بقلم: جيفرى جولدبرج
تدور فى رأسى 8 أسئلة حول الأحداث الدراماتيكية التى شهدتها محادثات إيران مع مجموعة الخمسة زائد واحد والذين يبدو عليهم الاستعداد للتوصل لاتفاق مؤقت من شأنه تخفيف العقوبات على الاقتصاد الإيرانى فى مقابل… لا شىء حتى الآن.
وإذا حالفهم الحظ، فسيكون المقابل وقفاً كاملاً لتخصيب اليورانيوم، ولكن على ما يبدو هذا ليس فى أوراق إيران ، بل فى أفضل الأحوال سوف يتعهد الإيرانيون بالحد من التخصيب وبإبطاء العمل فى مرفق آراك لانتاج البلوتونيوم وبمواصلة تهنئة الشعب اليهودى فى مناسباتهم عبر تويتر.
والسؤال الأول، هل تدرك حكومة باراك أوباما مدى جودة وضع النظام الإيرانى فى هذه اللعبة؟ وأجابنى عن هذا السؤال روبرت ساتلوف من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قائلاً: إن إيران تراهن على اكتساب ثلاثة أشياء.
وكما يبدو فإن الشىء الأول هو رؤية تخفيف العقوبات التى تطحن اقتصادها حاليا دون الاضطرار إلى وقف تخصيب اليورانيوم، وثانيا سوف يحصل حليفها العراق على مساعدة الولايات المتحدة فى هزيمة خصومها من السنة المتطرفين، وثالثا، حصل حليفها الرئيسى الآخر بشار الأسد فى دمشق على تصريح من الغرب مؤخرا بقتل مواطنيه ولكن بأسلحة تقليدية فى المستقبل.
وسألت سؤالى الثانى إلى مارك دوبويتز، مؤسس جماعة «الدفاع عن الديمقراطيات»، وهو كيف أن الاتفاق – كما هو مفهوم – يبعد إيران عن هدفها فى بناء بنية تحتية لسلاح نووي؟ وأجاب بأن هذا الاتفاق سوف يتيح لإيران الاحتفاظ ببنيتها التحتية النووية بالكامل ومواصلة تخصيب اليورانيوم فى وجود أجهزة طرد مركزى كافية للتحرك نحو سلاح نووي.
ولا يتعامل هذا الاتفاق مع تصميم اجهزة الطرد المركزى التى تعد عنصرا رئيسيا فى برنامج التخصيب السرى لليورانيوم. وأضاف دوبويتز أن هذا الاتفاق سوف يسمح لإيران بمواصلة العمل على إنتاج البلوتونيوم.
والسؤال الرابع، هل الاتفاق المؤقت سوف يضغط على إيران للتوصل لاتفاق نهائى من شأنه إنهاء البرنامج الإيرانى للأبد لأسباب وجيهة جدا؟ ومما يبدو عليه الأمر، فإن الاتفاق المؤقت سوف يضعف كلاً من التزام العالم بالعقوبات وكفة الغرب فى المحادثات، إلا إذا عزم أوباما على إعادة تطبيق العقوبات إذا ضلت إيران عن الطريق المستقيم.
هل أوباما مستعد بالفعل لاتخاذ قرار غير مرحب به – على الأقل فى الأروقة الأوروبية – بفرض عقوبات جدية إذا شك فى التزام إيران بعملية التخلى عن البرنامج النووي؟ ورأى البيت الأبيض فى ذلك هو «نعم»، أما رأيى أنا فهو «ربما».
وتؤكد الحكومة أن هيكل العقوبات الحالى سوف يظل كما هو خلال الفترة الانتقالية وأن العقوبات الهامشية هى فقط التى ستتأثر مؤقتاً، أى أن العقوبات على بنك إيران المركزى وصادرات البترول ستظل كما هى، أما التخفيف الذى ستحصل عليه فيتمثل فى الأموال التى تمتلكها ولا تستطيع الوصول إليها فى النظام المصرفى العالمي.
والسؤال الخامس هو كيف سمح بنيامين نتنياهو بأن يتم تخطيه بهذا الشكل؟ من المفترض أن يكن نتنياهو ذكياً، ولكنه سمح لنفسه بأن يصبح محايداً من أجل أوباما، وأعتقد أنه يتمنى اليوم لو أنه كان قد شن هجوماً على إيران منذ ثلاث أو أربع سنوات، وسوف يحول نفسه لدولة منبوذة إذا قام بهجوم أحادى الجانب فى حين أن حلفاءه الأمريكيين والأوروبيين يتفاوضون مع إيران.
أما السؤال السادس فتعلق بماذا يفكر به جون كيري؟ قال وزير الخارجية الأمريكى فى مقابلة له مع أحد الصحفيين إن إسرائيل ستواجه انتفاضة ثالثة إذا لم تتوصل لتسوية بشأن زيادة مستوطناتها فى الضفة الغربية، مضيفا أنه إذا لم ينته وجود الجنود الإسرائيليين فى الضفة الغربية إلى الأبد، سيكون هناك شعور متزايد بأننا لا نستطيع أن نصنع سلاماً مع قيادة لا تميل إلى العنف وسينتهى بنا المطاف بالتعامل مع قيادة عنيفة.
ومثل هذا الكلام أخطر من أن يقال وفيه مغازلة للفلسطينيين، كما أن هذا النوع من التهديدات لا يقود إلى مصالحات من قبل اسرائيل، وإنما سيدفعهم إلى المماطلة حتى يترك كيرى وزارة الخارجية.
وأتساءل فيما يفكر فيه بنيامين نتنياهو؟ كنت قد كتبت سابقا أن نتنياهو قد يجد المجتمع الدولى أكثر تفهما لمخاوفه إذا لم يعتقد نظراؤه فى واشنطن وعواصم أوروبا أنه غير عقلانى وغير مستعد للتحرك، طالما أن الأمر يتعلق بالفلسطينيين، وقد لا ترتبط القضايا ببعضها البعض فى الواقع، ولكنها كذلك فى إذهان معظم العالم، ورفض نتنياهو الاعتراف بهذه الحقيقة أضر بقضيته.
كما يتعلق السؤال الثامن أيضاً بما يفكر فيه نتنياهو؟ ففى الواقع، إلقاء نوبات الغضب على السياسة الأمريكية لا يجعل منه سوى رئيس وزراء عاجز، بل ينبغى على نتنياهو أن يراقب حسن روحاني، الرئيس الإيرانى الجديد، إذا أراد أن يتعلم كيف يتلاعب بالرأى العام.
إعداد: رحمة عبدالعزيز
المصدر: وكالة أنباء بلومبرج








