اختفى أخيراً شبح الطرح العام الأولى لـ « الفيس بوك » من الأسواق المالية، حيث بدأ عصر تويتر بإثارة ضجة صاخبة فى شارع وول ستريت الخميس الماضى نظراً لارتفاع أسهم شركات التواصل الاجتماعى بنسبة %73 فى أول ايام التداول، كما يصطف الآن كل من وضع آماله على التكنولوجيا لجنى الأرباح.
على الرغم من أن الإعلانات التجارية على « الفيس بوك » الآخذة فى الازدهار قد أشعلت حماسة المستثمرين مرة أخرى للتداول فى أسهم « الفيس بوك » خلال الاشهر الأخيرة، فقد كان لتراجع سعر السهم فى أعقاب الطرح العام الاولى لـ « الفيس بوك » تأثيراً طويل الأمد على عالم التكنولوجيا.
قال مات ووالش، خبير أسواق المال فى بنك أوف امريكا، إن شركات التكنولوجيا التى كانت تفكر فى طرح أسهمها للاكتتاب العام قد عدلت عن هذا التفكير.
أوضحت صحيفة «الفاينانشيال تايمز» أنه نتيجة لذلك لم تكن هناك أى شركة تقريباً على استعداد للتقدم للاكتتاب فى أسهمها خلال النصف الأول من هذا العام رغم أن الارتفاع الكبير فى أسعار الأسهم كشف النقاب عن شهية جديدة حيال شركات التكنولوجيا ذات معدلات النمو العالية.
بالإضافة إلى ذلك تم استشعار الآثار السلبية لاكتتاب الـ « فيس بوك » فى خطط الشركات المتعطشة لطرح أسهمها للتداول خاصة بعد مرور عام تقريبا على اكتتاب « الفيس بوك »، فعلى سبيل المثال، خفضت تويتر التقييم الداخلى لأسهمها.
ويرى المحللون أن الطفرة التى شهدها سوق المال فى الأسابيع الأخيرة نظراً لإصدار أسهم جديدة كانت تشير بالفعل إلى مدى تغيير الأمور بشارع المال والبورصة بالولايات المتحدة، ولكن مع الاستقبال المذهل للطرح العام الاولى لتويتر يوم الخميس الماضى يمكن القول بأنه قد بدأت رسميا حقبة جديدة فى الأسواق المالية.
قال كيفين لانديز، مدير الاستثمار فى صناديق فيرست هاند، إن الحالة المزاجية للمستثمرين بدأت تتغير، ولكن ما اخشاه هو انعكاس هذا التغير المبكر فى المزاج على الاسواق، فبدلاً من شعور المستثمرين بالاحباط حيال اخفاق اكتتاب « الفيس بوك » بدوا متحمسين للطرح الاولى لتويتر، قال المحللون والمستثمرون فى شركات التكنولوجيا إن اكتتاب تويتر يوم الخميس الماضى سوف يكون له تأثير أكبر بكثير من حجم الأعمال التجارية التى قد يضمنها تويتر.
بحسب صحيفة الفاينانشيال تايمز فإن عائدات تويتر تشكل نحو %10 من حجم عائدات « الفيس بوك » فى فترة طرح اسهمه للاكتتاب العام، والقوة العاملة لتويتر خمس « الفيس بوك » كما أن القيمة السوقية لأسهم تويتر سدس القيمة السوقية لسعر طرح أسهم « الفيس بوك ».
يعود ذلك جزئيا إلى الاهتمام المفرط الذى انهال على «تويتر» من قبل وسائل الاعلام حتى بدا تويتر وكأنه رمزاً وحافزاً لهوس جديد للاستثمار فى التكنولوجيا.
وقد أظهر المستثمرون اهتماما كبيرا حيال الشركات ذات معدلات النمو المرتفعة خاصة تلك التى يعتقدون أنها الأفضل فى عالم التكنولوجيا الذى ينجذب نحو شبكات التواصل الاجتماعى والبنية التحتية التى تقوم على سحابة التكنولوجيا، وقد ساعدت تويتر على بلورة تلك الآمال لكونها واحدة من الشركات الاستهلاكية الرائدة فى ركوب هذه الموجة.
قال لانديز أصبحت شركات التكنولوجيا التى كانت تجذب وول ستريت مثل اوراكل وسيسكو وانتل بمثابة رجل عجوز منهك فى هذا العالم الجديد وبات المستثمرون يبحثون عن قادة جدد فى صناعة التكنولوجيا.








