المستمدة من السعي الدائم نحو التعلم، لبناء قاعدتك المعرفية.
تطوير فن طرح الأسئلة:
الأسئلة المناسبة هي المفتاح الرئيس للتفكير على نحو صحيح واستراتيجي. ويمكنك البدء بطرح أسئلة بسيطة مثل:
§ ما الذي يشتريه عملائي من شركتي في الوقت الحالي؟
§ ما هي الأمور التي يحتمل أن يطلبها أو يريدها زبائني بعد 10 سنوات؟
وهناك أيضا أسئلة أخرى، قد تساعدك على تكوين رؤية عن المستقبل، ورسم مسارك الخاص، ومعرفة الطريقة التي تمكنك من الوصول إلى هدفك:
§ ما هو الواقع الحالي لأعمالك التجارية وعالم التجارة؟
§ ما هو واقع المستقبل؟
§ ما الذي تسعى لتحقيقه في ذلك المستقبل؟
§ ما هي نقاط الضعف والقوة في المؤسسة؟
§ ما هي الفرص المحتملة؟
§ ما هي القدرات التي تملكها لاستكشاف هذه الفرص؟
§ ما هي ميزتك التنافسية؟
§ ما الذي يؤخر مؤسستك عن التقدم؟
ولتتمكن من الإجابة عن هذه الأسئلة بشكل واف، عليك التفكير أيضا في رؤيتك الخاصة، ووضع بيان تحدد فيه الأمور التي تريد تحقيقها من وراء أعمالك التجارية، فذلك سيلهمك للتفكير بقيمك الشخصية وبالأمور المهمة لك. كما سيساعدك على تكوين رؤية خاصة بمؤسستك. فما الفكرة التي تريد أن يحملها شعار شركتك؟
كما أنك تحتاج إلى تحديد مهمتك الرئيسة، وهو الأمر الذي تفعله يوميا، ويعبر عن سبب إنشائك للشركة. فإن التزمت برسالتك ستكون النتيجة قدرتك على تحقيق رؤيتك.
إن النجاح الباهر أو الفشل الذريع، يتوقف على معرفتك تماما بالواقع الحالي لمؤسستك، وحقيقة مستقبلها والمسائل المستجدة عليها، والتي يتوجب عليك متابعتها للاستمرار في التقدم نحو رؤيتك المنشودة. كذلك، من الأفضل لك أن تسعى للحصول على آراء مختلفة، ممن تثق بقدرتهم على نصحك لتكوين منظور مختلف
بقلم : ايلرون ج
تنشر بالاتفاق مع فوربس الشرق الاوسط